هل كلُّ داعيةٍ يصلحُ أن يكونَ مُفتيًا؟.. مدير الأزهر للفتوي يتحدث عن دور المركز وتتبع "الترندات" ولم شمل الأسرة
كتب : محمد قادوس
الدكتور أسامة الحديدي، مدير عام مركز الأزهر العالم
حوار-محمد قادوس
في ظلِّ ما يشهده العالمُ من تطوّرٍ متسارعٍ في وسائل الاتصال، واتساع دائرة النقاشات الدينيَّة على الفضاء الإلكتروني، باتت الحاجةُ ماسَّةً إلى جهةٍ علميّةٍ رصينةٍ تضبط بوصلة الإفتاء، وتقدّم الخطابَ الدينيَّ الصحيحَ القائمَ على الوسطيَّة والاعتدال، وتحفظ المجتمعَ من فوضى الفتاوى ومن الانحرافات الفكريَّة. ومن هنا برز الدور الرياديّ لمركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية؛ الذي غدا - منذ تأسيسه - صمام أمانٍ للمجتمع، ومنبرًا علميًّا موثوقًا يتفاعل وأسئلة الناس وقضاياهم في مختلف المجالات، ويقدّم خدماته عبرَ أحدث الوسائل وبأعلى درجات المهنيَّة.
وفي هذا السياق، أجرى موقع مصراوي حوارًا شاملًا مع الدكتور أسامة الحديدي، مدير عام مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونيَّة؛ للكشف عن طبيعة عمل المركز، وأقسامه، وخدماته، وجهوده في تعزيز الاستقرار الأُسري، وضبط الفتوى، ومتابعة المحتوى الديني على الفضاء الرقمي، إضافةً إلى تسليط الضوء على بروتوكولات التعاون التي عقدها، ورؤيته لمواصفات من يتصدَّرون للفتوى.
وإلى نص الحوار:
1- ما طبيعةُ العملِ داخلَ مركزِ الأزهرِ العالميِّ للفتوى الإلكترونيَّة؟
إنَّ مركزَ الأزهرِ العالميَّ للفتوى الإلكترونيَّة هو إحدى الجهاتِ العلميَّةِ التابعةِ للأزهرِ الشريفِ، المنطلقة من منهج الأزهر الشريف ووسطيته واعتداله.
وقد جاءت فكرةُ إنشاءِ المركزِ بتوجيهٍ من فضيلةِ الإمامِ الأكبرِ الأستاذِ الدكتورِ أحمد الطيِّب، شيخِ الأزهرِ الشريفِ، لمواكبةِ التطوُّرِ الهائلِ في وسائلِ التواصُلِ؛ وذلك للوصولِ إلى أكبرِ قطاعٍ من الجمهورِ في أسرعِ وقتٍ ممكنٍ لضبطِ عمليَّةِ الفتوى في المجتمعِ، إضافةً إلى بناءِ وعيٍ مجتمعيٍّ مستنيرٍ قادرٍ على التصدِّي للأفكارِ المتطرِّفةِ التي تُهدِّدُ سلامةَ المجتمعِ واستقرارَهُ.
2- ما آليَّةُ التواصُلِ الهاتفِيِّ والإلكترونيِّ مع جمهورِ المُستفتينَ من داخلِ مصرَ وخارجِها؟
يتيحُ مركزُ الأزهرِ العالميُّ للفتوى الإلكترونيَّةِ التواصُلَ مع الجمهورِ بشكلٍ مباشرٍ في مقرِّه بمشيخةِ الأزهرِ الشريفِ، أو عن طريقِ الاتِّصالِ الهاتفيِّ على الخطِّ الساخنِ رقم: ١٩٩٠٦، أو عبر تطبيقِ الهواتفِ الذكيَّةِ الذي يحملُ اسمَ المركزِ، أو من خلال رسائلِ الصفحةِ الرسميَّةِ للمركزِ على «الفيس بوك» باللغةِ العربيةِ أو باللغاتِ الأجنبيَّة: الإنجليزية، والفرنسيَّة، والألمانيَّة، ومن خارجِ مصرَ على الرقمِ المخصَّصِ لذلك.
