إعلان

سفراؤنا في رمضان

اللواء محسن الفحام

سفراؤنا في رمضان

01:15 م السبت 20 يونيو 2015

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

بقلم- اللواء محسن الفحام:

جمعتني الظروف منذ يومين للقاء مجموعة من شباب المقرئين للقرآن الكريم الذين وقع عليهم اختيار وزارة الأوقاف لسفرهم لإحياء ليالي شهر رمضان المعظم في بعض الدول الأوروبية و استراليا، وكم كانت سعادتي بهؤلاء الشباب من حاملي القرآن الكريم وأنا أراهم يعقدون العزم على السفر لتلك الدول ولديهم رغبة كبيرة لكي يكونوا سفراء لوطنهم فيها من خلال تلاوة القرآن وكذلك الحال بالنسبة لبعض الأئمة من رجال الوزارة لينشروا الدين الوسطي السمح الذي تنادي به السماء والذي تنتهجه مصر، اللهم إلا قلة قليلة أبت أن تصدر للعالم صورة ذهنية عن العنف والإرهاب والتخريب الذي يرتكب فيها باسم الدين.

وقد علمت منهم أن هناك العديد من دول العالم طلبت من وزارة الأوقاف إيفاد أعداداً كبيرة من القراء والأئمة سواء من العاملين بالوزارة أو المعتمدين بنقابة القراء أو بالإذاعة والتليفزيون، ومن أبرز تلك الدول أمريكا وكندا وإنجلترا وألمانيا والهند وإسبانيا واستراليا.

وقد خضع للاختبارات المؤهلة للسفر إلى الخارج عدد كبير من القراء وتم اختيار البعض القليل منهم واخضاعهم لكشف هيئة والتنبيه عليهم بالاعتناء بمظهرهم وأسلوب تعاملهم،كما تم عقد لقاءات مع بعض السفراء بوزارة الخارجية المصرية لتوضيح بعض الأمور المتعلقة بالبروتوكولات وكيفية التعامل مع وسائل الإعلام في تلك الدول وعدم الخوض في الأمور السياسية أو التصريحات التي من الممكن أن يكون لها تأثير سلبي.

والحقيقة أن هذا الموضوع لفت نظري ورأيت فيه إحدى الفرص التي يجب أن نستفيد منها لنقل صورة صحيحة عن الأوضاع في مصر من خلال رجال الدين خاصة وأن لهم مصداقية حقيقية و احترام بالغ في الخارج يفوق للأسف ما يلاقونه في وطنهم.

فهناك العديد من المراكز الإسلامية يسيطر عليها الإخوان والسلفيين في الخارج ويتعمدون من خلالها تشويه الأوضاع الداخلية في مصر ويصدرون صورة غير حقيقية لها وقد رأينا ذلك في ألمانيا وأمريكا أثناء زيارة الرئيس لهما، فلماذا لا نوفد هؤلاء القراء والأئمة إلى تلك الدول بكثافة ؟ مع انتقاء العناصر التي تستطيع أن تتعامل مع هؤلاء الكارهين لوطنهم، ولماذا لا يتم التنسيق مع السفارات المصرية في تلك الدول لعمل برامج حوارية معهم في وسائل الإعلام المختلفة لتوضيح صحيح الدين والأوضاع في مصر؟ ولماذا لا يتم عقد ندوات في الخارج تستضيف هؤلاء الأئمة المتميزين لشرح الإسلام الوسطي الذي تنعم به البلاد بعيدًا عن تلك الجماعات المتطرفه؟

أعلم أن الأزهر الشريف يقوم بإرسال أعدادًا كبيرة من الوعاظ إلى العديد من الدول خاصة في إفريقيا وهم في الحقيقة يقومون بدور مهم في الرسالة المكلفين بها من شرح صحيح الدين، والدور الذي يقوم به الأزهر في هذا المجال لا يمكن إغفاله بل يجب الإشادة به، كما أعلم أن لدينا وزيرًا للأوقاف بدرجة مقاتل، أناشده بزيادة أعداد القراء والأئمة الذين يتم إيفادهم إلي الخارج لتلاوة القرآن وإقامة الشعائر الدينية لعل تلك الوسيلة تكون إحدى الوسائل التي تحقق نجاحات عجز عن تحقيقها الإعلام العام والخاص بل وهيئة الاستعلامات نفسها.

نحن في حاجة إلي أن نغزو العالم بمثل هؤلاء الشباب والرجال الذين يمثلون خيرة السفراء لنا في الخارج، خاصةً وأنهم من حملة سلاح هو بالفعل أفضل سلاح يمكن أن نواجه به أعداء الوطن ألا وهو سلاح القرآن الكريم، ويا له من سلاح نقهر به عدو الله وعدونا من الإرهابيين و المتطرفين الذين يعيثون في الأرض فسادًا في الداخل وفي الخارج.

وتحيا مصر

 

إعلان

إعلان

إعلان