إعلان

ليس عيسى عليه السلام وحده.. رضيع ماشطة فرعون يثبتها على الإيمان

09:39 م الجمعة 12 فبراير 2021

سيدنا عيسى عليه السلام

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- آمال سامي:
على الرغم من اشتهار كلام عيسى بن مريم عليه السلام في المهد، إلا أنه ليس الوحيد الذي تكلم طفلًا رضيعًا، فأيضًا ابن ماشطة فرعون تحدث في المهد حسبما ذكرت لنا الآثار، فيقول ابن عباس: "تكلم أربعة صغار: عيسى بن مريم عليه السلام، وصاحب جريح، وشاهد يوسف، وابن ماشطة ابنة فرعون".

كانت ماشطة فرعون تمشط شعر ابنته فقالت بسم الله، فاخبرته ابنته بما قالت، لتعترف الماشطة أمام فرعون بإيمانها بالله، ويعزم على تعذيبها عذابًا شديدًا، إذ أمر أن يلقى ابناءها جميعًا في زيت مغلي حتى تتراجع عن الإيمان، فألقى أبناءها أمامها واحدًا تلو الآخر حتى تتراجع عن الإيمان، فلم تفعل، ونطق رضيعها حتى يثبتها على موقفها قائلًا: "اقتحمي فإن عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة".

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أخبرنا بقصة ماشطة فرعون أثناء حديثه عن رحلة الإسراء والمعراج، إذ روى عنه ابن عباس رضي الله عنه أنه قال: ‏لَمَّا كَانَتْ اللَّيْلَةُ الَّتِي ‏‏أُسْرِيَ ‏‏بِي فِيهَا ، أَتَتْ عَلَيَّ رَائِحَةٌ طَيِّبَةٌ ، فَقُلْتُ : يَا ‏جِبْرِيلُ ‏،‏ مَا هَذِهِ الرَّائِحَةُ الطَّيِّبَةُ ؟ فَقَالَ : هَذِهِ رَائِحَةُ ‏‏مَاشِطَةِ ابْنَةِ فِرْعَوْنَ ‏‏وَأَوْلادِهَا ، قَالَ : قُلْتُ : وَمَا شَأْنُهَا ؟ قَالَ : بَيْنَا هِيَ تُمَشِّطُ ابْنَةَ ‏‏فِرْعَوْنَ ‏‏ذَاتَ يَوْمٍ ، إِذْ سَقَطَتْ ‏‏الْمِدْرَى ‏‏مِنْ يَدَيْهَا ، فَقَالَتْ : بِسْمِ اللَّهِ ، فَقَالَتْ لَهَا ابْنَةُ ‏ ‏فِرْعَوْنَ :‏ ‏أَبِي ؟ قَالَتْ : لا ، وَلَكِنْ رَبِّي وَرَبُّ أَبِيكِ اللَّهُ ، قَالَتْ : أُخْبِرُهُ ‏‏بِذَلِكَ ! قَالَتْ : نَعَمْ ، فَأَخْبَرَتْهُ ، فَدَعَاهَا فَقَالَ : يَا فُلانَةُ ؛ وَإِنَّ لَكِ رَبًّا غَيْرِي ؟ قَالَتْ : نَعَمْ ؛ رَبِّي وَرَبُّكَ اللَّهُ ، فَأَمَرَ بِبَقَرَةٍ مِنْ نُحَاسٍ فَأُحْمِيَتْ ، ثُمَّ أَمَرَ بِهَا أَنْ‏ ‏تُلْقَى هِيَ وَأَوْلادُهَا فِيهَا ، قَالَتْ لَهُ : إِنَّ لِي إِلَيْكَ حَاجَةً ، قَالَ : وَمَا حَاجَتُكِ ؟ قَالَتْ : أُحِبُّ أَنْ تَجْمَعَ عِظَامِي وَعِظَامَ وَلَدِي فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ وَتَدْفِنَنَا ، قَالَ : ذَلِكَ لَكِ عَلَيْنَا مِنْ الْحَقِّ ، قَالَ : فَأَمَرَ بِأَوْلادِهَا فَأُلْقُوا بَيْنَ يَدَيْهَا وَاحِدًا وَاحِدًا إِلَى أَنْ انْتَهَى ذَلِكَ إِلَى صَبِيٍّ لَهَا مُرْضَعٍ ، وَكَأَنَّهَا تَقَاعَسَتْ مِنْ أَجْلِهِ ، قَالَ : يَا ‏‏أُمَّهْ ؛‏ ‏اقْتَحِمِي فَإِنَّ عَذَابَ الدُّنْيَا أَهْوَنُ مِنْ عَذَابِ الْآخِرَةِ ، فَاقْتَحَمَتْ"

ويعلق ابن الأثير في كتابه "النهاية" على هذا الحديث ناقلًا تفسير الحافظ أبو موسى لما يعني فرعون بـ "البقرة"، أنه لم يكن يرغب في شيء مصنوع على شكل بقرة، ولكن قصد به قدرًا كبيرة وواسعة تتسع لمن يهم بتعذيبهم، فيقول: سماها بقرة مأخوذًا من التبقر: التوسع، أو كأن شيئًا يتسع بقرة تامة بتوابلها فسميت بذلك.

فيديو قد يعجبك: