إعلان

من وصايا الرسول والصالحين للأزواج لقضاء "الحظر" بلا مشاحنات

07:54 م الثلاثاء 31 مارس 2020

تعبيرية

كتبت – آمال سامي

تفرض ظروف الحظر على الزوجين التواجد معًا فترة أطول من المعتاد، فكثيرون أصبحوا يعملون من المنزل ولا يخرجون إلى أشغالهم كما كانت حياتهم الطبيعية قبل انتشار فيروس كورونا، وهو ما دفع رواد مواقع التواصل الاجتماعي إلى المزاح ونشر الكوميكس حول هذا الأمر خائفين من زيادة معدلات الطلاق بعد طول فترة تواجد الزوجين معًا وكثرة المشاحنات والمشاجرات بينهما، وعلى الرغم من أن الأمر يبدو مزاحًا في البداية، إلا أن مصراوي قرر نشر بعض وصايا الصالحين وهديهم في تعامل كلا الزوجين معًا من ترك العتاب والإسراع إلى استرضاء كل منهما الآخر حتى نقتدي بسلفنا الصالح في زمن الحظر..

أوصى الله تبارك وتعالى الرجال بعشرة النساء بالمعروف، فقال: "وعاشروهن بالمعروف" ويقول الداعية الإسلامي محمد راتب النابلسي إن المعروف هو الشيء الذي تعرفه النفس بفطرتها، فالمعاشرة بالمعروف كما فسرها بعض العلماء: ليس أن تمتنع عن إيقاع الأذى بها، بل أن تحتمل الأذى منها، وكان النبي صلى الله عليه وسلم خير مثال على ذلك فكان خير المؤمنين إلى أهله حيث قال: "خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ، وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي"، وقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم في حديث أبي هريرة رضي الله عنه بالنساء قائلًا: اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خيراً, فَإِنَّ الْمَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلَعٍ, وَإِنَّ أَعْوَجَ شَيْءٍ فِي الضِّلَعِ أَعْلَاهُ, فَإِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ, وَإِنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أَعْوَجَ, فَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ".

وقد افرد البخاري في صحيحه بابًا كاملًا في كتاب النكاح أسماه "موعظة الرجل ابنته لحال زوجها" وفيه أورد عددًا من الروايات عن الصحابة رضوان الله عليهم في التعامل مع زوجاتهم، ومن ذلك حديث لابن عباس رضي الله عنه، فيه ما ذكره عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن حال الأنصار مع نساءهم واختلاف ذلك مع تعامل القريشيين معهم فيقول عمر: كنا معشر قريش نغلب النساء فلما قدمنا على الأنصار إذا قوم تغلبهم نساؤهم فطلفق نساؤنا يأخذن من أدب الأنصار، فصخبت على امرأتي فراجعتني فأنكرت أن تراجعني قالت ولم تنكر أن أراجعك فوالله إن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ليراجعنه وإن إحداهن لتهجره اليوم حتى الليل فأفزعني ذلك وقلت لها قد خاب من فعل ذلك منهن ثم جمعت علي ثيابي فنزلت فدخلت على حفصة فقلت لها أي حفصة أتغاضب إحداكن النبي صلى الله عليه وسلم اليوم حتى الليل قالت نعم فقلت قد خبت وخسرت أفتأمنين أن يغضب الله لغضب رسوله صلى الله عليه وسلم فتهلكي لا تستكثري النبي صلى الله عليه وسلم ولا تراجعيه في شيء ولا تهجريه وسليني ما بدا لك ولا يغرنك أن كانت جارتك أوضأ منك وأحب إلى النبي صلى الله عليه وسلم يريد عائشة.

ومن أجمل ما قيل في حرص الزوجين على بعضهما البعض ما قاله أبو الدرداء لامرأته، ويرويه لنا هاني الحاج في كتابه "من قصص الصالحين والصالحات.."، حيث قال لها: إذا رأيتني غضبت فرضني وإذا رأيتك غضبى رضيتك، وإلا لم نصطحب، وكان الإمام أحمد بن حبنل قد تزوج امرأة صالحة وهي عباسة بنت المفضل أم ولده صالح، فكان يقول في حقها: "أقامت أم صالح معي عشرين سنة، فما اختلفت أنا وهي في كلمة".

ويروي أبو حاتم السجستاني في كتابه "المعمرون والوصايا" ما نصح به أبو الأسود لابنته عند زفافها: "يا بُنيَّة، إن الأمهات يؤدِّبن البنات، وإن أمك ماتت وأنت صغيرة - يعني: فسأقوم بهذه المهمة - يا بنية، إياكِ وكثرةَ العتاب؛ فإنها قطيعة للود، وإياكِ والغيرةَ؛ فإنها مفتاح الطلاق، وعليك بالزينة، وأزينُ الزينة الكحل، وعليك بالطِّيب، وأطيب الطيب الماء، وكوني لزوجك أَمَة، يكن لك عبدًا.

فيديو قد يعجبك: