إعلان

لماذا ظن البعض أن الاجتهاد سيؤدي إلى فتنة؟.. علي جمعة يوضح

12:27 ص الخميس 28 أكتوبر 2021

علي جمعة

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – آمال سامي:

تحدث الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، حول أسباب اعتقاد الناس أن الاجتهاد الفقهي سيؤدي إلى فتن، وقال في لقائه مع يوسف الحسيني ببرنامج "التاسعة" المذاع على القناة الأولى المصرية، أن ذلك يرجع إلى أن المذهب الفقهي تاريخيًا كان هو القانون لأنه لم يكن هناك قانونًا مكتوبًا، وإنما كان بيد القاضي، فيقرر الحاكم بأي مذهب سيحكم ويخبر القاضي على المذهب الذي سيحكم به، فلم يكن في الإمكان حينها تغيير القانون، فتغييره يحدث فتنة، فما يطبق هو المذهب الذي اتفق عليه الجميع، فإن كان لشخص اجتهاد فلنفسه ولكن ليس للتطبيق العام، وظل هذا الأمر موجودًا حتى أوائل القرن العشرين، فظن الناس بذلك أن الاجتهاد يسبب فتنة، ولكن لم يقل أحد ذلك إطلاقًا.

وقال جمعة إن الإمام السيوطي عندما رأى الناس ذلك ألف كتابًا اسماه: " الرد على من اخلد الى الارض وجهل ان الاجتهاد في كل عصر فرض"، فالاجتهاد ليس فقط جائزًا بل هو فرض فمن لم يمارسه يأثم، ومات السيوطي عام 911 هـ، أي منذ 533 عامًا.

ومن أسباب عدم الاجتهاد أيضًا، يقول جمعة، انتهاء القسمة العقلية، إذ كانت الحياة كما هي لفترة طويلة، فالأدوات التي كانت تنقل محمد علي من القاهرة للإسكندرية هي ذاتها التي كانت تنقل عمر بن الخطاب إليها، فلم يكن هناك أي تغييرات، ولكن التغيرات بدأت منذ 1830 حتى 1930م، ففي هذه المائة عام تغيرت الدنيا كثيرًا في الاتصالات والمواصلات والتقنيات الحديثة، وحين أدرك الناس ذلك انشأوا مجموعة من العلوم الاجتماعية والإنسانية مثل علم النفس وعلم الاجتماع والسياسة ونحوها، وكانت كلها قبل ذلك تدخل ضمن الفلسفة، وقد فعلوا ذلك من أجل إدراك الواقع، ويقول جمعة إن المسلمين كان ينبغي عليهم أن يدرسوا الواقع أيضًا ويقدموا أداة في يد المجتهد ليدرك بها الواقع ولكنهم لم يفعلوا، وبعد ذلك أخذوا هذه العلوم التي هي ممتلئة بمدارس وتطورات مختلفة، مما جعلهم يقرأون الواقع بعيون غيرهم وأصبحوا في ورطة حضارية لأنهم لم يجتهدوا.

فيديو قد يعجبك: