إعلان

في ذكرى موقعة الجمل.. تعرف على "دلائل النبوة" في مواقف الصحابة

05:55 م الجمعة 25 ديسمبر 2020

دلائل النبوة

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – آمال سامي:

تحل في مثل هذا اليوم ذكرى 10 من جمادى الأولى في العام 36 هـ موقعة الجمل كأول معارك مرحلة الفتنة الكبرى بين الصحابة رضوان الله عليهم، وكان قائداها طلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام رضي الله عنهما، بينما في الجانب الآخر علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وقيل أنها سميت بموقعة الجمل نسبة إلى الجمل الذي خرجت على ظهره السيدة عائشة رضي الله عنها مع جيش طلحة والزبير، وكان السبب هو الرغبة في الثأر من قتلة عثمان رضي الله عنه، فرحلوا إلى البصرة ليلتقوا بالرجال هناك ليستطيعوا بمعاونتهم القبض والثأر من قتلة عثمان..وفي تلك القصة على الرغم مما تحمله من آلام، دلائل لنبوة النبي صلى الله عليه وسلم، حيث تنبأ عليه الصلاة والسلام بخروج عائشة وبأي الفريقين على حق وأيهما ظالم للآخر..

فيروي ابن كثير في "البداية والنهاية" أن أمهات المؤمنين كن يؤدين الحج، فقدمت عائشة رضي الله عنها إلى أهل مكة تخطبهم ليطلبوا دم عثمان، فاستجاب لها الناس، فيقول ابن كثير: "قالوا لها: حيثما ما سرت سرنا معك، فقال قائل: نذهب إلى الشام، فقال بعضهم: إن معاوية قد كفاكم أمرها، ولو قدموها لغلبوا، واجتمع الأمر كله لهم، لأن أكابر الصحابة معهم، وقال آخرون: نذهب إلى المدينة فنطلب من علي أن يسلم إلينا قتلة عثمان فيقتلوا، وقال آخرون: بل نذهب إلى البصرة فنتقوى من هنالك بالخيل والرجال، ونبدأ بمن هناك من قتلة عثمان"، يقول ابن كثير: "فاتفق الرأي على ذلك".

ويروي ابن كثير أن السيدة عائشة رضي الله عنها قد عزمت في العودة بعدما سار الجيش، إذ نبحت الكلاب في مكان يقال له "الحوأب" وفيه حديث حفظته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قال: ليت شعري أيتكن التي تنبحها كلاب الحوأب؟ يقول ابن كثير ان عائشة حين عرفت بذلك ضربت عضد بعيرها فأناخته وقالت: "ردوني ردوني أنا والله صاحبة ماء الحوأب"، لكن كان الآوان قد فات، وقدم جيش علي بن أبي طالب، وأخبرها عبد الله بن الزبير: إن الذي أخبرك أن هذا ماء الحوأب قد كذب.

واشتعلت المعركة، وحاول علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن يثني الناس عن القتال ونادى الزبير مذكرًا أياه بقول رسول الله انه سيقاتله وهو له ظالم، فيروي الذهبي في سير أعلام النبلاء تلك الحادثة، إذ قال عن أبي جرو المازني قال: شهدت عليا والزبير حين تواقفا ، فقال علي: يا زبير، أنشدك الله، أسمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إنك تقاتلني وأنت لي ظالم؟ " قال: نعم ولم أذكره إلا في موقفي هذا، ثم انصرف".

وعن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: انصرف الزبير يوم الجمل عن علي، فلقيه ابنه عبد الله، فقال: جبنا، جبنا! قال: قد علم الناس أني لست بجبان، ولكن ذكرني علي شيئا سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فحلفت أن لا أقاتله.

لكن كانت المعركة قد اشتعلت وقتل فيها من قتل، وكان جمل السيدة عائشة هو بؤرة المقاومة، فأشار الصحابي القعقاع بن عمرو التميمي، وقيل علي بن أبي طالب، على جيش علي بأن يقتلوا الجمل حتى يتفرق الناس، من الجهة الأخرى كان أصحاب عائشة يستميتون دفااعًا عنه، حتى عقر وتفرق الناس.

ويروي ابن كثير في البداية والنهاية أن سيدنا علي رضي الله عنه أمر نفرا أن يحملوا الهودج من بين القتلى، وأمر محمد بن أبي بكر وعمارا أن يضربا عليها قبة، وجاء إليها أخوها محمد، فسألها هل وصل إليك شيء من الجراح؟ فقالت: لا! وما أنت ذاك يا ابن الخثعمية، وسلم عليها عمّار فقال: كيف أنت يا أم؟ فقالت: لست لك بأم، قال: بلى! وإن كرهت، وجاء إليها علي بن أبي طالب أمير المؤمنين مسلما فقال: كيف أنت يا أمه؟ قالت: بخير، فقال: يغفر الله لك.

انتهت موقعة الجمل بقتل عشرة آلاف من المسلمين، خمسة من كل فريق، ويروي ابن كثير كيف أراد مشعلي الفتنة أن يزيدوا فيها تأجيجًا، إذ طلب بعضًا ممن كانوا في جيشه أن يقسم عليهم أموال أصحاب طلحة والزبير قائلين: كيف يحل لنا دماؤهم ولا تحل لنا أموالهم؟ وأجابهم علي حاسمًا الموقف: أيكم يحب أن تصير أم المؤمنين في سهمه؟ فسكت القوم وانصرفوا.

اقرأ أيضاً..

- "بشر قاتل الزبير بالنار".. قصة مقتل الزبير بن العوام غدرًا بـ "موقعة الجمل"

فيديو قد يعجبك: