إعلان

كيف تعامل متطوعو الهلال الأحمر مع انفجار طنطا؟

09:23 م الأحد 09 أبريل 2017

متطوعو الهلال الأحمر

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- دعاء الفولي ومصطفى فرحات:

سيارة إسعاف واحدة ارتكنت قريبا من كنيسة مار جرجس فب طنطا، حولها عشرات الشباب يرتدون زي الهلال الأحمر، بعضهم يسعف فتاة فقدت الوعي، آخر يدون عدد الحالات التي استقبلوها اليوم، فيما يتحرك زميلهم أحمد نصار من وإلى الكنيسة، تدور عيناه مما رأى، عالما أن ما شاهده يفوق كل كوابيسه سوءً.

من الحادية عشر صباحا تواجد متطوعو الهلال الأحمر بالمكان، انقسموا لخمسة فرق، فكان نصار ضمن الموجودين داخل القاعة "الوضع سيّء جدا.. الدم في كل حتة.. والنَّاس في الكنيسة غضبانة" قالها الشاب، موضحا أن وجودهم يقتصر بالأساس على مساعدة الحالات غير الحرجة "زي الإغماءات وأحيانا بنساعد الإسعاف لو احتاجوا".

منذ عدة أشهر تلقّى الشباب تدريبات مرتبطة بالطوارئ، منها كيفية التعامل مع الجثث، حسبما تقول نهلة فايز، المتحدثة الإعلامية باسم الهلال في طنطا.

تروي فايز أن الحالات التي تعاملوا معها اليوم لا تتعدى الإسعافات الأولية، ورغم مجيئهم للمكان سريعا، غير أنهم واجهوا بعض التعسف الأمني في دخول الكنيسة "إحنا متفهمين ده طبعا"، ولكن مع الوقت صار الوضع أقل تعقيدا.

في قاعة الانفجار ظل نصار يركض من هنا لهناك، يطمئن تلك السيدة ويربّت على كتف أخرى، فيما صدمه مشهد رجل ستيني، مات صاحبه بجانبه "من كتر الزعل والخضة دخل في غيبوبة سكر وكان عمال يقول إنه عايز يروح لصديقه".

أمام السيارة الخاصة بجمعية الهلال الأحمر، وقف حشد من الناس متفاوتي الأعمار كي يتبرعوا بدمائهم لضحايا الكنيسة، هذا ما أكده محمد يوسف لمصراوي، قائلا "الناس جاية بتعيط وعاوزين يتبرعوا، لدرجة إن فيه أطفال عندهم 15 سنة طلبوا إنهم يتبرعوا، وفيه تلات حالات من محافظة القاهرة والشرقية وميت غمر جهم مخصوص من أجل التبرع".

ويضيف الشاب العشريني بنبرة يكسوها الحزن: "حاول المسؤولون عن الدعم النفسي أن يقوموا بتهدئة أهالي الضحايا، واحنا كنا معاهم لمعالجة ضحايا التدافع الذي كانت تتكدس به أبواب الكنيسة، وهنفضل متواجدين لآخر اليوم علشان الناس اللي بتيجي تتبرع".

يحكي يوسف عن الموقف الذي لن ينمحي من ذاكرته، يتعلق بأم أحد الضحايا عندما علمت بوفاة ابنها صباح اليوم، بعدها خارت قواها وفقدت القدرة على النطق، وأخذت تصرخ وهي واجمة "حاولت أهديها على أد ما أقدر، والحمد لله قدرت أخفف عنها شوية".

لا يتأخر متطوعو الهلال عن أي حدث، ولا فرق بين طبيب وأي مؤهل آخر "بنخضع لنفس التدريبات" حسبما تضيف المتحدثة الإعلامية، موضحة أنهم يتواجدون على الأرض لعدة أيام أحيانا "حسب قوة الحادثة"، قبل أن تستطرد أن ذلك الانفجار هو أشد ما مرت به منذ صارت متطوعة.

17857652_10158508772920188_1371804741_n

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان