صحابية داومت على إطعام الصحابة يوم الجمعة.. فمن هي؟

كتبت – آمال سامي:

روى البخاري في صحيحه قصة امرأة من الصحابيات كانت تقدم الطعام للصحابة يوم الجمعة، فعن سهل بن سعد قال: "كانت فينا امرأة تجعل على أربعاء في مزرعة لها سلقا، فكانت إذا كان يوم جمعة تنزع أصول السلق فتجعله في قدر ثم تجعل عليه قبضة من شعير تطحنها فتكون أصول السلق عرقه، وكنا ننصرف من صلاة الجمعة فنسلم عليها، فتقرب ذلك الطعام إلينا فنلعقه وكنا نتمنى يوم الجمعة لطعامها ذلك".

وعلى فضل هذه المرأة فإن اسمها لم يصل إلينا على وجه الدقة، فيقول الحافظ بن حجر في "فتح الباري شرح حديث البخاري" انه لم يقف على اسمها، بينما رجح محمد حامد محمد في كتابه "صور من حياة الصحابيات" أنها أم المنذر، فقال: ولعل أم المنذر هي المرأة الأنصارية التي كانت تُطعم الصحابة يوم الجمعة سِلقًا وشعيرًا.

وأم منذر هي امرأة انصارية كانت تطعم الصحابة في بيتها وقد حظيت بنفحات خاصة من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان يخصها بالزيارة ويأكل عندها، ويشير إلى أن طعامها مبارك ونافع، واشتهرت عند أهل المدينة بكثرة التمر والرطب في بيتها.

وسواء كانت أم المنذر أو غيرها، فهي كانت إحدى نساء المدينة التي كانت تهتم بإطعام الصحابة رضوان الله عليهم وكانت تسوي السلق حتى يغرق في المرقة من شدة نضجه، ويقول ابن حجر ان في هذا الحديث دلالة على جواز السلام على النسوة الأجانب ، واستحباب التقرب بالخير ولو بالشيء الحقير ، وبيان ما كان الصحابة عليه من القناعة وشدة العيش والمبادرة إلى الطاعة رضي الله عنهم .