إعلان

بعد وفاته اليوم.. ماذا تعرف عن الشيخ أحمد عمر هاشم وأبرز آرائه ومواقفه الدينية؟

كتب : علي شبل

10:36 ص 07/10/2025

الدكتور أحمد عمر هاشم

تابعنا على

توفي فجر اليوم الثلاثاء 7 أكتوبر 2025م (1447هـ) العالم الأزهري الجليل الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، أستاذ الحديث وعلومه ورئيس جامعة الأزهر الأسبق، بعد صراع مع المرض، عن عمر ناهز 84 عامًا. وتقام جنازته في الجامع الأزهر عقب صلاة الظهر، بحضور كبار العلماء والمسؤولين، وقد نعاه الأزهر وعلماؤه وعدد من الزعماء العرب والمسلمين.

وكان الشيخ أحمد عمر هاشم-رحمه الله تعالى - رمزًا للعلم والدعوة الإسلامية، جمع بين العمق الأكاديمي والتأثير الجماهيري. وكانت مواقفه الثابتة في الدفاع عن الإسلام وآراؤه الوسطية جعلته قامة دينية رفيعة، وإسهاماته في الأزهر والإعلام الديني تركت أثرًا عميقًا في الأمة الإسلامية.

وبعد رحيل العالم الأزهري الكبير، يرصد مصراوي في النقاط التالية نبذة عن سيرة الشيخ الراحل وأبرز مواقفه وآرائه الدينية:

ولد الشيخ أحمد عمر هاشم في 6 فبراير 1941م (10 محرم 1360هـ) بقرية بني عامر، مركز الزقازيق، محافظة الشرقية، مصر. ونشأ في بيئة قروية متدينة، في أسرة هاشمية تنتسب إلى الإمام الحسين بن علي رضي الله عنهما. كان والده من حفظة القرآن الكريم، مما أثر في تنشئته الدينية.

منذ طفولته، كان يحضر حلقات تحفيظ القرآن والدروس الدينية في المساجد، مما صقل شخصيته وزرع فيه حب العلم الشرعي. تميز بذكاء مبكر وحرص على طلب العلم في الأزهر الشريف.

التحق بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر وتخرج منها عام 1961م بتفوق. حصل على الإجازة العالمية (الدكتوراه) في الحديث وعلومه عام 1967م، ثم الماجستير عام 1969م، وأكمل الدكتوراه في تخصص الحديث وعلومه.

تخصصه في علوم الحديث جعله من أبرز علماء هذا المجال في العصر الحديث، حيث برع في دراسة الأسانيد ونقد الروايات، مما عزز مكانته الأكاديمية.

المسيرة المهنية

بدأ مسيرته الأكاديمية معيدًا بقسم الحديث وعلومه في كلية أصول الدين بالزقازيق عام 1967م. ارتقى في المناصب الأكاديمية حتى أصبح أستاذًا للحديث عام 1983م.

عُين عميدًا لكلية أصول الدين بالزقازيق عام 1987م، ثم رئيسًا لجامعة الأزهر من 1995م إلى 2010م، حيث ساهم في تطوير المناهج وتعزيز مكانة الأزهر عالميًا.

شغل عضوية مجمع البحوث الإسلامية، وكان عضوًا في مجلس الشعب ومجلس الشورى المصريين، مما أتاح له التأثير في السياسات التعليمية والدينية.

ترأس لجنة البرامج الدينية بالتلفزيون المصري، حيث قدم برامج دعوية مؤثرة، كما أشرف على مئات الرسائل العلمية في الحديث والعلوم الشرعية.

النشاط الدعوي والعلمي

اشتهر بخطبة الجمعة في الجامع الأزهر، التي كانت تجمع آلاف المصلين، حيث كان يتميز بأسلوب بليغ ومبسط يجمع بين العمق العلمي والتأثير العاطفي.

ألف أكثر من 80 كتابًا في علوم الحديث والدعوة، منها "الشفاعة في ضوء الكتاب والسنة" و"الإسلام وبناء الشخصية"، وكتب عن أخلاق النبي ﷺ وتاريخ الأزهر.

قدم برامج تلفزيونية في رمضان وغيره، ركز فيها على التوعية الدينية ونشر الوسطية. كما كان له حضور قوي في المناظرات الفكرية، حيث حسم قضايا مثل تجديد الخطاب الديني.

حاز جائزة "الشخصية الإسلامية للعام" من جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم عام 2023م، تقديرًا لجهوده في خدمة الإسلام والسنة النبوية.

أبرز مواقفه الدينية في الدفاع عن السنة النبوية

كان الشيخ هاشم من أبرز المدافعين عن السنة النبوية، حيث واجه التشكيك في الأحاديث بمنهج علمي دقيق، مستندًا إلى علوم الحديث. أكد في دروسه ومؤلفاته على أهمية السنة كمصدر تشريعي ثانٍ بعد القرآن الكريم، وحذر من محاولات تهميشها.

معارضة رواية "وليمة لأعشاب البحر":

عام 2000م، بصفته رئيسًا لجامعة الأزهر، طالب بسحب رواية حيدر حيدر "وليمة لأعشاب البحر" من السوق، معتبرًا أنها تحتوي على محتوى يحض على الفجور ويسيء إلى القيم الإسلامية، وأنها تفتقر إلى القيمة الفنية أو الإبداعية.

إدانة البهائية:

دعا إلى إصدار قانون يجرم اعتناق الفكر البهائي، واصفًا البهائية بأنها "فئة ضالة" تدعي النبوة وتعمل على هدم الإسلام. اعتبر أن هذه الدعوة تهدف إلى حماية العقيدة الإسلامية من الأفكار المنحرفة.

الدعم لفلسطين وضد إسرائيل:

في خطبه عام 2021م، هاجم السياسات الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين، ودعا إلى تشكيل قوة ردع إسلامية لدعم القضية الفلسطينية. كما رفض قرار الولايات المتحدة الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، معتبرًا ذلك اعتداءً على الحقوق الإسلامية.

التضامن مع أهل غزة:

في خطبه الأخيرة، وجه رسائل دعم لأهل غزة، داعيًا إياهم إلى الصبر والثبات، وقال: "سيكشف الله الغمة عن هذه الأمة". كما حث الأمة الإسلامية على التضامن مع فلسطين في مواجهة التحديات.

رواية بشارة النصر في حرب أكتوبر:

نقل عن الإمام عبد الحليم محمود رؤيا منامية للنبي ﷺ تبشر بانتصار مصر في حرب أكتوبر 1973م، وروى هذه البشارة في خطبه، مما عزز الروح المعنوية للأمة.

تقدير من الرئيس السيسي:

في احتفال المولد النبوي عام 2021م، قام الرئيس عبد الفتاح السيسي بتقبيل رأس الشيخ هاشم، الذي كان يجلس على كرسي متحرك لمرضه، تقديرًا لمسيرته العلمية والدعوية، مما عكس مكانته الكبيرة في المجتمع المصري.

أبرز آرائه الدينية:

قراءة الفنجان والتنجيم

اعتبر قراءة الفنجان خرافة لا أساس لها في الشرع، سواء في القرآن أو السنة أو الإجماع أو القياس. وصف الصور المتخيلة في الفنجان بأنها أوهام نفسية لا دلالة لها، وحذر من الانجراف وراء الممارسات الدجلية.

بناء الشخصية الإسلامية

في كتابه "الإسلام وبناء الشخصية"، دعا إلى العودة إلى الفطرة الإسلامية النقية، مع التركيز على دور السنة النبوية في تشكيل شخصية الشباب أخلاقيًا واجتماعيًا. شدد على أهمية القيم مثل الصدق، الأمانة، والرحمة.

الشفاعة النبوية

في مؤلفه "الشفاعة في ضوء الكتاب والسنة"، أكد على الشفاعة كركن إيماني ثابت بالنصوص الشرعية، محذرًا من محاولات التشكيك فيها. وضح أن شفاعة النبي ﷺ هي رحمة إلهية للمؤمنين يوم القيامة.

التعايش مع تحديات العصر

دعا إلى فهم السنة النبوية في سياقها الصحيح لمواجهة تحديات العصر، مع التركيز على تحصين الشباب والطلاب الوافدين فكريًا. في برامجه الرمضانية، قدم دروسًا مبسطة تناسب الجمهور العام، مع التركيز على قضايا معاصرة.

الاعتدال والوسطية

اشتهر بمنهجه الوسطي، حيث يرى الإسلام دينًا يوازن بين العقل والإيمان. دعا إلى نشر العلوم الشرعية بأسلوب سهل يناسب العامة، مع الحفاظ على الدعوة السلمية والتوعوية بعيدًا عن التطرف.

حب آل البيت

أكد على وجوب حب آل البيت كجزء من تعاليم النبي ﷺ، مشددًا على أهمية النوافل والعبادات، واستحباب استلام الحجر الأسود كسنة نبوية.

تجديد الخطاب الديني

شارك في مناظرات حول تجديد الخطاب الديني، داعيًا إلى الحفاظ على الأصول مع الاستجابة لمتطلبات العصر. حسم قضايا مثل إزدراء الأديان، مؤكدًا على الوسطية والاحترام المتبادل بين الأديان.

الأخلاق والمجتمع

شدد على أهمية الأخلاق كجوهر الدين، وحث على تعزيز القيم الإسلامية في المجتمع، مثل العدل، الإحسان، والتعاون. دعا إلى مواجهة الانحلال الأخلاقي من خلال التعليم والإعلام الديني.

إسهاماته الإضافية

تطوير الأزهر: خلال رئاسته لجامعة الأزهر، عمل على تعزيز البنية التحتية، وتطوير المناهج، ودعم الطلاب الوافدين من مختلف الدول الإسلامية، مما عزز مكانة الأزهر كمنارة علمية عالمية.

التأثير الاجتماعي: كان صوتًا مؤثرًا في القضايا الاجتماعية، مثل دعم التعليم الديني، ومواجهة الفكر المتطرف، والدعوة إلى الوحدة الإسلامية.

الإرث العلمي: ترك إرثًا ضخمًا من المؤلفات والمحاضرات، التي تُعد مرجعًا للطلاب والباحثين في علوم الحديث والدعوة الإسلامية.

اقرأ أيضاً:

ما حكم الجهر بالنية عند الصلاة: جائز أم مكروه؟.. علي جمعة يوضح

بعد وفاة زوجي الأول والثاني تزوجت الثالث فمن يكون رفيقي في الجنة؟.. عالم أزهري يجيب

"واضربوهن".. أمين الفتوى يوضح معنى ضرب الزوجة المقصود شرعًا بالقرآن

هل يجوز إخراج الزكاة للأقارب؟.. أمين الفتوى يوضح

فيديو قد يعجبك



محتوى مدفوع

إعلان

إعلان