إعلان

كيف ستتغير حياتك إذا أصبحت جارا لشركة أمازون؟

09:56 ص السبت 05 يناير 2019

منطقة لونغ آيلاند سيتي في نيويورك

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

لندن (بي بي سي)

تخيل ماذا سيحدث لو قررت إحدى كبريات الشركات العالمية أن تؤسس فرعا جديدا ملاصقا لمنزلك؟ تتحدث سنا مالك إلى قاطني منطقة لونغ آيلاند سيتي لاستطلاع ردود فعلهم.

بعد أن كانت منطقة لونغ آيلاند سيتي توصف بأنها منطقة المباني والمنشآت الصناعية المهجورة في ضاحية كوينز بمدينة نيويورك، أصبحت الآن من أسرع المناطق نموا في الولايات المتحدة.

ومن المتوقع أن يتواصل النمو بهذه الوتيرة في السنوات المقبلة، إذ أعلنت شركة "أمازون" التي تعد عملاق تجارة التجزئة عبر الإنترنت مؤخرا عن اعتزامها تأسيس مقر رئيسي جديد، من مقرين رئيسيين لها، في منطقة لونغ آيلاند سيتي.

وقد استغرقت عملية البحث عن الموقع المثالي للمقر الرئيسي الثاني للشركة 14 شهرا تلقت خلالها الشركة مئات العروض من مختلف المدن والولايات في أمريكا الشمالية التي تنافست للفوز باستثمارات الشركة.

وتعهدت الشركة بتوفير ما يصل إلى 40 ألف فرصة عمل، واستثمار ما يربو على 3.6 مليار دولار على مدى السنوات الـ 15 المقبلة.

وفي المقابل، عرض المجلس المحلي لمدينة نيويورك وحكومة ولاية نيويورك على الشركة حزمة من الحوافز الاقتصادية التي ستقدر بناء على أدائها، وقد تصل في مجملها إلى 2.8 مليار دولار.

يقول بات إيروين، عازف وملحن يقطن منطقة لونغ آيلاند سيتي منذ عام 1984: "كنا نتوقع دائما أن تتغير المنطقة في أي لحظة، ولكن لم يخطر ببالنا أن يكون التغيير بهذا الشكل".

وأثار هذا الإعلان عاصفة من ردود الفعل بين قاطني منطقة لونغ آيلاند سيتي، إذ كان أكثرهم يتأسف على المنطقة الهادئة التي لا تحوي إلا القليل من الوحدات السكنية.

ولكن البعض الآخر يرى أن استثمارات "أمازون" ستؤدي إلى زيادة فرص العمل وتحسين البنية التحتية في المنطقة، بينما يقول فريق ثالث إن كل هذه التطورات حدثت بغتة ولم يقيّموا تبعاتها بعد، ولا يعرفون إلى أين سيتجهون عندما ترتفع أسعار الإيجارات.

ويقول جيم ديلون، الذي يقطن في المنطقة منذ 65 عاما: "تمثل الوظائف أهمية قصوى لجميع الناس الذين أعرفهم، ولا سيما أفراد الطبقة العاملة، ونحن نحتاج إلى فرص العمل. ولو وفر المشروع بعض فرص العمل، فهي أفضل من لا شيء".

ارتفاع فوري في أسعار العقارات

وفقا لموقع "ستريت إيزي" للعقارات، تعد منطقة لونغ آيلاند سيتي من أغلى المناطق السكنية في ضاحية كوينز، إذ يصل متوسط أسعار العقارات فيها إلى 769 ألف دولار، بينما يبلغ متوسط أسعار الإيجارات 2.450 دولارا شهريا.

وليس من المتوقع أن تنخفض هذه الأسعار، إذ زاد الإقبال على مواقع التسويق العقاري عبر الإنترنت التي تعلن عن عقارات في المنطقة إثر إعلان شركة "أمازون" اعتزامها تدشين المقر الثاني هناك.

ويقول إيريك بينايم، المدير التنفيذي لشركة "مودرن اسبيسيس" للعقارات، إن معدل إقبال الزائرين على الشركة لمشاهدة المنازل المعروضة في المنطقة زاد بنسبة 400 في المئة.

لكن التقديرات لا تزال متفاوتة حول مدى تأثير تدشين المقر الجديد لأمازون على مدينة نيويورك ككل، إذ يشير أحد التقارير إلى أن مقر "أمازون" الجديد سيرفع أسعار الإيجارات السنوية بنسبة 1.4 في المئة في مدينة نيويوك بأكملها، بينما يشير تقرير آخر إلى أن الزيادة ستكون أقل من 0.1 في المئة.

تقول روبين غريف، إحدى القاطنين القدامى في المنطقة: "أعتقد أن هذا المقر الجديد سيشوه معالم منطقتنا".

ما هي الفرص التي سيوفرها المقر الثاني لأمازون مستقبلا؟

سيكون مقر أمازون مجاورا لتجمع "كوينز بريدج" السكني، وهو أكبر مشروع للإسكان الحكومي في الولايات المتحدة الأمريكية.

ويضم هذا التجمع السكني ما يصل إلى 26 مبنى، أغلب ساكنيه من السود ومتحدثي اللغة الإسبانية، ويعيش معظمهم دون خط الفقر الذي تحدده الحكومة الأمريكية.

وقد ذكرت "أمازون" أنها ستتيح فرصا جديدة لقاطني المساكن الحكومية، ولكن بعض المستأجرين بمساكن "كوينزبريدج" يتساءلون عن مدى جدية شركة أمازون في تنفيذ وعودها.

يقول بات إيروين: "حول الفنانون هذه المنطقة بأعمالهم الفنية إلى مكانا رائعا، حتى هيمن عليها المستثمرون ومطورو العقارات".

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك: