إعلان

على جمعة: لكي تكون عبداً ربانياً عليك اتخاذ هذا القرار

04:44 م الإثنين 24 ديسمبر 2018

الدكتور علي جمعة

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - محمد قادوس:

قال الدكتور علي جمعة- مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف - إنه لكي نهيئ أنفسنا للربانية‏، علينا أن نأخذ قرارا من ذات أنفسنا نبيع به هذه النفس لله سبحانه وتعالى‏، فنجعل الدنيا في أيدينا ونخرجها من قلوبنا‏، وعلينا بذلك أن نتقي الله حق تقاته‏,‏ وأن ننقل أنفسنا بإذنه من دائرة سخطه إلى دائرة رضاه‏,‏ وأن نحول عباداتنا إلى إخلاص لرب العالمين، وأن ننقل عاداتنا إلى دائرة العبادة له سبحانه وحده‏.‏

وأضاف جمعة من خلال الصفحة الرسمية لفضيلته عبر "فيسبوك": إن ذلك يحتاج إلى قرار من أنفسنا نبيع به هذه النفس لله سبحانه وتعالى‏,‏ فنجعل الدنيا في أيدينا ونخرجها من قلوبنا‏,‏ ونبدأ صفحة جديدة معه سبحانه فنتوب ونندم على ذنوبنا ونعزم على عدم تكرارها‏,‏ ونقلد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حياته ونجعله القدوة والأسوة الحسنة في حياتنا‏.‏ فقد كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم أحسن الناس خلقاً وأكرمهم وأتقاهم‏.‏ قال ابن كثير في تفسيره واصفاً خُلُقه صلى الله عليه وسلم‏:‏ إنه صلى الله عليه وآله وسلم صار امتثال القرآن أمراً ونهيا سجية له وخُلُقا‏..‏ فمهما أمره القرآن فعله ومهما نهاه عنه تركه‏,‏ هذا ما جبله الله عليه من الخلق العظيم من الحياء والكرم والشجاعة والصفح والحلم وكل خلق جميل‏.‏ فلنجعل لأنفسنا حصة من القرآن كل يوم قلت أو كثرت ولا تقطع نفسك عن كلام الله‏.

وأوضح فضيلة المفتي السابق أنه يجب أن يكون في برنامج واضح ويسير على من يسره الله عليه‏,‏ والله سبحانه وتعالى لا يريد ظلماً للعالمين‏,‏ كما كتب ذلك على نفسه وجعل رحمته تسبق غضبه‏,‏ فأمرنا وأرشدنا ووجهنا لما فيه الخير لأنفسنا‏,‏ يقول تعالي‏: (قَدْ أَفْلَحَ المُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ‏) واللغو منه مباح، ومنه مكروه، ومنه حرام‏,‏ ولكن المؤمن قد أعرض عن اللغو كله‏,‏ ونقل ما يفعله من أكل وشرب ولبس وسعي وذهاب ومجيء‏:‏ بالنية الصالحة‏-‏ لله رب العالمين وحده‏.‏

وقال فضيلته: هلا دربنا أنفسنا فيما تبقى لنا من زمن حتى نستقبل نفحات الله في أيام دهرنا والله عنا راض‏,‏ هلا فعلنا ذلك فنجد في أنفسنا حلاوة الإيمان وحلاوة العبادة وحلاوة الذكر‏,‏ ومن جرب حلاوة الإيمان لا يتركها أبدا‏,‏ وهكذا شأن الإيمان إذا دخل القلب وداعبت حلاوته القلوب فإنه يزداد ولا ينقص‏,‏ فهلا فعلنا ذلك حتى نغير من عقائدنا وأحوالنا مع أنفسنا لله وأن نفعل ذلك ابتغاء وجه الله.

وفي نهاية بيانه قال جمعة إنه يلزم علينا التأمل في قوله سبحانه وتعالى‏: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا‏)‏ وحبل الله هو القرآن‏ (وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ * وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ المُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ * وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ البَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا العَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ * وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ * تِلْكَ آَيَاتُ اللهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالحَقِّ وَمَا اللهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعَالَمِينَ‏)‏.

فيديو قد يعجبك: