إعلان

الرسول الأمي.. علي جمعة يوضح معنى أمية النبي: هناك حكمة إلهية

03:01 م الأحد 01 ديسمبر 2019

النبي

كتبت – آمال سامي:

آيات كثيرة تلك التي وصف فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم بـ الأمية، هل معنى الأمية هي عدم معرفة القراءة والكتابة أم أنه بعث من الأمة التي أرسل فيها؟ وما الحكمة من ذلك؟

أجاب علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، قائلًا إن النبي صلى الله عليه وسلم، بأصل الكتاب وفي أصل اللغة وما عليه الجماهير من العلماء، كان أميًا وسمي الأمي بذلك في لغة العرب لأنه على لهجة أمه من غير تلقي من غيرها من وسائل الاتصال أو التعلم أو القراءة والكتابة وغير ذلك، فأمه هي التي علمته وربته.

"ومن هنا إنسال هذا المعنى إلى اللغة الإنجليزية في مصطلح اللغة الأم، وهي كلمة قديمة في لغة العرب ومعناها مستقر" يضيف جمعة، في حديثه ببرنامج "والله أعلم" المذاع بقناة سي بي سي، مستشهدًا بقوله تعالى: وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ ۖ ، أن هذا يعني أنه لا يقرأ ولا يكتب، فإن كان كذلك لارتاب المبطلون لكن أمية الرسول صلى الله عليه وسلم، جعلتهم يدركون أنه خارق للعادات، يقول جمعة، حيث كانت أمية النبي في حقه "علوًا وصفاءًا وكمالًا ومعجزة" فأمية الرسول معجزة له، فقد رباه ربه وعلمه ولم يعلمه بشر، لكنها في حق باقي البشر نقص، وهذا لاختلافه صلى الله عليه وسلم عن باقي البشر، يستطرد جمعة ذاكرًا قول النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه، وقد رآهم يحاولون تقليده في الصيام لفترة طويلة تتجاوز 48 ساعة : "لست كهيئة أحدكم إني أبيت عند ربي يطعمني ويسقيني". فالنبي ليس كهيئة أحدنا، فقد شق صدره وتحمل جسده وكلف بما لم نكلف به، يقول جمعة.

ويؤكد جمعة مرة أخرى أن أمية النبي علو ومعجزة لكنها في حق المسلم نقيصة، فأن يكتفي بما علمته أمه، سيجعله هذا لا يتطور ولا يتعلم، مضيفًا أن لذلك كان لازمًا على المسلم القراءة والكتابة والسفر والتلقي على يد المشايخ، ليس هذا فقط، فيقول جمعة أنه كلما زاد أعداد المشايخ كلما زادت عدد الأفكار والتطور المعرفي.

من أدلة "أمية" الرسول صلى الله عليه وسلم من القرآن والسنة

"الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنْ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمْ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمْ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ" الأعراف - 157

وقد قال ابن عباس رضي الله عنه مفسرًا تلك الآية، حسبما نقل عنه القرطبي في تفسيره : كان نبيكم صلى الله عليه وسلم أميا لا يكتب ولا يقرأ ولا يحسب.

"وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ ۖ إِذًا لَّارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ" العنكبوت - 48

"هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ" الجمعة - 2

فيديو قد يعجبك: