إعلان

قبل مسجد الفيوم المثير للجدل.. مساجد تاريخية تداخلت في تصميمها النقوش والأعمدة الفرعونية

03:28 م الإثنين 27 سبتمبر 2021

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – آمال سامي:

غضب عارم ساد في الفيوم قبل عدة أيام بعد أن قام مهندس معماري بتصميم مسجد على الطراز الفرعوني، إذ استعان بنقوش فرعونية أيضًا لتزيين أعمدة المسجد، وعلى الرغم من قرار الأوقاف بطمس النقوش الفرعونية واستبدالها بأخرى دينية، إلا أن هناك في مصر العديد من المساجد التاريخية التي كانت النقوش الفرعونية وأعمدة المعابد جزءا أصيلا في تصميمها، ولعل أبرز هذه المساجد الجامع الأزهر إذ يضم حوالي 380 عمودًا من الرخام جلبت تيجانها من المعابد المصرية القديمة.

أبو الحجاج الأقصري

يخترق مسجد أبي الحجاج الأقصري الشهير أحد المعابد الفرعونية القديمة رغم تصاميمه الإسلامية الطراز، فمازالت هناك نقوش فرعونية موجودة على جدران المعبد ورسومات كذلك، وأيضًا بقايا كنيسة قبطية قديمة طمرت تحت مبنى المسجد، ويضم المسجد أعمدة مزينة بالرسومات الفرعونية، ويعتبر المسجد مزارًا سياحيًا بارزًا بمدينة الأقصر إذ يقصده الزائرون من كل مكان، وهو أحد المساجد الفاطمية الكبيرة التي بنيت بساحة معبد الأقصر ويقصده المصريون تبركًا بصاحب المسجد الشيخ السيد يوسف ابن عبد الرحيم المعروف بأبي الحجاج الأقصري، وله ضريح بداخل المسجد.

المماليك البحرية ومساجد يتخللها الطراز الفرعوني

ليس مسجد أبي الحجاج وحده، بل دولة إسلامية بأكملها اتخذت من الأعمدة الفرعونية أساسًا في بناءاتها، إذ تذكر دراسة قدمها كمال عناني وهبة محمود ورضوى ذكي حول توظيف الأعمدة الجرانيتية في عمائر المماليك البحرية، أن دوافع اعادة استخدام الأعمدة القديمة لم تكن فقط لترشيد الاستهلاك، إذ جرى نقل هذه الأعمدة إلى القاهرة على مسافات بعيدة من مدينة الأشمونين على سبيل المثال بناء على طلب الناصر محمد قلاوون، وكان ذلك في سبيل إظهار الفخامة والعظمة وكذلك الإعجاب الشديد بالحضارة المصرية القديمة...وفي السطور التالية أبرز هذه المساجد التي بنيت في عهد السلطان قلاوون:

مسجد المرداني

تروي بعض المصادر التاريخية أن عدد من المساجد بنيت من حجر الجرانيت التي تعود للعصر الفرعوني، ومنها مسجد "المرداني" بمدينة دمنهور بالبحيرة، إذ بني المسجد في العصر المملوكي إلا أن الأعمدة التي بني عليها تعود للعصر الفرعوني، وهو ما تكرر كثيرًا في عهد المماليك البحرية، إذ استخدمت الأعمدة الجرانيتية خاصة المتوجة بالتيجان المصرية الطراز في بناءات المماليك، وفي المرداني يقال أن أعمدته تم اقتلاعها من إحدى معابد "حورس" ونقلت للمسجد، إلا أن هذه النقوش طمست لاحقًا إلا أن الطابع الفرعوني مازال موجودًا في أعمدته، إذ أن هذه الأعمدة ذات تيجان مصرية على هيئة التاج المركب أو على هيئة السعف.

جامع الناصر محمد بن قلاوون

بني هذا المسجد على طراز الصحن الأوسط المكشوف الذي تحيطه أربعة أروقة تقوم على أربعة وسبعون عمودًا مختلف الطراز والحجم، وفي رواق القبلة هناك عشرة أعمدة فرعونية جرانيتية ضخمة وهي متوجة بتيجان تحاكي زخارفالتاج الكورنثي، ويذكر المؤر ابن الداودري أن أعمدة هذا الجامع تم احضارها من مدينة الأشمونين بالوجه القبلي "كانت هذه الأعمدة في البريا التي بمدينة الأشمونين من عهد الكهنة، وأن نقل هذه الأعمدة من الأشياء التي حارت فيها العقول".

مسجد ألماس الحاجب والست مسكة

تعددت المساجد التي أخذت من الطابع الفرعوني لمصر القديمة، وأحدها هو مسجد الماس الحاجب، وهو أحد أمراء الناصر بن قلاوون، إذ بنى المسجد بتخطيط مكشوف يتحيط به الأروقة من الجهات الأربعة وتقام على ثمانية وعشرين عمود، منهم أربعة أعمدة فرعونية متوجة بتيجان كورنثية، وكذلك مسجد الست مستكة وهي مربية السلطان بن قلاوون ويقع بحي السيدة زينب بالقاهرة، فأعمدته هو الآخر مأخوذة من المعابد الفرعونية، وكذلك مسجد آق سنقر أو الجامع الأزرق القائم في حي الدرب الأحمر بالقاهرة.

فيديو قد يعجبك: