إعلان

فرارًا من "المؤامرات".. تعرف على رحلة ابن خلدون إلى مكة لأداء فريضة الحج

03:50 م الأحد 04 أغسطس 2019

ابن خلدون

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- آمال سامي:

ولد ابن خلدون في رمضان عام 732 هـ، بتونس، وهو ولي الدين عبدالرحمن بن محمد بن محمد بن محمد بن الحسن بن جابر بن محمد بن ابراهيم بن عبدالرحمن بن خلدون، تتلمذ على يد والده، وقضى الطاعون عليه وعلى عدد من شيوخ ابن خلدون واسماه ابن خلدون "الطاعون الجارف"، وفي عام 764هـ رحل ابن خلدون إلى غرناطة واستقبله السلطان محمد بن الاحمر الملقب بالغني بالله، وأوفده السلطان في العام التالي سفيرًا إلى بطرس القاسي ملك قشتالة، وظل تنقل ابن خلدون في البلاد حتى عاد إلى تونس مرة أخرى، لكنه اضطر ان يخرج منها عام 784 هـ فرارًا من مؤامرات الوزير ابن عرفة قاصدًا الحج، ليستقر في مصر ويمضي فيها بقية حياته، ودفن ابن خلدون بمقابر الصوفية قرب باب النصر بشمال القاهرة عام 808 هـ.

رحلة ابن خلدون إلى مكة المكرمة

كانت رحلة ابن خلدون للحج عام 789 هـ، خرج فيها للحج في منتصف رمضان إلى مرسى الطور، من مصر، حيث ذهب إلى مكة عبر الطريق البحري ووصل إلى ينبع بعد شهر تقريبًا ودخل مكة في اليوم الثاني من ذي الحجة، لكن قيل عن ابن خلدون أنه لم يكثر في الحديث عن رحلته إلى مكة، وهو ما فسره بشكل ما بنفسه في مقدمة كتابه "العبر" حيث كتب عنها قائلًا: "وتشريف الله لهذا البيت وعنايته به أكثر من أن يحاط به، وكفى من ذلك أن جعله مهبطًا للوحي والملائكة ومكانًا للعبادة، وفرض شعائر الحج ومناسكه، وأوجب لحرمه من سائر نواحيه من حقوق التعظيم والإجلال ما لم يوجب لغيره، فمنع كل من خالف دين الإسلام من دخول ذلك الحرم، وأوجب على داخله أن يتجرد من المخيط إلا إزرًا يستره، وحمى العائد به والراتع في مسارحه في مأمن من مواقع الآفات، فلا يرام فيه خائف، ولا يصاد له وحش، ولا يحتطب له شجر...". وقد ذكر ابن خلدون بعد ذلك أسماء البيت الحرام وشرح الفارق بين مكة وبكة، وكيف كانت الأمم قبل الإسلام تعظمه، وكانت الملوك مثل كسرى وغيره يرسلون إليه الأموال والذخائر.

وقد تحدث ابن خلدون عن المساجد الثلاثة التي هي خير بقاع الأرض في مقدمته قائلًا: "مكة والمدينة وبيت المقدس...تعد قرة عين المسلمين ومهوى أفئدتهم، وعظمة دينهم"، ويقول عن الكعبة المشرفة: "إنه بيت إبراهيم أمره الله ببنيانه وأن يؤذن في الناس بالحج إليه فبناه هو وابنه إسماعيل.." ويسرد تاريخ مكة المكرمة والكعبة المشرفة، وكيف هدمت وأصيبت على مدار العصور وأعيد بناءها، ويتحدث عن أوليتها منذ عهد آدم قبل أن يهدمها طوفان نوح وقبل بعث إبراهيم، وكيف أصاب البيت سيل مرة أخرى وتهدم واعيد بناءه، وذكر كذلك تحصن عبد الله بن الزبير بمكة حين اخد البيعة لنفسه وحاربته جيوش يزيد بن معاوية، وما نتج عن ذلك من حريق بالكعبة المشرفة وقام ابن الزبير بتمرميها، على قواعد إبراهيم عليه السلام واحتج بقول الرسول صلى الله عليه وسلم لعائشة: "لولا أن قومك حديثو عهد بالكفر لرددت البيت على قواعد إبراهيم" . وبعد ذلك حاصر الحجاج ابن الزبير في عهد عبد الملك بن مروان، ورمى بالمنجنيق على الكعبة المشرفة، فتصدعت جدرانها، وردها عبد الملك بن مروان على قواعد قريش مرة أخرى، فيقول ابن خلدون: "كل البناء الذي فيه اليوم –يوم زارها- هو مزيج من بناء ابن الزبير وبناء الحجاج...لُحمة ظاهرة بين البنائين".

مسجد القبة بتونس - مكان دراسة ابن خلدون

فيديو قد يعجبك: