إعلان

ثقافات مغايرة (٢) عندما تزوجت صديقتي شجرة!

د. براءة جاسم

ثقافات مغايرة (٢) عندما تزوجت صديقتي شجرة!

د. براءة جاسم
09:00 م السبت 29 يونيو 2019

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

كتبت في مقالي السابق عن اختلاف العادات والتقاليد واحترامها مهما اختلفنا ولم نتقبلها أو نمارسها؛ فهناك الكثير من الأمور التي نفعلها يوميًّا بصورة طبيعية لكنها غريبة على مجتمعات أخرى.

اليومَ سأتحدث عن البعض في ماليزيا والهند. قالت محدِّثتي الماليزية: "كل توءم عبارة عن عاشقين في حياتهما السابقة، لكنهما حُرما من بعضهما، ولم يتسنَّ لهما الزواج؛ لذا بُعثا في صورة توءم".

كنت أنصت لها باهتمام شديد ولم أقاطعها. وأردفَت: "لذا حين تُرزق أسرةٌ بتوءم نقيم لهما حفل زفاف في سن الطفولة، وندعو كل الأقارب والأصدقاء"... وهنا اضطررت لمقاطعتها: هل تعقدون قِرانهما وهما في الأصل شقيقان؟!

أجابت: "نقوم تقريبًا بكل طقوس الزواج لكنهما لا يتزوجان بالمعنى الحرفي؛ لأننا نؤمن بأنه إن لم نفعل ذلك فسيكملان حياتهما معذَّبَين، وأحدهما سيفقد حياته في سن صغيرة جدًّا".

أما صديقتي التي تزوجت شجرة، فكان ذلك "لخداع الأرواح الشريرة"؛ فحين كان المتخصص في بلدها "يبحث توافق برجها مع برج حبيبها"، وجد أن برجَيْهما لا يتوافقان مع بعضهما، وسوف يكون زواجهما "فاشلًا مليئًا بالخلافات"، وسيصاب زوجها بالضرر أيضًا إن تزوجا.. والحل الوحيد هو خداع "الأروح الشريرة"، فتتزوج صديقتي شجرةً؛ ومن ثَمَّ يصيب الشجرة "زوجها الوهمي" كل ما كان يجب أن يصيب زوجها الحقيقي "الإنسان"!

وبالفعل أقيمت مراسم الزفاف، وأُعلنت الأفراح والليالي الملاح في الهند بلد العجائب.

حدث كل ذلك حسب معتقد صديقتي، ودُعي جميع الأقارب، والأحبة، والأصدقاء، وعُقد قِرانها على الشجرة القديمة الموجودة في حديقة جدتها الخلفية!

إعلان