إعلان

رمضان.. شهر الجود والكرم

مركز الأزهر العالمي للرصد والفتاوى الالكترونية

رمضان.. شهر الجود والكرم

09:01 م الأحد 10 مايو 2020

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

بقلم: أ.د. رجب محمد سالم

عضو مركز الأزهر العالمي للرصد والفتوى الإلكترونية

وأستاذ البلاغة والنقد بجامعة الأزهر

شَرَع اللهُ عز وجل صيامَ رمضان لحكمٍ كثيرة، لعل من أعظمها تحقيق التقوى، مصداقاً لقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ).

ومن أعظم مايعين على تحقيق التقوى التخلص من أمراض النفس من الشح والبخل والتقتير، لذلك فقد ارتبط شهر الصيام بفضيلة الجود والكرم؛ فصح أن النبي ﷺ كان أجود بالخير من الريح المرسلة، وكان أجود مايكون في رمضان.

وإذا كنا مأمورين بالإنفاق في أبواب الخيرات في كل وقت لقوله تعالى: (وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ)، فإن هذا الأمر يتأكد في شهر رمضان، لأنه إذا كان جودُ الله وعظيمُ فضله على عباده في رمضان ليس كغيره من الشهور؛ كما صح في الحديث: (كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به)( )، فكيف لا يجود العباد على إخوانهم في هذا الشهر الكريم من هذا المال الذي هو أولًا وقبل أي شيء هبةٌ وعطيّةٌ من الله تعالى.

ولذلك قال الإمام الشافعيُّ : أُحبُّ للرّجل الزّيادة بالجود فى رمضان، اقتداءً برسول اللّه ﷺ ولحاجة النّاس فيه إلى مصالحهم، ولتشاغل كثيرٍ منهم بالصّوم والصّلاة عن مكاسبهم.

وإن مظاهر الجود والكرم في شهر رمضان كثيرة متنوعة، منها: إفطار الصائم، والنفقة في إعمار المساجد، ومساعدة المحتاجين بالطعام ونحوه، والمودة بين الأقارب بالزيارات المتبادلة؛ فليس مفهومُ الجودِ قاصراً على المال فقط.

ولشدة ارتباط شهر رمضان بالجود والكرم والإنفاق في سبيل الله، جعل الله زكاة الفطر في ختام هذا الشهر جبراً لأي خلل من لغوٍ أو رفثٍ وقع فيه، فكأنما الصيام والكرم صنوان لايفترقان؛ بل يكمل كلُ منهما صاحبه.

وجدير بالذكر أن ثواب الجود والإنفاق يُضاعفُ أضعافاً كثيرة في هذا الوقت الذي يعاني فيه الكثيرون في بلادنا وفي العالمِ كلِّه من آثار الوباء الذي نسأل الله أن يرفعه عن عباده بلطفه وكرمه.

فاغتنم -أخي الصائم- هذه الفرصة، وأنفق ينفق عليك، واعلم أن من تمام شكر النعمة الإنفاق منها، وأن لله تعالى أقواماً يختصهم بالنعم لمنافع العباد، ويقرّها فيهم ما بذلوها، فإذا منعوها نزعها منهم، فحولها إلى غيرهم؛ (مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً ۚ وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ).

إعلان