إعلان

كيف ستؤثر أزمة كورونا على موسم "إعلانات رمضان"؟

11:53 ص الثلاثاء 07 أبريل 2020

شركات تسحب إعلاناتها بسبب كورونا

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- شيماء حفظي:

تتنافس الشركات كل عام، على تقديم إعلان يليق بموسم شهر رمضان، بأهمية توازي الزينة والحلويات والفانوس، لكن هذا العام، سيكون مختلفا، بسبب انتشار أزمة كورونا، وتأثيرها على قطاعات كبيرة بالاقتصاد المصري، والمواطنين.

ستلجأ الشركات إلى إعادة النظر في إطلاق حملات دعائية خلال الشهر الذي يفصلنا عنه أقل من 20 يوما، ستختار شركات أن توقف الحملات، وأخرى ستغير محتواها، بحسب ما قاله أصحاب شركات عاملة بالقطاع لمصراوي.

وضع سيئ

ويقول عمرو قورة، المدير التنفيذي والعضو المنتدب لوكالة CAT، للاستشارات الدعائية، إن الشركات لم تحدد موقفها النهائي من إعلانات رمضان، لكن بعض الشركات ستعيد النظر بالتأكيد، في ظل مطالبات بالتبرع لمواجهة تداعيات كورونا، وبشكل عام الوضع في سوق الإعلانات "ليس جيدا هذا العام".

وأضاف قورة، أن هناك صراع نفسي لدى الشركات بشأن الإعلانات خاصة في ظل مخاوف من تسريح العمالة، وعدم قدرة الشركات على تلبية احتياجاتها، وهو ما يضعها في موقف حرج أمام الجمهور.

"الشركات قد لا تتمكن من جمع حصيلة إيرادات كبيرة مقارنة بالصرف على إعلانات، وهذا يعد أحد الأسباب في رأيي للإحجام عن الحملات الإعلانية"، بحسب قورة.

"حجم الإعلانات هذا العام أقل بكثير من كل سنة، عملاء كثيرون انسحبوا من إعلانات كانت على مشارف التصوير، وألغيت بسبب التطورات" بحسب ما قاله كريم بدر، مؤسس وكالة موستاش للإعلانات، وشركة ريد للإنتاج.

وقال أشرف خيري رئيس شعبة الدعايا والإعلان باتحاد الصناعات، لمصراوي، إن سوق الإعلانات سيئ جدًا هذا العام، وقد يكون في مرحلة "تدمير" مع تراجع الشركات عن حملاتها الإعلانية.

"99 % من الشركات المعلنة سحبوا إعلاناتهم مع بداية شهر أبريل الجاري، في ظل الأزمة الحالية، وتفكير الشركات في مستحقاتها وأجور عامليها، وسط تراجع المبيعات، كل ذلك أثر على الشركات وبالتالي على الإعلانات خاصة الأوت دور (لافتات الشوارع)"، بحسب خيري.

ووفقا لخيري، فإن قطاع الإعلانات سيتأثر سلبا بشكل كبير، هذا العام "موسم الصيف ورمضان اتضرب" وهذا سيقلل إيرادات الشركات.

ويعمل في سوق الدعايا والإعلانات، نحو 30 ألف عامل وموظف، بخلاف العمالة غير المباشرة، ويبلغ حجم استثمارات القطاع نحو 5 مليارات جنيه، بحسب رئيس الشعبة.

إعلان على استيحاء

في وقت تواجه فيه الشركات المعلنة مخاوف المبيعات والجمهور، تحاول شركات الدعايا والإعلان تصميم أفكار لا تحتاج إلى فريق عمل كبير أو تصوير في أوقات طويلة، لتتماشى مع إجراءات حظر التجول.

يقول كريم بدر، إنه مع تراجع بعض الشركات عن حملاتها الإعلانية، تجتهد شركات الدعاية لإنتاج إعلانات يتم تصويرها "في المنزل، أو بفرد واحد وتكون صالحة لمنصات مختلفة بما في ذلك السوشيال ميديا".

ويرى كريم، أن بعض المعلنيين، الذين يحتاجون للتواجد بإعلانات خلال الفترة الحالية وموسم رمضان، سيطبقون ذلك من خلال حملات التوعية بإجراءات الوقاية أو البقاء بالمنزل.

"البنوك ستركز على الإنترنت بانكنج وتقليل الذهاب للفروع، وقد نرى إعلانات من رؤية المسؤولية المجتمعية كأن تعلن شركة عن تكفلها بأسر، أو شراء أجهزة تنفس أو العمالة اليومية" بحسب بدر.

ويقول قورة "قد تخرج شركة كوكاكولا من سباق إعلانات رمضان بنسبة 80% في ظل توجه الشركة للمسؤولية المجتمعية والأعمال الخيرية، وإذا أنتجوا إعلانا سيكون للتعريف بتبرعاتهم ولمدة قصيرة، وسيستمر في السوق شركات الاتصالات".

وأوضح أن السوق ربما يكون متاحا بصورة أفضل أمام شركات الاتصالات والمحمول، وكذلك الجميعات الأهلية التي تجمع تبرعات، لكن حجم الإنفاق على الإعلان وشكله لا يمكن الجزم به.

لكن خيري، يتوقع ألا تتواجد شركات الاتصالات، لأن المزاج العام ليس جيدًا، ويقول إنه في أحسن الأحوال ستكون إعلانات توجيهية "خفيفة".

خروج العقارات والسيارات

وستساهم فترة ركود مبيعات العقارات المتوقعة نتيجة الأوضاع الحالية، في خروج عدد من الشركات العقارية التي كانت تستغل موسم رمضان في الإعلان، من الموسم المقبل، بحسب ما قاله قورة.

يقول قورة، إن ميزانية الإعلانات تضعها الشركات وفقا لحجم المبيعات وتتراوح غالبا بين 5 إلى 10% من المبيعات، لذلك إذا تراجعت المبيعات ستؤثر على ميزانية الإعلان.

"قد تنفق الشركات هذا العام، لكنها تواجه مشكلة وتختفي العام المقبل، هذا يتوقف على انتهاء الأزمة" بحسب قورة.

واتفق خيري، مع قورة، قائلا إن تراجع المبيعات في قطاعي العقارات والسيارات بسبب الأزمة، قد يساهم في خروجهم من موسم إعلانات رمضان، وهذا يفقد قطاع الإعلانات نسبة كبيرة من قوته.

الفقرة الإعلانية

وعلى الرغم من المشكلات الحالية، تسابق شركات الإنتاج الدرامي الزمن للانتهاء من تصوير مسلسلات موسم رمضان، لتتمكن من تحصيل الأموال التي دفعتها حين بدأت العمل على المسلسلات.

ويرى قورة، أنه على الرغم من سوء الوضع في قطاع الإعلانات، لكن الدراما، أمامها فرصة جيدة هذا العام، خاصة إذا استمرت إجراءات حظر التجول، ومنع التجمعات.

وقال إن هذا يفسر اتجاه شركات الإنتاج السينمائي إلى إنتاج دراما لتعويض خسائرها من إغلاق السينمات، نتيجة إجراءات الوقاية.

وفي ظل تراجع الإعلانات، تواجه القنوات أزمة الفقرة الإعلانية، فبسبب انخفاض أسعار الإعلانات، تضطر القنوات إلى إطالة الفقرة الإعلانية لتحصيل ثمن البث التليفزيوني لحلقة المسلسل أو البرنامج، وهذا يؤدي إلى انصراف المشاهدين للمنصات الإلكترونية، بحسب قورة.

"إذا كان سعر فقرة إعلانية 300 ألف جنيه، يمكن فيها بث 3 إعلانات الواحد بـ 100 آلاف جنيه، أو 30 إعلان الواحد بـ 10 آلاف جنيه.. فكيف نتخيل الوضع مع تراجع الإعلانات" بحسب قورة.

فيديو قد يعجبك: