هل تعلم ما هى الصلاة التى لم يصلّها المسلمون منذ 300 عام‬؟

كتبت - سماح محمد:

عند البحث عن تعريف كلمة الصلاة تجد أن لها معانى كثيرة فهى الدعاء وكذلك طلب المغفرة والرحمة والثناء على الله تبارك وتعالى، وقيل فى سبب تسمية الصلاة بهذا الاسم: لأن في أدائها ضمانًا لمواصلة الله نعمه وفضله على عبده؛ قال تعالى: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى}.. [طه : 132].

أما ما يخص الصلاة بالمفهوم المعروف لدي الجميع، فهي الركن الثاني من أركان الإسلام والمعروف بالفروض الخمسة وهي (الفجر والظهر والعصر والمغرب والعشاء)، ولكن هناك نوع آخر من الصلاة لم يصلها المسلمون منذ زمن بعيد، نظراً لظروفها، وهذه الصلاة تسمى بصلاة الفتح.

فصلاة الفتح، كما عرفها السلف الصالح، وكما اعتاد تأديتها المسلمون وقت الفتوحات والغزوات والنصر، فقد ذكر بالعديد من كتب السير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما فتح مكة قام فاغتسل وصلى ثماني ركعات بتسليمة واحدة في الصلاة كلها، وذلك في بيت ابنة عم رسول الله صلى الله عليه وسلم أم هانئ، وحينها أصبحت تلك الصلاة سُنة عن النبي صلى الله عليه وسلم لجميع الفاتحين يتم تأديتها عند كل نصر أو فتح إسلامي جديد.

والجدير بالذكر أن من صلاها بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الصحابى الجليل "سعد بن أبي وقاص" بعد فتح القادسية، وكذلك أيضاً الصحابى الجليل "أبوعبيدة بن الجراح" بعد معركة اليرموك، كما صلاها أيضاً "الفاروق عمر بن الخطاب" بعد فتح القدس، وأيضا الصحابى "عمرو بن العاص" بعد فتح الإسكندرية، و"محمد الفاتح" بعد فتح القسطنطينية، وغيرهم من الفاتحين.

فكانت هذه الصلاة من يصلّيها هو القائد الفاتح فقط، وليس لجميع المسلمين. قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (كانوا يستحبّون عند فتح مدينة أن يصلي الإمام ثماني ركعات شكرًا لله، وكانوا يسمونها صلاة الفتح).