إعلان

إنه الإمامُ الأكبر

د. إلهام شاهين

إنه الإمامُ الأكبر

07:29 م الجمعة 19 أكتوبر 2018

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

بقلم د. إلهام شاهين

كعادته دائما يقف فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر معلما لنا وللعالم أجمع كيف يكون تواضع العلماء وكيف يعبِّر العالِم الربَّاني عن انتمائه لوطنه واعتزازه بنبيه وافتخاره بأساتذته وتشامخه بقلعة العلم التي ينتمي إليها وتعلم فيها . أرادت جامعة بولونيا الإيطالية أقدم جامعات أوربا تكريم الإمام الأكبر بمنحه أرفع وسام تمنحه جهة أكاديمية لعدد من الزعماء السياسيين والدينيين والمفكرين والعلماء. إنه وسام "السجل الأكبر".

وذلك التكريم لما يبذله الإمام الأكبر من جهود لتعزيز قيم السلام والتسامح بين جميع البشر على اختلاف أديانهم وثقافاتهم، وقيادته لعدة مبادرات تفتح نوافذ للحوار والتواصل مع المؤسسات الدينية عبر العالم تلك المبادرات، التي تكتسب أهمية مضاعفة في ظل سعي البعض لاختطاف الأديان واستخدامها ستارا لنشر أفكار العنف والتخريب وترويع الآمنين.

كما ذُكِرَ أن الإمام الأكبر يجسد نموذج رجل الدين المنفتح والمعتدل، الذي يكرس حياته لمواجهة الأفكار المتطرفة ونزعات الكراهية والإقصاء، ولتوضيح تعاليم الأديان الحقيقية، القائمة على التسامح والحوار وقبول الآخر .تلك الأسباب التي ذكرها كل من البروفسور فرانشيسكو أوبِرتِينِي، رئيس جامعة بولونيا، والبروفسور ألبيرتو مِيلُّوني، رئيس مؤسسة البحوث الدينية في بولونيا
أما الإمام الأكبر فنسب الفضل في هذا التكريم إلى معلمه الأول ومعلم الإنسانية نبينا الكريم عندما أشاد بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إنما بعثت مُعلِّمًا"، وعندما ردد على اسماعهم قول أستاذه وشيخه محمد الغزالي - رحمه الله -: "سُئِلَ حكيم: ما السعادة؟ فقال: هي في حجة تتبختر اتضاحًا، وشبهة تتضاءل افتضاحا".

وعندما أكد على أن المعرفة هي، تراث الأنبياء، كما قال نبي الإسلام: ((إِنَّ الأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا إِنَّمَا وَرَّثُوا العِلْمَ))؛ وهي طريق المؤمن إلى الجنة، وقد أوجبها نبي الإسلام على أتباعه رجالا ونساء، وأمرهم بطلبه حتى لو كان العلم في أقصى الأرض.

إنه الإمام الأكبر الذي يعلمنا كيف يكون الانتماء للوطن وذلك عندما ينتهز كل فرصة ليؤكد على مكانة مصر قديما وحديثا وقد قام بهذا في ذلك المحفل العالمي حين قال:"فمنذُ ألف عام - بل تزيد - قامت في مصر، البلد الوحيد الذي يمتدُّ في فضاء القارَّتين العريقتين: آسيا وإفريقيا، منارةٌ سامقةٌ، تبعث بأضواء المعرفة والعلم إلى أطراف العالَم كلِّه."

ليس هذا وحسب بل نسب الفضل في تكريمه إلي قلعة العلم ومؤسسته العريقة عندما قال : إنَّه الأزهر الشريف، الذي بفضله أقفُ بينكُم اليوم، والذي أعدُّ هذا التكريم المقدور والمشكور، من جامعتكم التي يقترب عمرها كثيرا من عمر الأزهر الشريف، هذا التكريم موجه في الحقيقة إلى الأزهر، وإلى كل من تخرج منه على مدى ألفيته من علماء وأساتذة وطلاب، حتى وإن كان تكريم جامعتكم في ظاهر الأمر موجها إلى أحد رجاله الخادمين للعلم والعلماء فيه."

لم يهتم فضيلة الإمام بما له في هذا الحفل بل اهتم بما عليه من واجب التعريف بالأزهر الشريف ورسالته التي تنشر السلام ولغة الحوار المتفاهم ومنهجه المعتدل والعلوم التي يقوم علي تعليمها ونشرها . وأكد للعالم على أهمية دور الأزهر في نشر العلم الصحيح.

وعرفهم بمدى إقبال الطلاب عليه من كافة أنحاء العالم لما له من منهج علمي وخطاب فكري متميز والمسؤولية التي يتحملها الأزهر الشريف فى الجانبين العلمي والدعوي تلك المسؤولية التي حملتها كافة الرسالات الإلهية إلى البشر كافة . تحدث فضيلته إلى العالم مبينا أن رسالة الأزهر هي رسالة الإسلام الصحيح رسالة السلام العالمي والمساواة والعدالة والكرامة الإنسانية والتحرر من الآثار والقيود التي تثقل كاهل البشر والتي تؤمن بكل الأنبياء والرسل والكتب.

إعلان