إعلان

من غريب القرآن.. معنى قوله تعالى: "يَوْمٌ لَّا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ"

01:39 ص الأربعاء 14 أكتوبر 2020

الدكتور عبد الرحمن بن معاضة البكري

كتبت – آمال سامي:

يقول الله سبحانه وتعالى في سورة البقرة: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ ۗ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ" فما معنى كلمة "خلة"؟

يجيب الدكتور عبد الرحمن بن معاضة البكري، أستاذ الدراسات القرآنية السعودي، قائلًا إن الخلة هي الصداقة، فالله سبحانه وتعالى يقول أن الصديق لا ينفع صديقه يوم القيامة، فلا خلة، أي لا صداقة تنفع في الآخرة كما كانت تنفع في الدنيا، ويشير البكري أن الصديق يسمى خليلًا إذا كان صديقًا مقربًا جدًا، موضحًا أن مرتبة الخلة هي أعلى مراتب الصداقة، ولذا اتخذ الله إبراهيم خليلًا، أما سر تسميتها بالخلة، فيوضحه قول الشاعر: قد خللت مسلك الروح مني..ولذا سمي الخليل خليلًا، يقول البكري، فقد سمي الخليل خليلًا لأن محبته قد تخللت الروح، فالخلة هي الصداقة النافعة، لكن في يوم القيامة يفر المرء من أقرب الناس إليه " يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ"، وكذلك يفر من صديقه، لذا قال تعالى: "الأَخِلاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلا الْمُتَّقِينَ"، فيقول تعالى انفقوا من طيبات ما رزقناكم قبل أن يأتي يوم القيامة الذي ليس فيه بيع كما في الدنيا ولا صداقة ولا شفاعة إلا من اختصه الله بالشفاعة كشفاعة النبي العظمى.

يقول الطبري في شرحه للآيات بتفسيره إن الله سبحانه وتعالى يقول ادخروا لأنفسكم عند الله في دنياكم من أموالكم، بالنفقة منها في سبيل الله، والصدقة على أهل المسكنة والحاجة، وإيتاء ما فرض الله عليكم فيها، وابتاعوا بها، أي اشتروا بها، ما عنده مما أعده لأوليائه من الكرامة، بتقديم ذلك لأنفسكم، ما دام لكم السبيل إلى ابتياعه، بما ندبتكم إليه، وأمرتكم به من النفقة من أموالكم، من قبل مجيء يوم لا بيع فيه، لأنه يوم جزاء وثواب وعقاب، لا يوم عمل واكتساب وطاعة ومعصية، فيكون لكم إلى ابتياع منازل أهل الكرامة بالنفقة حينئذ- أو بالعمل بطاعة الله، سبيل.

فيديو قد يعجبك: