إعلان

الجمعة 13.. هل هو يوم شؤم؟.. تعرف على رأي الدين

09:03 م الجمعة 13 يوليه 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

إعداد – سارة عبد الخالق :
(13).. رقم يتشاءم منه البعض خاصة في العالم الغربي، فهم يكرهون أن يرتبط بهم هذا الرقم في أي شيء، وإذا صادف يوم الجمعة يوم 13، فهو بمثابة يوم شؤم و "نحس" من وجهة نظرهم، لكن كيف ينظر ديننا الإسلامي الحنيف إلى هذا الاعتقاد، هذا ما نوضحه في السطور القليلة القادمة:

يعود السبب وراء هذا الاعتقاد السائد عند البعض إلى العديد من الأسباب منها أن نبي الله آدم – عليه السلام – أكل التفاحة التي أخرجته هو وحواء من الجنة في هذا اليوم، وأن قابيل قتل أخاه هابيل أيضا في مثل هذا اليوم.

وعادة يتشاءم البعض في الغرب برقم 13 إذا صادف يوم الجمعة، والبعض منهم يصيبه التوتر والإضطراب والإحساس القوي بالتشاؤم والذعر، وفقا لموسوعة ويكيبيديا، وقد وقعت عدة أحداث دعمت هذا الاعتقاد منها انطلاق "أبولو 13" عام 1970 م إلى القمر وحدوث انفجار بها أجبر روادها على قطع رحلتهم، وفي عام 2010 صعق البرق فتى أمريكي يوم الجمعة الموافق 13 ، وغيرها من الأحداث التي دعمت هذه الفكرة ورسختها في أذهان المتشائمين من هذا اليوم.

ووصل هذا التشاؤم حده في الغرب إلى أن شركة كبيرة مثل شركة مايكروسوفت على سبيل المثال لم تعطي إصدار برنامجها الشهير (أوفيس) رقم 13 بل أصدرت أوفيس 2007 الذي يحمل رقم 12، والإصدار الذي يليه جاء حاملا رقم 14، - وفقا لموقع إيلاف- ، كما تتجه بعض المستشفيات والفتادق من كتابة رقم 13 على غرفهم، وكذلك عدم استخدام بعض رحلات الطيران لهذا الرقم في رحلاتهم.

وعن رأي الدين في التشاؤم من عدد معين أو يوم ما أو شهر أو غيرها من الأمور التي تجلب التشاؤم للبعض، جاء في رد فضيلة الشيخ حسن مأمون – رحمه الله - على الموقع الإلكتروني لدار الإفتاء المصرية: "كان التطير والتشاؤم في الجاهلية، فجاء الإسلام برفع ذلك؛ ففي الحديث: (لَا عَدْوَى وَلَا طِيَرَةَ وَلَا هَامَةَ وَلَا صَفَرَ) - رواه البخاري. وفيه: (لَا عَدْوَى وَلَا طِيَرَةَ وَيُعْجِبُنِي الْفَأْلُ الصَّالِحُ) - رواه البخاري. وفيه أيضًا: (لَنْ يَنَالَ الدَّرَجَات الْعَلَاء مَنْ تَكَهَّنَ أَوِ اسْتَقْسَمَ أَوْ رَجَعَ مِنْ سَفَرٍ تَطَيُّرًا» ذكره ابن حجر في "الفتح".
التشاؤم سوء ظن بالله سبحانه وتعالى بغير سبب محقق، وربما وقع به ذلك المكروه الذي اعتقده بعينه عقوبة له على اعتقاده الفاسد، ولا تنافي بين ما ذكر وبين ما رواه عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: (الشُّؤْمُ فِى الْمَرْأَةِ وَالدَّارِ وَالْفَرَسِ) - رواه البخاري، وفي رواية عنه أيضًا قال: ذكروا الشؤم عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (إِنْ كَانَ الشُّؤْمُ فِى شَىْءٍ فَفِي الدَّارِ وَالْمَرْأَةِ وَالْفَرَسِ) - رواه البخاري؛ لأن الرسول صلوات الله وسلامه عليه يشير بهذا إلى تخصيص الشؤم بمن تحصل منه العداوة والفتنة، لا كما يفهم بعض الناس من التشاؤم بهذه الأشياء أو أن لها تأثيرًا، وهي ما لا يقول به أحد من العلماء، يؤيد هذا ما رواه الطبراني عَنْ أَسْمَاءَ رضي الله عنها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: (إِنَّ مِنْ شَقَاءِ الْمَرْءِ فِي الدُّنْيَا ثَلَاثَةً: سُوءَ الدَّارِ، وَسُوءَ الْمَرْأَةِ، وَسُوءَ الدَّابَّةِ)، قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا سُوءُ الدَّارِ؟ قَالَ: (ضِيقُ سَاحَتِهَا، وَخُبْثُ جِيرَانِهَا)، قِيلَ: فَمَا سُوءُ الدَّابَّةِ؟ قَالَ: (مَنْعُهَا ظَهْرَهَا، وَسُوءُ ضَلْعِهَا)، قِيلَ: فَمَا سُوءُ الْمَرْأَةِ؟ قَالَ: (عُقْمُ رَحِمِهَا، وَسُوءُ خُلُقِهَا).
ومما سبق بيانه يُعلم أن التشاؤم بالأرقام والأيام وغيرها منهي عنه شرعًا؛ لأن الأمور تجري بأسبابها وبقدرة الله ولا ارتباط لهذه الأشياء بخير يناله الإنسان أو شرٍّ يصيبه.. والله سبحانه وتعالى أعلم".
ومن جهة أخرى، يعتبر يوم الجمعة بمثابة يوم عيد للمسلمين، تصديقا لقول النبي – صلوات الله عليه - في الحديث الشريف : (إن يوم الجمعة يوم عيد )، كما أنه خير يوم طلعت فيه الشمس ، فعن أبي هريرة – رضي الله عنه – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: (خير يوم طلعت عليه الشمس، يوم الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه أدخل الجنة، وفيه أخرج منها، ولاتقوم الساعة إلا في يوم الجمعة) – صحيح مسلم.
وهو يوم له فضل وثواب كبير، فعنه – رضي الله عنه - أيضا عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: (اليوم الموعود يوم القيامة، واليوم المشهود يوم عرفة، والشاهد يوم الجمعة، وما طلعت الشمس ولاغربت على يوم أفضل منه، فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم يدعو الله بخير إلا استجاب الله له، ولا يستعيذ من شر إلا أعاذه الله منه) – صحيح الجامع.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان