إعلان

أمهات المؤمنين (7).. قصة زواج النبي بـ"جويرية بنت الحارث"

05:15 م الجمعة 03 يوليه 2020

جويرية بنت الحارث

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – آمال سامي:

"النَّبِيُّ أَوْلَىٰ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ ۖ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ".. هكذا وصف القرآن الكريم زوجات النبي صلى الله عليه وسلم مرسيًا قاعدة شرعية في النظر والتعامل والتقدير لزوجات النبي صلى الله عليه وسلم، فلا يتزوجهن أحدا بعده، "فهن أمهات المؤمنين في تعظيم حقهن وتحريم نكاحهن على التأبيد" كما يقول البغوي في تفسيره، ويستعرض مصراوي جانبًا من سيرة أمهات المؤمنين رضي الله عنهن في حلقات متتابعة، واليوم مع أم المؤمنين، جويرية بنت الحارث رضي الله عنها وأرضاها.

" كانت جويرية امرأة حلوة ملاحة لا يراها أحد إلا أخذت بنفسه"، هكذا وصفت عائشة رضي الله عنها السيدة جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار بن حبيبب بن جذيمة الخزاعية المصطلقية، وكانت سببًا في اعتاق قومها من بني المصطلق من الأسر، حيث غزا النبي صلى الله عليه وسلم قومها وكانت ممن سبوا ووقعت في سهم ثابت بن قيس رضي الله عنه، وكاتبته على نفسها، وجاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى تستعين به في مكاتبتها، وتروي ذلك عائشة في حديث طويل منه :"قالت يا رسولَ اللَّهِ أنا جويريةُ بنتُ الحارثِ وإنَّما كانَ من أمري ما لاَ يخفى عليْكَ وإنِّي وقعتُ في سَهمِ ثابتِ بنِ قيسِ بنِ شمَّاسٍ وإنِّي كاتبتُ على نفسى فجئتُكَ أسألُكَ في كتابتي فقالَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَهل لَكِ إلى ما هوَ خيرٌ منْهُ. قالت: وما هوَ يا رسولَ اللَّهِ قالَ: أؤدِّي عنْكِ كتابتَكِ وأتزوَّجُكِ. قالت: قد فعلتُ. قالت: فتسامعَ - تعنى النَّاسَ - أنَّ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قد تزوَّجَ جويريةَ فأرسلوا ما في أيديهم منَ السَّبيِ فأعتقوهم وقالوا: أصْهارُ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فما رأينا امرأةً كانت أعظمَ برَكةً على قومِها منْها أعتقَ في سببِها مائةُ أَهلِ بيتٍ من بني المصطلقِ".

ومن الملفت للنظر أنه قد حدث لجويرية بنت الحارث نفس ما حدث لزيد بن حارثة، حين خيره الرسول صلى الله عليه وسلم بين صحبته وبين الذهاب مع أبيه، فاختار النبي، كذا فعل مع جويرية، حيث علم أبيها بوقوعها في السبي فجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال له: إن ابنتي لا يسبى مثلها، فأنا أكرم من ذاك، وكان سيدًا في قومه، فخل سبيلها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أرأيت إن خيرناها أليس قد أحسنا؟" قال بلى: وأديت ما عليك، فأتاها أبوها فقال: إن هذا الرجل قد خيرك فلا تفضحينا، فقالت: فإني اخترت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويروي محمد القيسي في كتابه "موسوعة نساء حول النبي صلى الله عليه وسلم، أن أباها الحارث قد أسلم فيما بعد، واسلم ابنان له، وعدد من قومه بعد ذلك.

وتروي جويرية كما نقل عنها الذهبي في سير أعلام النبلاء، أنها تزوجت النبي صلى الله عليه وسلم وعمرها عشرين عامًا، قبل زواجها من النبي صلى الله عليه وسلم، كانت جويرية رضي الله عنها متزوجة من "مسافع بن صفوان المصطلقي" لكنه قتل يوم المريسيع، وكان جمال جويرية مثار غيرة السيدة عائشة رضي الله عنها، فتقول كيف أنها رأتها جميلة من أول لحظة شاهدتها فيها، وأصابتها منها الغيرة لمجرد ظنها ان الرسول سيتزوجها لذلك، فقالت: لما قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم سبايا بني المصطلق ، وقعت جويرية في سهم رجل ، فكاتبته ، وكانت حلوة ملاحة ، لا يراها أحد إلا أخذت بنفسه ، فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم تستعينه ؛ فكرهتها - يعني لحسنها".

توفيت أم المؤمنين جويرية في سنة خمسين من الهجرة، وقيل سنة ست وخمسين رضي الله عنها.

فيديو قد يعجبك: