إعلان

من معاني القرآن: "لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ".. ما هي "السِّنة"؟

12:27 ص الإثنين 12 أكتوبر 2020

الدكتور عبد الرحمن بن معاضة البكري

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – آمال سامي:

"اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ۚ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ ۚ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ"، آية الكرسي هي أعظم آية في كتاب الله عز وجل، وورد في فضلها الكثير من الأحاديث، وقوله تعالى" لا تأخذه سنة ولا نوم" لا يعرف كثيرين ما المقصود بقوله "سنة"...

يقول الدكتور عبد الرحمن بن معاضة البكري، أستاذ الدراسات القرآنية السعودي، إن السنة هي النعاس الذي يسبق النوم، فالله سبحانه وتعالى نفى عن نفسه السنة وهي النعاس والنوم كذلك، ويعلل البكري نفي الله سبحانه وتعالى تلك الصفة عنه لكمال قيوميته سبحانه وتعالى، موضحًا أن الحي القيوم، تعني كامل القيام على خلقه، فلا تأخذه سنة ولا نوم لكمال قيوميته، وأشار البكري إلى أن أهل اللغة يطلقون على السنة لفظ الخثورة، مضيفًا أن الآية من الآيات العظيمة وهي أعظم آية في القرآن لأنها تصف لنا من هو الله، فهو لا يغفل ولا ينام كما يحدث في خلقه، "فالمرء إذا كان لا ينام دل ذلك على مرضه، فإذا نام ازداد نشاطاً وقام بحيوية".

لماذا لا ينام الله؟

وينقل الطبري في تفسيره قول أبو جعفر أن لا تأخذه سنة تعني أنه سبحانه لا يأخذه نعاس فينعس ولا نوم فيستثقل نومًا، والوسن هو خثورة النوم، ومنه قول أحد الشعراء:

تعـــاطى الضجــيع إذا أقبلــت....بعيــد النعــاس وقبــل الوســن

ويقول الطبري إن الله سبحانه وتعالى حيّ لا يموت قيوم على كل ما هو دونه بالرزق والتدبير والتصريف من حال إلى حال، فلا يغيره ما يغير غيره، بل هو دائم على حال وقيوم على جميع الأنام، ولو كان ينام لكان مغلوبًا مقهورًا، لأن النوم غالب النائم وقاهره، "ولو وسن لكانت السماوات والأرض وما فيهما دكا، لأن قيام جميع ذلك بتدبيره وقدرته، والنوم شاغل المدبر عن التدبير، والنعاس مانع المقدر عن التقدير بوسنه".

ونقل الطبري سؤالًا وقع في نفس موسى عليه السلام هل ينام الله؟ فروى عن عكرمة عن أبي هريرة، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يحكي عن موسى صلى الله عليه وسلم على المنبر، قال: وقع في نفس موسى: هل ينام الله تعالى ذكره؟ فأرسل الله إليه ملكا فأرّقه ثلاثا، ثم أعطاه قارورتين في كل يد قارورة، أمره أن يحتفظ بهما. قال: فجعل ينام وتكاد يداه تلتقيان، ثم يستيقظ فيحبس إحداهما عن الأخرى، ثم نام نومة فاصطفقت يداه وانكسرت القارورتان. قال: ضرب الله مثلا له أن الله لو كان ينام لم تستمسك السماء والأرض.

فيديو قد يعجبك: