إعلان

 الليلة الكبيرة في واشنطن!

محمد حسن الألفي

الليلة الكبيرة في واشنطن!

محمد حسن الألفي
07:00 م الثلاثاء 03 نوفمبر 2020

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

الليلة سيعرف العالم من هو الساكن الجديد للبيت الأبيض. الفيل الجمهوري أم الحمار الديمقراطي. اليمين المتطرف أم اليسار الماركسي. مسميات واصطلاحات طرأت على مفردات المشهد الانتخابي الأمريكي في إحدى أعقد عمليات الاقتراع لاختيار رئيس جديد للولايات المتحدة. تجري عملية التصويت وسط أجواء منذرة بعنف بالغ، فالجمهوريون مسلحون وارتفعت نسبة شراء الأسلحة، وفي إحصاء أن هناك 100 مليون قطعة سلاح اشتراها الامريكيون، للهجوم أو للدفاع. لمناصرة ترامب أو لرفض ترامب. هذه الانتخابات تتم على قاعدة: الرأسمالية أو الاشتراكية. سابقة لم تحدث من قبل. المسيحيون البيض، من البروتستانت يؤيدون ترامب بنسبة تتجاوز 78٪، لكن الأمريكيين الأفارقة يميلون إلى بايدن بسبب عنف الشرطة وقتل جورج فلويد، وما اعتبروه عنصرية ترامب وتحريضه على قمع من وصفهم بالإرهابيين والميليشيات. أجواء محمومة من نيويورك على الساحل الشرقي إلى لوس أنجلوس على الساحل الغربي، بين المحيطين الأطلنطي والهادي. يعد بايدن ناخبيه بالانحياز إلى الفقراء والأطفال وإنفاق المليارات على المناخ والبنية الأساسية والرعاية الصحية وحزمة حوافز تريليونية للمساعدة على سداد فواتير المعيشة بسبب جائحة كورونا. ويعد برفع الضرائب على الأغنياء وتسخير عوائدها في خدمة الفقراء. يغازل إذن الجيوب الخاوية، رغم أن نسبة توظيف الأمريكيين السود في عهد ترامب كانت من 7.5% إلى 16% وهي نسبة أعلى مما حققته إدارة أوباما. من ناحيته، يعد ترامب ناخبيه بأن سنة 2021 ستكون أعظم سنة اقتصادية في التاريخ. يغازل جيوب الأمريكيين التي كانت ممتلئة ومطمئنة حتى عصف بها وبه فيروس حقير خطير..

وبالطبع لا يمكن تكذيب ترامب في قدرته على إنجاح الأعمال ودفع الاقتصاد، وتقوية الجيش وتطويره؛ لأن الثابت بحق أن ترامب ترك بالفعل بصمته كرجل أعمال على الاقتصاد الأمريكي، ولولا كورونا لكان حقق طفرة اقتصادية، حققتها الصين رغم كورونا الخارج من معاملها: طوعًا أو عمدًا أو إهمالًا.

الليلة إذن يعسكر أنصار ترامب حول البيت الأبيض ولقد ضربت السلطات حوله سياجًا منيعًا، لكن المقربين من ترامب يعدون لاحتفالات كبيرة عقب إعلان النتائج. يصر ترامب على ضرورة استكمال وإحصاء كل الأصوات الليلة، وسيتخذ إجراءً قانونيًا لو تأخر الفرز؛ لأنه يعتبر ذلك بابًا للتزوير. من ناحيتها رفضت المحكمة العليا طلب ترامب وأتاحت حق امتداد أوقات الفرز.

حتى السادسة صباحًا بتوقيت الساحل الشرقي للولايات المتحدة كان 99.5 مليون أمريكي أدلوا بأصواتهم بالفعل، مستفيدين من ميزة التصويت المبكر، خوفًا من الزحام والإصابة بـ"كورونا". ويلفت النظر أن 63.760 مليونا صوتوا بالبريد الإليكتروني، بينما صوت 35.761 مليونا بالذهاب شخصيًا إلى الصناديق. الـ99.5 مليون يمثلون 73% ممن أدلوا بأصواتهم في انتخابات 2016.

ترامب واثق من الفوز وإن لم يفز سيطعن بالتزوير، وجماعات مسلحة تناصره منتشرة. وبايدن يرى أن ترامب فشل في تأمين حياة الملايين وتركهم فريسة لفيروس استهان به. والحق أن أحدا لا يعرف كيف كان بايدن سيتعامل مع القاتل الفتاك المجهول...!

بالنسبة لنا كمصريين، فإن الملفت للنظر أن نسبة المصريين الذين سيذهبون الليلة للتصويت في الانتخابات الأمريكية، ولو بالتمني والمتابعة، أعلى بكثير من نسبة المصريين الذين ذهبوا لانتخابات الشيوخ أو يذهبون لانتخابات النواب المصرية.

يهتم المصريون بالانتخابات، الأكثرية تريد ترامب، أقل ضررًا لمصر، والبعض يريد بايدن، بسبب مشايعة ترامب لإسرائيل.

مع فجر الأربعاء في مصر.. سنعرف ويعرف العرب، من رئيس مجلس إدارة الدنيا الجديد: الرجل البرتقالي أم الرجل الصفراوي.

إعلان