إعلان

حديث ومعنى (3): "من مات وعليه صيام صام عنه وليه"

01:28 م الأحد 26 أبريل 2020

مركز الأزهر العالمي للرصد والافتاء الإلكتروني

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب ـ محمد قادوس:

يقدم مركز الأزهر العالمي للرصد والافتاء الالكتروني (خاص مصراوي) تفسيرا ميسرا لبعض الأحاديث النبوية الصحيحة والتي تتعلق بالصيام وشهر رمضان المبارك.

وفي حديث عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من مات وعليه صيام صام عنه وليه».. أخرجه البخاري

وجاء في تفسير مختصي المركز لمعنى الحديث النبوي الشريف، أنه توجيه لآثار التربية، فالإنسان يذهب وتبقى ثمرته كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:« إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ» ، فالولد الصَّالح زاد لأبويه بعد موتهما ، فالجزاء من جنس العمل ، فإن قصرت بالمرء أعماله يأتي ولده وهو من أطيب كسبه ؛ ليؤدي عنه بعض العبادات البدنية كالصَّوم ، وإن عجز أطعم عنه .

والحديث يدل على جواز الصِّيام عن الميت وقضاء أيام عنه، وبذلك يسقط عنه دين الصَّوم.

وليس هذا الأمر للوجوب عند جمهور القائلين بالحديث ، وقال بعض الظاهرية الوجوب ، فقالوا : يجب على ولي من مات وعليه صيام أن يصوم عنه ، ولكن خلاف الظاهرية أتباع ابن حزم الظاهري الإمام المعروف لا يُعتد به ، وقد حكى الجويني الإجماع على أنَّ هذا الأمر ليس للوجوب ، وذهب بعض الفُقهاء من الحنفية والمالكية والشَّافعية إلى أنه لا يُجزئ صيام لولي ولا غيره من الميت أي صيام وجب عليه ، استدلالا بعموم الأدلة التي توجب على المكلف أداء الفرض بنفسه ، والصَّوم عبادة بدنية محضة لا تدخلها النِّيابة عن الحي بالإجماع ، كذلك الميت ، إنما يطعم عنه ، ولا يخفى أنَّ دلالة الأحاديث مُتجهة مع مشروعية قضاء الولي عنه ، واختلف العلماء في المراد بقوله: «وليه» فقيل كل قريب ، وقيل الوارث خاصة ، وقيل عصبته والأول أرجح .

فيديو قد يعجبك: