إعلان

القتل مقابل لا شيء

أحمد سعيد

القتل مقابل لا شيء

أحمد سعيد
07:00 م الثلاثاء 09 ديسمبر 2025

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

تابعنا على

رغم بشاعة ووحشية الجرائم التي ارتكبت في الفترة الأخيرة، إلا أنها أخذت صفة جرائم الأقارب، خاصة جرائم قتل الزوجة والأم والأبناء والأخ وغيره.
ورغم ما اتصفت به كل تلك الجرائم من قسوة وغدر. إلا أنها تقريبا تشابهت في شيء غريب جدا. وهو أنها جرائم قتل من أجل لا شيء.
نعم جرائم قتل من أجل لا شيء، أو لنقل لأسباب ضعيفة واهية، لا تستحق أبدا سفك الدماء، وإزهاق الأرواح البريئة. رغم أنه بالأساس ليس هناك ما يبرر الجريمة خاصة جرائم القتل.
وهو الشيء الذي يجب أن يجعلنا جميعا نقف أمامها طويلا.
للعظة والاعتبار أولا، ثم لدراسة أسبابها والحد من انتشارها مستقبلا.
فمنذ أيام قليلة أقدم زوج على قتل زوجته في قرية "ميت بره" التابعة لمركز قويسنا محافظة المنوفية، ولا يعرف أحد حتى الآن لماذا قتلت وهي حامل في الشهر الثالث؟ ولماذا استلمها أهلها بعد مرور أربعة أشهر فقط على زواجها وهي جثة هامدة؟
فقد فوجئ والد ووالدة كريمة ابنة العشرين عاما بمن يتصل بهم ويقول لهم ابنتكم ماتت منذ ٦ ساعات فتعالوا لاستلامها.
ويالها من مفاجأة صادمة ومفجعة! ومن القاتل؟ إنه عريسها الذي زفت إليه من أربعة أشهر!
حيث قام بضربها بعنف في كل أنحاء جسدها، وجرح رأسها ثم خنقها بكل قسوة.
وعندما أراد إخفاء معالم جريمته، حاول أن يحملها داخل توك توك، لكن شاء القدر أن تنزلق منه، بسبب الدماء وتسقط أمام الجيران، الذين سارعوا إليها وسط حالة من الذعر، لكنه حملها بمساعدة والدته، ووضعاها في شقتها وفر الجميع هاربين.
فما كان من الجيران إلا أن أبلغوا الشرطة وأهلها بما حدث، وتم إلقاء القبض على الزوج.
وحتى الآن لا يعرف أحد لماذا أقدم الزوج على تلك الجريمة الشنعاء؟ التي راح ضحيتها زوجته وابنه الجنين في بطن أمه، الذي لم يسلم هو الآخر من غدر والده القاتل.
رغم أن الزوجة باعت ذهبها من أجل أن يستخرج الزوج رخصة قيادة بعد الزواج بأسبوع واحد.
ولم يقل الزوج حتى الآن إلا أسبابا واهية للجريمة، منها أنها تحدثت معه بأسلوب لم يعجبه!
ومنذ أيام أقدم رجل على قتل أولاده الأربعة في مدينة ديروط. وألقى بهم في ترعة الإبراهيمية، رغم أن الابنة الكبرى لم تتعد ١٣ عاما، ومصابة بالتوحد، والابنة الصغرى عمرها ٥ سنوات، والطفلين الآخرين ٨ سنوات و١٠ سنوات.
وقبل أن يقوم الأب بجريمته النكراء، ضرب أمهم على عينها، وأصابها بنزيف حاد.
وفي النهاية ألقى نفسه في نفس الترعة، ومات غريقا. وعندما تسأل عن سبب تلك المجزرة المؤلمة، لا تجد شيئا سوى مجرد خلافات عادية، تحدث بين أي زوج وزوجته!
والمبكي في الأمر أن الطفل الأوسط ياسين، قال لوالدته قبل قتله بأسبوع، إنه يريد أن تشتري له تفاحا، وعندما قالت له إنها ليس معها ثمنه، وإنها سوف تشتريه له فيما بعد، قال لها إنه سوف يأكله في الجنة!
كما أن الأطفال الأربعة، أحضروا فوانيس رمضان التي كانوا قد اشتروها من العام الماضي، وجلسوا حولها مع والدتهم كأنهم يودعونها.
جريمة أخرى وقعت في المنوفية، عندما أقدم زوج على قتل زوجته، وذبحها هي وطفلهما الرضيع، الذي لم يتجاوز عمره ٦ أشهر في قرية "زنارة" مركز "تلا" بمنتهى الوحشية، ولم يكتف بذلك بل صورهما بعد قتلهما ونشر الصور والفيديوهات على صفحته على الفيس بوك بكل برود!
وعندما تسأل عن السبب لا تجد أي شيء مقنع على الإطلاق. وهي تستحق عن جدارة أن يطلق عليها لقب القتل من أجل لا شيء!
كما أنها الجريمة الرابعة التي يقدم فيها زوج على قتل زوجته بوحشية في المنوفية، خلال شهر ونصف ومن أجل لا شيء!
وليست المنوفية وحدها التي يحدث فيها ذلك، بل حدث في أكثر من محافظة، ومنها أسيوط، عندما ذبح عريس زوجته الطفلة التي لم تتعد ١٦ عاما، وفصل رأسها عن جسدها، وذهب إلى شقة والده وهو يحمل رأس زوجته المسكينة!
والمفاجأة أنه اكتشف أثناء المحاكمة أن زوجته كانت بريئة ومظلومة، وكانت بكرا عند زواجها منه، لتكون تلك الجريمة في النهاية، من أجل لا شيء!
كما نجد أيضا الأب الذي خنق أبناءه الثلاثة في محافظة الدقهلية، وشرع في قتل زوجته ثم انتحر تحت عجلات القطار. لمجرد خلافات عادية مع زوجته لتكون الجريمة البشعة في النهاية بلا دوافع حقيقية!
هذا بخلاف أطفال فيصل الذين قتلهم المجرم بدم بارد، بعد أن قتل والدتهم، دون أن يعطي أي سبب مقنع للجريمة، لتكون في النهاية بلا أي هدف.
ولا يخفى على أحد جريمة الإسكندرية، التي قامت فيها زوجة بقتل زوجها أمام أطفالهما في الفجر، بسبب مشادة عادية بينهما!
وبالأمس أقدم شاب على قتل أمه في الشيخ زايد بعد ساعات من احتفاله بعيد ميلادها، بمنتهى الوحشية بعدما ضربها على رأسها بقطعة حديدية.
والغريب أنه كتب منشورا على صفحته على الفيس بوك قال فيه "مش هقدر أوصف بحبك قد ايه.. كل سنة وإنتي طيبة يا امي"!
ثم قتلها بعدما هشم رأسها بحديدة، عقب مشادة بينهما، لأنها كانت تعاتبه على تناوله للمخدرات، وترفض مثل أي أم إعطاءه أموالا لشرائها.
فما كان منه إلا أن قتلها بكل وحشية، لا لشيء إلا لخوفها عليه!
والأغرب أن المنشور الذي كتبه، كان لا يزال يتلقى التعليقات عليه، من أصدقائه مثل "ربنا يخليهالك" و"كل سنة وهي طيبة" و"ربنا يديم المحبة بينكما".
بينما ترقد أمه المسكينة غارقة في دمائها!
وهناك أيضا الأخ الذي طعن شقيقه بسكين أثناء مناقشة عادية بينهما.
هذا بخلاف الشاب الذي ألقى والدته من البلكونة لأسباب غريبة.
والأمثلة كثيرة وعديدة على جرائم وحشية ترتكب، ومن أقرب الناس دون أي داع، ولأسباب واهية، رغم أن الجريمة في حد ذاتها لا يمكن أن يكون لها ما يبررها مهما كان. فما بالنا بجرائم ترتكب من أجل لا شيء!
إنني أطالب مركز البحوث الجنائية بالبحث حول الدوافع الحقيقية لتلك الجرائم، وهل هي بسبب اضطرابات نفسية، أم بسبب المخدرات أم ماذا؟
وذلك لتجنبها في المستقبل قدر الإمكان، حماية للأرواح البريئة.
كما أطالب الأهالي بعدم التسرع بالموافقة على كل عريس يتقدم للزواج من ابنتهم، دون السؤال عن أخلاقه جيدا، والتأكد من حالته النفسية وهل يتناول المخدرات أم لا؟
هذا بخلاف عدم التسرع بإعادة ابنتهم إلى زوجها، عندما تترك منزلها، وتأتي إلى منزل والدها غاضبة.
والبحث في أسباب الخلاف بجدية، فإن كان الأمر بسيطا أو من الممكن إصلاحه، تعود إلى بيت الزوجية، أما إن كانت المشكلة كبيرة، وتهدد حياتها، فإن الطلاق في تلك الحالة، أفضل ألف مرة، من أن تأتي إليهم مرة أخرى ولكن من أبواب المشرحة.

إعلان

إعلان