ويستقبلُ المركزُ أسئلةَ الجمهورِ واستفساراتِهم في جميعِ القضايا، ويقومُ بالرَّدِّ عليها علماءُ متخصِّصونَ. كما خُصِّصَ قسمٌ مستقلٌّ للنساء، تتولَّى فيه مفتيةٌ الإجابةَ على اتصالاتِ المستفتياتِ من النساءِ مباشرةً؛ ليتاحَ لهنَّ طرحُ ما يعنُّ لهنَّ من أسئلةٍ في أمورِ دينِهنَّ ودنياهنَّ، ممَّا قد يتحرَّجنَ من سؤالِ المفتينَ من الرجالِ عنه.
3- حدِّثْنا عن الإداراتِ والأقسامِ وتخصُّصاتِها داخلَ المركزِ.
يضمُّ المركزُ إداراتٍ وأقسامًا متعدِّدةً؛ فهناك إدارةُ معالجةِ الظواهرِ المجتمعيَّةِ التي تشملُ عددًا من الوحداتِ المتخصِّصةِ؛ مثل: وحدةِ لمِّ الشملِ، ووحدةِ بيان، ووحدةِ الدعمِ النفسيِّ، ووحدةِ الاستثمارِ والتنميةِ. كما يُطلِقُ المركزُ برامجَ للعملِ المجتمعيِّ والتوعويِّ؛ مثل: برنامجِ التوعيةِ الأسريَّةِ والمجتمعيَّةِ، والبرنامجِ التأهيليِّ للمقبلينَ على الزواجِ.
ويضمُّ المركزُ كذلك إدارةَ الفتاوى الهاتفيَّةِ التي تشملُ أقسامًا لفقهِ العباداتِ، والمعاملاتِ، والأسرةِ والأحوالِ الشخصيَّةِ، إلى جانبِ قسمِ الفكرِ والأديانِ، وفتاوى النساء، وبنكِ فتاوى الأزهرِ، وفتاوى اللغات الأجنبية.
كما توجدُ إدارةُ التواصُلِ الإلكترونيِّ التي تضمُّ قسمَ العلاقاتِ العامَّةِ والإعلامِ، والنشرِ، ومتابعةَ المحتوى الدينيِّ، فضلًا عن إدارةِ الدعمِ العلميِّ والأكاديميِّ التي تشملُ أقسامَ البحوثِ والتدريبِ، ويعملُ بها عددٌ من أساتذةِ جامعةِ الأزهرِ المتخصِّصينَ في العلومِ الشرعيَّةِ والعربيَّةِ والتاريخِ والقانونِ.
4- هل يوجدُ حصرٌ بعددِ الفتاوى التي ردَّ عليها المركزُ؟
يقومُ المركزُ بعملِ إحصاءٍ سنويٍّ شاملٍ لجميعِ أعمالِه، ومن ذلك: عددُ الفتاوى التي تَرِدُ إليه، وعددُ ما تمَّ رصدُهُ من خلالِ قسمِ متابعةِ المحتوى الدينيِّ، وعددُ حالاتِ لمِّ الشملِ، والدوراتِ الخاصَّةِ بالمقبلينَ على الزواجِ، والاستشاراتِ الأسريَّةِ، وسائرِ أعمالِ أقسامِ اللغاتِ وفتاوى النساء، إضافةً إلى عددِ اللِّقاءاتِ والمشاركاتِ الإعلاميَّةِ التي قامَ بها المركزُ خلال العامِ.
وفي نهايةِ عامِ ٢٠٢٤ بلغ عددُ الفتاوى التي ردَّ عليها المركزُ ما يقاربُ مليونيْ فتوى. ونُبيِّنُ أنَّ جمهورَ المستفتينَ يتوجَّهُ إلى المركزِ بالأسئلةِ في جميعِ قضايا الدينِ والدنيا، إلا أنَّ أكثرَ الأسئلةِ ورودًا تكونُ في قضايا الأسرةِ التي تتصدَّرُ المركزَ الأوَّلَ.
5-ماذا عن وحدةِ لمِّ الشملِ الخاصَّةِ بحلِّ النزاعاتِ الأسريَّةِ؟ وهل نجحتْ في دورِها؟
إنَّ جهودَ المركزِ في شأنِ الاستقرارِ الأسريِّ والمجتمعيِّ جهودٌ مضيئةٌ وفاعلةٌ؛ إذ تُعدُّ الأسرةُ نواةَ المجتمعِ ووحدةَ بنائِه. ومنذ بدايةِ عملِ المركزِ عامَ ٢٠١٦م، رصدَ قسمُ الأحوالِ الشخصيَّةِ والأسرةِ تزايدًا ملحوظًا في الفتاوى المتعلِّقةِ بحالاتِ الطلاقِ؛ فسارع – بتوجيهٍ كريمٍ من فضيلةِ الإمامِ الأكبرِ الأستاذِ الدكتورِ أحمد الطيِّب – إلى إنشاءِ وحدةٍ متخصِّصةٍ تُعنى بحلِّ النزاعاتِ الأسريَّةِ، تعملُ على رأبِ الصدعِ الذي أصابَ بعضَ الأسرِ.
وفي أبريلَ عامَ ٢٠١٨م أُنشِئَت «وحدةُ لمِّ الشملِ» وجعلت قول الحق تعالى: ﴿إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا﴾ شعارا لها، وبدأتْ تستقبلُ الأُسرَ التي تعاني من خلافات أسريَّة تهدِّدُ استقرارَها. وقد حقَّقتِ الوحدةُ – بفضلِ اللهِ تعالى – نجاحاتٍ ملموسةً وغيرَ مسبوقةٍ في إعادةِ لمِّ شملِ آلافِ الأسرِ، كان بعضُها قضايا منظورةً أمامَ دوائرِ التقاضي المختلفةِ، أو في طريقِها إلى المحاكمِ.
وتوسَّعت الوحدةُ تدريجيًّا، فافتُتِحَت مَقارّ لها في مُختلفِ محافظاتِ الجمهوريَّةِ؛ تخفيفًا عن كاهلِ الأسرِ، وتمكينًا لهم من تلقِّي الخدمةِ دون الحاجةِ إلى السفرِ إلى مقرِّ المركزِ الرئيسيِّ بالقاهرةِ.
6- ما أهمُّ المؤشِّراتِ والدلالاتِ على نجاحِ وحدةِ لمِّ الشَّملِ؟
تُحقِّقُ الوحدةُ نجاحاتٍ واضحةً على أرضِ الواقعِ، ولا تزالُ تخطو خطواتٍ حثيثةً نحوَ تحقيقِ أهدافِها المرجوَّةِ، حتى تُوِّجَت جهودُها – بفضلِ اللهِ تعالى وتوفيقِهِ – بفوزِها بجائزةِ التميُّزِ الحكوميِّ العربيِّ لعامِ ٢٠٢٤م، كأفضلِ مشروعٍ عربيٍّ في المجالِ المجتمعيِّ.
وقد بلغ عددُ الحالاتِ التي قامت الوحدةُ بمصالحتِها وإنهاءِ الخلافاتِ الأسريَّةِ فيها ٢٠٥000 (مائتين وخمسة آلافِ) حالةٍ؛ وهو رقمٌ يُجسِّدُ حجمَ الأثرِ المجتمعيِّ الكبيرِ الذي أحدثتْهُ الوحدةُ في تعزيزِ الاستقرارِ الأسريِّ، وتقليلِ نسبِ الطلاقِ والنزاعِ داخلَ المجتمعِ.
7- هل هناك بروتوكولات أبرمَها المركزُ مع مؤسَّساتِ الدولة؟
تعاوَنَ المركزُ في الجانبِ التوعويِّ مع عددٍ من الوزاراتِ والهيئاتِ والمؤسَّساتِ المعنيَّةِ، ومن بينها وزارةُ الشبابِ والرياضةِ؛ إذ أبرم بروتوكولًا للتعاونِ الفعَّالِ، وانطلقَ بخطواتٍ سبَّاقةٍ لإقامةِ المحاضراتِ والندواتِ في المدارسِ، والمعاهدِ، والجامعاتِ، ومراكزِ الشبابِ، والتجمُّعاتِ الشبابيَّةِ، وتجمُّعاتِ المرأةِ، والرائداتِ الريفيَّاتِ.
كما استقبلَ المركزُ في مقرِّه بمشيخةِ الأزهرِ الشريفِ وفودًا من شبابِ محافظاتِ الجمهوريَّةِ كافةً؛ حيث التَقَوا بأعضاءِ المركزِ خلالَ محاضراتٍ متنوِّعةٍ ومتخصِّصةٍ ناقشت موضوعاتٍ غيرَ تقليديَّةٍ؛ مثل: «وظيفة الإنسانِ في الكونِ»، و«الضوابط الشرعيَّة لاستخدامِ وسائلِ التواصلِ الاجتماعيِّ»، و«قيمة الحياةِ»، وغيرها من الموضوعات التي تُسهمُ في بناءِ وعيِ الشبابِ وإثراءِ فكرِهم ووجدانِهم.
كما أبرم المركزُ بروتوكول تعاونٍ مع المجلسِ القوميِّ للمرأة، ليتعاون المركزُ مع المجلس في حلِّ النزاعاتِ الأسريَّةِ التي تَرِدُ إلى لجنةِ الشكاوى بالمجلسِ، ويقومَ بدورِهِ في التعاملِ معها وحلِّها بما يحفظُ كيانَ الأسرةِ.
8- ما الدورُ الذي يقومُ به مركزُ الأزهرِ العالميُّ للفتوى الإلكترونيَّةِ في رصدِ ومتابعةِ الفتاوى والآراءِ المُروَّجةِ في الفضاءِ الإلكترونيِّ؟
منذُ نشأةِ المركزِ وهو حريصٌ على متابعةِ كلِّ ما يتعلَّقُ بالشأنِ الدينيِّ بشكلٍ عامٍّ، وبالفتوى على وجهِ الخصوص. ويضمُّ المركزُ قسمًا خاصًّا لمتابعةِ المحتوى الدينيِّ المنشور عبر المنصَّاتِ الإعلاميَّةِ ووسائلِ التواصلِ الاجتماعيِّ المختلفة؛ حيث يقومُ برصدِ الشبهاتِ المثارةِ، والفتاوى الشاذَّةِ، وكلِّ ما يهمُّ الرأيينِ العامِّ والخاصِّ.
ويُعدُّ القسمُ تقاريرَ شاملةً حولَ ما يتمُّ رصدُه، ثم يُعِدُّ الردَّ المناسبَ وبيانَهُ للمجتمعِ؛ ليكونَ المركزُ مواكبًا للمتغيِّراتِ والمستجدَّاتِ، وقادرًا على تلبيةِ احتياجاتِ الجمهورِ فيما يخصُّ قضايا الدينِ والدنيا بطريقةٍ صحيحةٍ، تسهمُ في دعمِ سلامةِ المجتمعِ واستقرارِه، وحمايتِهِ من الأفكارِ المتطرِّفةِ والهدَّامةِ.
9- ما الصفاتُ الواجبُ توافُرُها في المتصدِّرينَ للفتوى؟
لا شكَّ أنَّ الإفتاءَ عملٌ جليلٌ يتطلَّبُ ممن يتولَّاه امتلاكَ عددٍ من الشروطِ التي تُؤهِّلُه لذلك؛ فإضافةً إلى الأهليَّةِ العلميَّةِ بأن يكونَ المفتي مُلمًّا بعلومِ الكتابِ، والسنَّةِ، والفقهِ، وأصولِهِ، وقواعدِ اللغةِ، لا بدَّ أيضًا أن يتحلَّى المفتي بالفطنةِ، والحكمةِ، وحُسنِ الاستماعِ، وبُعدِ النظرِ، والصبرِ، وأن يُراعي أحوالَ الناسِ وأعرافَهم؛ حتى تأتي فتاواهُ صائبةً، وتكونَ بمثابةِ الجوابِ الشافي الذي يُلبِّي حاجةَ المستفتي.
10- هل كلُّ داعيةٍ يصلحُ أن يكونَ مُفتيًا؟
سبقَ أنْ بيَّنَّا أنَّ المتصدِّرينَ للفتوى لا بدَّ أن يتَّصفوا بشروطٍ وضوابطَ وسماتٍ مخصوصةٍ؛ وعليه، فإن توافرت في الداعية هذه الشروط كان أهلا للفتوى؛ لأنَّ الفتوى أمانةٌ عظيمةٌ، يجبُ أن تُراعى حقوقُها، وألَّا يتولاها إلَّا مَن تأهَّلَ لها علميًّا وأخلاقيًّا وسلوكيًّا.
وفي خاتمةِ هذا الحوارِ، تتجلَّى بوضوحٍ الرؤيةُ والرسالةُ التي ينهضُ بها مركزُ الأزهرِ العالميُّ للفتوى الإلكترونيَّة؛ رؤيةٌ تجمعُ بين أصالةِ المنهجِ الأزهريِّ، ووعيٍ معاصرٍ يُحسنُ التعاملَ مع متغيِّراتِ العصرِ وتحدياتِه. وقد كشف الدكتورُ أسامة الحديدي – من خلال هذا العرضِ الوافي – عن حجمِ الجهودِ المؤسَّسيةِ المنظَّمةِ التي يبذلُها المركزُ؛ سواءٌ في ضبطِ الفتوى، أو دعمِ الاستقرارِ الأسريِّ، أو متابعةِ المحتوى الدينيِّ، أو في بناءِ وعيٍ شبابيٍّ قادرٍ على التمييزِ بين الخطابِ الرشيدِ وما يشوبُه من انحرافٍ أو شذوذٍ.
لقد أثبت المركزُ – بما يقدِّمه من خدماتٍ واسعةٍ، وبما يحقِّقُه من نجاحاتٍ متتابعةٍ – أنَّ الإفتاءَ الرشيدَ عملٌ مؤسسيٌّ يقومُ على العلمِ والخبرةِ والتأهيلِ المستمرِّ، وأنَّ مواجهةَ التحدياتِ الفكريَّةِ والاجتماعيَّةِ لا تكونُ إلا بمنهجٍ يجمعُ بين الحكمةِ والعلمِ والاقترابِ من الناسِ وتفهُّمِ واقعِهم. وهو جهدٌ يُسهمُ في تحصينِ المجتمعِ، وحفظِ قيمِه، وصونِ استقرارِه، ويؤكِّدُ المكانةَ التي يتبوَّؤها الأزهرُ الشريفُ في قيادةِ الخطابِ الدينيِّ الوسطيِّ في مصرَ والعالمِ الإسلاميِّ.
وهكذا يظلُّ مركزُ الأزهرِ العالميُّ للفتوى الإلكترونيَّة شاهدًا على قدرةِ المؤسَّساتِ الدينيَّةِ الرصينةِ على تجديدِ أدواتِها، وتطويرِ خطابِها، والقيامِ بدورها في بناءِ الوعي وترسيخِ الاستقرارِ، في إطارٍ من المهنيَّةِ والمسؤوليَّةِ والدقَّةِ والأمانة.