إعلان

هاني سويلم: التعليم الفني مستقبل مصر.. وهذه أهميته (حوار)

08:19 ص الأربعاء 19 ديسمبر 2018

الدكتور هاني سويلم

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

حوار- أسامة عبد الكريم:

أكد الدكتور هاني سويلم، خبير تطوير التعليم بألمانيا، أن التطوير الحقيقي للتعليم لا يمكن أن يحدث دون تطوير التعليم الفني.

وأوضح سويلم في حواره لـ"مصراوي"، أن التعليم الفني يشكل 80% من الخريجين في معظم دول العالم، مطالبًا بربطه بسوق العمل.. وإلى نص الحوار :

ما هي رؤيتك لتطوير التعليم؟

البداية، يجب أن نعرف ماذا نريد من التعليم، فبحسب توجيهات القيادة السياسية، تريد بناء الإنسان المصري، والإنسان في أي مجتمع يقوم بكل الوظائف، فهناك وظائف مستحدثه كالموبايل والكمبيوتر، وآخرى ستندثر مثل صيانة الراديو، وهناك وظائف مستمرة مثل الخباز ومصفف الشعر.

ما علاقة هذه الوظائف بالتعليم؟

التعليم في الدول المتقدمة التي نسعى للحاق بها 80 % من خريجي التعليم بها تعليم فني، و20 % فقط خريجوا الجامعات، وإذا تحدثنا عن تطوير التعليم، لابد أن نتحدث عن نصيب التعليم الفني من التطوير، فعملية التطوير لابد أن تسير بالتوازي معه.

كيف يمكن تطوير التعليم الفني؟

أسلوب التطوير في التعليم الفني مختلفة عن التعليم العام، فالتطوير يتم من خلال ربط الخريجين بسوق العمل مباشرة، وففي التعليم الفني على الطالب الذهاب يومين للدراسة النظرية، و3 أيام عمليًا، ومن خلال التنسيق بين الورش والمصانع والمدارس، مثل نظام التعليم الألماني، حيث يوجد في ألمانيا 326 برنامج للتعليم الفني، وكل حرفة تنسق مع المدارس، لكتابة الجزء النظري وهي تقوم بالجزء العملي. وهذه الطريقة مفيدة للطرفين، فالطالب يتعلم حرفة والورشة تدفع مقابل ضعيف، وهذا ما يسمى بالتعليم الفني المزدوج.

لماذا تركز على التعليم الفني في حديثك عن التطوير؟

التعليم الفني هو مستقبل الدول، فكل الحرف لها تعليم فني بشكل مختلف بإدخال التكنولوجيا لمهنتها.

لماذا أصبح التعليم الفني غير مقبول في مجتمعنا؟

بسبب التدهور الذي لحق به خلال السنوات الماضية، وأصبح خريج التعليم الفني كأنه لم يدرس شيئًا، وما تم دراسته ليس لها علاقة بسوق العمل، ومنبوذ في المجتمع، وليس له وظيفة.

هل هناك دورًا للقطاع الخاص في تطوير التعليم الفني؟

لابد أن يكون هناك دورًا للصناعة التي تتحمل 60%، من هذه الفكرة 40% على وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، فلابد من خلق تنسيق بين الصناعات والحرف والوزارة، لإنشاء محتوى علمي يتناسب مع هذه الحرفة.

كيف يمكن تطبيق هذه الفكرة؟

من خلال تواصل الوزارة المعنية بالتعليم الفني، مع أصحاب الشركات ومعرفة احتياجات سوق العمل، لإنشاء مدارس ومناهج تتناسب مع كل حرفة، ومن الممكن البدء فيها بعدد قليل من الحرف التي يحتاجها سوق العمل بصورة ملحة.

كيف ترى خطوات نحو إنشاء جامعات تكنولوجية؟

التعليم الفني لم يعد قاصرًا على التعليم قبل الجامعي، فالتعليم التكنولوجي مكملا للتعليم الفني، هناك نوعين في الجامعات بحثية وآخرى تطبيقية "تكنولوجية".

أطلقوا عليها مسمى "تكنولوجية" عشان نظرة المجتمع، ولكن ليست هذه المشكلة في اختيار الكلمات التي يتقبلها المجتمع، وإنما الأهم هو التغيير في المحتوى، وحتى لو غيرنا كلمة "دبلوم" إلى مسمى آخر، حتى لا تسئ سمعته مع الوقت.

هل القطاع الخاص سيلعب هذا الدور؟

انا ضد فكرة تلقي منح من الصناعة، لابد أن هناك مصلحة متبادلة، فصاحب الصناعة ينفق من أجل الحصول على أيدي عاملة ذات خبرة وكفاءة، فلو أنفق دون مقابل سيتوقف يوما ما. وفي النهاية رجل الأعمال لا يدفع تبرعات إنما يدفع بمقابل.

ما هي الحرف المؤهلة في سوق العمل المصري؟

من خلال معرفة أوليات سوق العمل، والبدء بعدد قليل منها، ولدينا أكثر من مشروع قومي، بينها ميلون ونصف فدان واستصلاح الزراعي، الاستزراع السمكي، وهي باب مفتوح لجذب المستثمر، ويمكن الاستعانة بعلماء مصر المتخصصين للمساعدة في تنفيذ الفكرة، ويمكن البدء بعدد قليل على المدارس القائمة بالفعل، ولكن بتخصصات سوق العمل، ونجاح الفكرة سيبني الثقة، ويكون عاملًا لجذب أكبر للمستثمرين. وعملية التطوير لا تسلتزم الهدم وإعادة البناء، إنما من خلال المدارس القائمة بالفعل

وماذا عن التعليم الأساسي؟

مراحل الـ"كي جي" والصفوف الإبتدائية، أهم مراحل لتشكيل عقلية الطفل وتفكيره، وألمانيا أكبر مثال على ذلك، حيث يتم تحديد نقاط الضعف والقوة للطفل وتحديد وجهته، نحو التعليم الفني أو الجامعي أيهما أنسب لمستواه، ويتم توزيعه إلى مدرسة آخرى بعد انتهاء المرحلة الابتدائية التي تقف عن الصف الرابع الابتدائي .

كيف ترى مؤسسة "مصر تستطيع"؟

فكرة رائعة، بديلة لفكرة التواصل بين وزيرة وعلماء، إلى تواصل بين علماء ومؤسسة، لإنشاء قاعدة بيانات، يسهل تعظيم الاستفادة منهم في أي وقت تحتاجه الدولة .

كيف ترى مستقبل مصر الفترة القادمة؟

متفائل .. هناك جرأة في معالجة الموضوعات الشائكة بمؤسسات الدولة، وهناك ملفات تم فتحها، كان تخشى الحكومات السابقة الاقتراب منها، وعلى رأس هذه الملفات ملف التعليم، والصحة، وفيرس سي ومشروعات مختلفة، فبمجرد الدخول فيها إنجاز كبير.​

فيديو قد يعجبك: