إعلان

النبي صلى الله عليه وسلم وعلم الوراثة

05:04 م الأحد 15 نوفمبر 2015

النبي صلى الله عليه وسلم وعلم الوراثة

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

بقلم - د. عبدالدائم الكحيل :

في خبر علمي جديد يقول العلماء فيه إن حالة نادرة حدثت في ألمانيا وهي ولادة توأم أحدهما أسود والآخر أبيض، فقد فوجئ زوجان في العاصمة الألمانية برلين عندما أنجبت الزوجة الغانيّة توأماً أحدهما أبيض والآخر أسود، وذكر موقع بيس أونلاين الغاني أنه في حالة نادرة تحصل مرة كل مليون ولادة، أبصر طفلان النور من والد ألماني وأم غانية فكان أحدهما ذا بشرة سوداء داكنة وآخر أبيض البشرة.

وقالت طبيبة الأم من قسم الأمومة في ليشتنبيرغ بريجيت ويبر لم نصدق ما رأيناه، حتى إن كل الموجودين في المستشفي توافدوا لرؤية التوأم وما انفكت الأم تنظر إلي طفل ثم إلي آخر، وقالت ويبر من المستغرب أن يولد توأم لونهما مختلف تماماً، هذه أول حالة في عيادتنا. وقالت الأم إنها استغرقت وقتاً قبل أن تفهم ما حصل وأضافت أتخيل نفسي جالسة في مكان مخصص للعب حيث ستصفني الأمهات بالمجنونة عندما أقول لهن إن هذين توأمي الصغيران.

إن الذي يتأمل هذا الخبر يرى فيه ظاهرة غريبة، وعلى الرغم من التطور الطبي الكبير الذي يشهده هذا العصر، فإن العلماء يقفون عاجزين أمام تفسير مثل هذه الظاهرة، ويعتبرونها أمراً عجيباً، ولولا وجود قوانين لعلم الوراثة يستطيع العلماء بواسطتها تفسير هذه الظاهرة، لكان الأمر أشبه بمعجزة.

هناك الكثير من الظواهر الغريبة من حولنا، فطالما رأينا طفلاً يولد ولون بشرته سوداء مع العلم أن والديه لونهما أبيض، والعكس يحدث أحياناً. وكم رأينا طفلاً يولد وليس فيه شبه لأبويه. وعندما اكتشف العلماء قوانين علم الوراثة اتضحت حقيقة الأمر، وتبين أن كل خلية من خلايا الإنسان تحوي عدداً كبيراً من المورثات التي تتفاعل وتتغير وتنتقل من جيل لآخر.

وبالتالي فقد نجد والدين أبيضين ولكن هناك قريب لهما لونه أسود، فمن المحتمل أن ينجبا طفلاً أسود (واحتمال ذلك قليل ولكنه وارد)، والذي يهمنا في هذا الأمر أن حادثة قريبة لهذه حدثت على زمن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فكيف عالجها نبي الرحمة؟ وكيف صحح المعتقدات الخاطئة؟ وكيف أنار العقول وأشار إشارة لطيفة لعلم الوراثة.

فقد تذكرت قصة ذلك الرجل الذي وُلد له طفل أسود مختلف تماماً عن إخوته، فجاء إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فشكى له هذا الأمر، فقال له نبي الرحمة: هل لك من إبل، قال نعم، قال فما ألوانها؟ قال: حمر، قال فهي فيها من أورق؟ قال نعم. قال له فأنى ذلك؟ قال الرجل: لعله نزعه عرق، قال النبي: وهذا عسى أن يكون نزعه عرق!!

انظروا معي كيف أن النبي الأعظم لم يستغرب هذا الأمر، وأزال عن الرجل الشكوك، حيث كان المنطق وقتها يفرض أن أي امرأة تأتي بولد يختلف عن اخوته وأبويه أن تُتَّهم بالفاحشة، وكان هذا الأمر يسبب الكثير من المشاكل والفوضى. ولو كان النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم يبغي الشهرة والتقرب من الناس ويبغي الدنيا لكان وافقه على ظنه، ولكنه أشار إلى احتمال حدوث هذا الأمر، وضرب له مثالاً من الإبل وكيف أن الناقة الحمراء من الممكن أن تلد ناقة ورقاء فيها بياض وسواد.

إن هذه الأخبار العلمية ينبغي ألا تمر علينا إلا ونتذكر آية أو حديثاً، وهذا هو حال المؤمن، في حالة ذكر دائم، فالذكر ليس مجرد أن نسبح الله أو نحمده أو نكبره فحسب، بل هناك ذكر من نوع آخر، كلما رأينا حادثة أو ظاهرة أو خبراً علمياً تذكرنا قدرة الله تعالى وحكمته، وهذا هو حال المؤمن، ولذلك ينبغي علينا أن نحمد الله تعالى عندما نرى هذه العجائب، كما علمنا ربنا تبارك وتعالى عندما قال: (وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آَيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) [النمل: 93].

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك: