إعلان

معجزات في يوم ميلاد النبي

04:28 م الأحد 12 يناير 2014

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

بقلم – هاني ضوَّه :

 

ولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم بجوف مكة بالشعب وقيل بالدار التي عند الصفا، وكان مولده عام الفيل، العام الذي حاول فيه جيش أبرهة هدم الكعبة، فأرسل الله عليهم طيراً أبابيل أهلكتهم ومنعتهم.

 

وشهد يوم ميلاد النبي صلى الله عليه وآله وسلم الكثير من المعجزات، ليس في مكة وحسب ولكن في بلاد المشرق والمغرب فجاء ميلاد النبي إيذانًا بميلاد الإيمان في قلوب البشر.

 

رأت السيدة آمنة حين حملت بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه خرج منها نور أضاء لها قصور بصري من أرض الشام، وقالت والله ما رأيت من حمل قط كان أخف ولا أيسر منه، ووقع حين ولدته وإنه لواضع يديه بالأرض رافع رأسه إلى السماء.

 

وتكررت الرؤى عند "آمنة" وسمعت كأن أحد يقول لها: "أعيذه بالواحد، من شر كل حاسد، ثم تسميه محمدًا".

 

وجاءتها آلام المخاض فكانت وحيدة ليس معها أحد ولكنها شعرت بنور يغمرها من كل جانب، وخيل لها أن "مريم ابنة عمران"، "وآسية امرأة فرعون"، و"هاجر أم إسماعيل" كلهن بجنبها، فشعرت بالنور الذي انبثق منها، ومن ثم وضعت وليدها كما تضع كل أنثى من البشر.

 

وعندما ولدت السيدة آمنة رأت أم عثمان بن العاص وأم عبد الرحمن بن عوف اللتان باتتا عندها ليلة الولادة قلن: رأينا نوراً حين الولادة أضاء لنا ما بين المشرق والمغرب.

 

وذكرت “فاطمة بنت عبد الله” أنها شهدت ولادة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقالت: "فما شيء أنظر إليه من البيت إلا نور، وإني لأنظر إلى النجوم تدنو حتى إني لأقول لتقعن عليَّ".

 

وروى أنه صلى الله عليه وآله وسلم ولد معذورًا مسرورًا -أي مختونًا مقطوع السرة- وأنه كان يشير بإصبع يده كالمسبّح بها.

 

وبعد أن وضعته السيدة آمنة أرسلت إلى جده عبدالمطلب: أنه قد ولد لك غلام فاته فانظر إليه. فأتاه فنظر اليه وأخذه فدخل به الكعبة؛ فقام يدعو الله ويشكر له ما أعطاه ثم خرج به إلى أمه فدفعه إليها.

 

 

وسماه محمدًا، وهذا الاسم لم يكن العرب يألفونه، فسألوه: لم رغب عن أسماء آبائه؟ فأجاب: أردت أن يحمده الله في السماء، وأن يحمده الخلق في الأرض.

 

وروي أن عبدالمطلب ختنه يوم سابعه وجعل له مأدبة. وروي أن جبريل عليه السلام ختنه حين شق صدره.

 

وعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله: "من كرامتي علي ربي أني ولدت مختونا ولم ير أحد سوأتي".

 

ولما كان الليلة التي ولد فيها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ارتج إيوان كسرى، وسقطت منه أربع عشرة شرفة، وكان في هذا إشارة إلى أنه سيملك الفرس أربعة عشر ملكًا بعدد ما سقط من الشرفات، فملك منهم عشرة ملوك بعد كسرى في أربع سنين، وملك الباقون إلى إمارة عثمان رضي الله عنه حتى سقطوا جميعًا.

 

وتهاوت الاصنام المنصوبة في الكعبة وحولها، وانكبت على وجوهها.

 

وغاضت بحيرة ساوة التي كانت تسير فيها السفن وجف ماؤها، وخمدت نار فارس، ولم تخمد قبل ذلك ألف سنة.

 

ومن الآيات التي ظهرت لمولده صلى الله عليه وآله وسلم أن الشياطين رميت وقذفت بالشهب من السماء، وحُجب عنها خبر السماء كما ذكر بعض العلماء، لكن المشهور والمحفوظ أن قَذف الشياطين بالشهب عند مبعثه صلى الله عليه وسلم.

 

ومنها أن إبليس حُجب عن خبر السماء فصاح ورنَّ رَنَّةً عظيمةً كما رنَّ حين لُعن، وحين أخرج من الجنة، وحين وُلد النبي صلى الله عليه وسلم، وحين نزلت الفاتحة. ذكر ذلك الحافظ العراقي في المورد الهني عن بقي بن مَخْلَد.

 

وقد يسأل سائل ما الحكمة من وقوع هذه المعجزات بالتزامن مع ميلاد الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم؟! ..

 

لعل هذه المعجزات تهدف إلى شيئين:

الأول: أن تجعل عبده الأصنام والنار وغيرهم من التفكير فيما يعبدون من دون الله، لماذا تهاوت الأصنام المنصوبة في الكعبة وحولها على وجهها، فيما بقي كل شئ من حولها واقفًا لم يصبه شئ.

 

ولماذا انطفأت نار فارس التي يعبدونها والتي لم تنطفئ منذ مائة عام وتحرسها الكهنة ولم يغفلوا عنها؟!

 

كل هذا يدعوهم يتفكروا ويعلموا أن ما يعبدونه من دون الله هو باطل ويخضع لقوانين الكون.

 

أما الأمر الثاني وما حدث خاصة في مكة يبرهن على أن هذا المولود –صلى الله عليه وآله وسلم – ليس مولودًا عاديًا، فهو كغيره من الأنبياء العظام الذين رافقت مواليدهم أمثال تلك الحوادث العجيبة، والوقائع الغريبة، كما يخبر بذلك القرآن الكريم فيما يحدثه عن حياة الانبياء - كما عرفت - وتخبر بها تواريخ الشعوب والملل المسيحية واليهودية.

 

كل هذا يعتبر بمثابة هزة في ضمائر اُولئك الذين كانوا غارقين في أوحال الوثنية وعبادة النار والانحراف عن عبادة الله الواحد الأحد.

 

موضوعات ذات صلة:
- لمحات من طفولة سيد السادات
- تأملات في حادثتي شق صدر النبي
- مولدة صلى الله عليه وسلم
- رضاعة صلى الله عليه وسلم
- الأربعون نخلة تثمر في عام زرعها

فيديو قد يعجبك: