إعلان

من معجزات النبي.. بحيرة "ساوة" التي غاضت يوم ميلاده العظيم

03:37 م الثلاثاء 20 نوفمبر 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب – هاني ضوه :

نقل الكثير من كتب السيرة النبوية المطهرة وكتب الحديث العديد من الأمور التي وقعت يوم ميلاد النبي صلى الله عليه وآله وسلم والتي منها تصدع إيوان كسرى وخمود نار فارس وجفاف بحيرة ساوة وغيرها من العلامات.

وقد ذكر ذلك عدد من العلماء من بينهم الإمام الحافظ البيهقي في كتابه "دلائل النبوة" والإمام الطبري في تاريخه والحافظ العراقي في كتابه "المورد الهني" وابن عساكر وغيرهم بإسنادهم إلى هانىء المخزومي قال: "لما كانت الليلة التي ولد فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ارتجس إيوان كسرى، وسقط منه أربع عشرة شرفة، وخمدت نار الفرس، ولم تَخمُد قبل ذلك بألف عام، وغاضت بحيرة سَاوة".

وفي هذا التقرير يرصد مصراوي قصة بحيرة ساوة التي غاضت وجفت وقد كانت مليئة بالمياه وتجري فيها السفن.

توجد بحيرة "ساوة" قرب مدينة "ساوة" في بلاد فارس وهي الآن بلدة تقع بين مدينة "الري" (طهران حاليًا) ومدينة همدان، وتبعد كل منهما ثلاثون فرسخاً حسبما جاء في كتاب "معجم البلدان" لياقوت الحموي.

ووصفها ياقوت الحموي في كتابه فقال عنها: "مدينة حسنة بين الري وهمذان في وسط، بينها وبين كل واحد من همذان والري ثلاثون فرسخًا، وبقربها مدينة يقال لها "آوه"، فساوه سنية شافعية، و"آوه" أهلها شيعة إمامية، وبينهما نحو فرسخين، ولا يزال يقع بينهما عصبية، وما زالتا معمورتين إلى سنة 617 فجاءها التتر الكفار الترك فخبرت أنهم خربوها وقتلوا كل من فيها ولم يتركوا أحدا البتة، وكان بها دار كتب لم يكن في الدنيا أعظم منها بلغني أنهم أحرقوها، وأما طول ساوه فسبع وسبعون درجة ونصف وثلث وعرضها خمس وثلاثون درجة، وفى حديث سطيح في أعلام النبوة: وخمدت نار فارس وغارت بحيرة ساوه وفاض وادى سماوة فليست الشام لسطيح شاما، في كلام طويل".

وعن بحيرة "ساوة" يقول الإمام الزرقاني في شرحه على كتاب "المواهب اللدنية بالمنح المحمدية" بحيرة ساوة بسين مهملة وبعد الألف واو مفتوحة فهاء ساكنة من قرى بلاد فارس، كانت بحيرة كبيرة بين همذان وقم. قال الخميس: وكانت أكثر من ستة فراسخ في الطول والعرض، وكانت تركب فيها السفن، ويسافر إلى ما حولها من البلدان".

وأضاف: "بحيرة ساوة نشف ماؤها بالكلية فأصبحت يابسة كأن لم يكن بها شيء من غيضها أراد أنه ما نشف بالكلية كساوة ومن أثبته أراد أنها نقصت نقصًا لا ينقص مثله في زمان طويل، أو أن ماءها غار ثم عاد لما فيها من العيون النابعة التي تمدها الأمطار".

وعندما غاضت البحيرة وانطفأت نار المجوس وتصدع إيوان كسرى كل هذه الأمور أفزعت كسرى، فذكر الإمام الماوردي في كتابه "أعلام النبوة" أنه لما حدث ذلك فزع كسرى فلبس تاجه وقعد على سريره وجمع وزراءه ومرازبته وأخبرهم بما حدث ففسروه له بأن حدثًا عظيمًا قد وقع في بلاد العرب وأرسل إلى النعمان ابن المنذر ليرسل له من يفسر ما حدث فأخبره المفسر أن ملكه سيزول بميلاد نبي في بلاد العرب".

وتعد ساوة احدى مدة إيران الكبيرة ولكن قتل أهلها جميعهم وتعرضت للتخريب عندما غزاها التتار في القرن الثالث عشر، ولكنها عمرت مرة أخرى في عهد الصفويين، وقد فقدت الكثير من أهميتها بعد أن أصبحت طهران هي عاصمة لإيران في منتصف القرن 19 حيث انتقل الكثير من سكانها إلى العاصمة الجديدة.

فيديو قد يعجبك: