إعلان

في ذكرى ميلاده.. هكذا التقى جلال الدين الرومي بأستاذه شمس التبريزي

04:31 م الثلاثاء 12 أكتوبر 2021

جلال الدين الرومي

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – آمال سامي:

ولد جلال الدين الرومي، الشاعر والعالم والمتصوف، في مثل هذا اليوم السادس من ربيع الأول عام 604 هـ في مدينة بلخ، ولذا لقب أحيانًا بجلال الدين محمد البلخي، إلا انه عرف بـ "الرومي" نسبة إلى أرض الروم "الأناضول" حيث هاجر إلى هناك وقضى معظم حياته، وهو محمد بن محمد بن حسين بهاء الدين البلخي البكري المعروف أيضا باسم (مولانا جلال الدين الرومي)، أبيه هو العلامة محمد بن الحسين الخطيبي البكري، الشهير ببهاء الدين ولد، وقيل أنه ينسب إلى أبي بكر الصديق من ناحية الأب، ومن ناحية الأم ينسب إلى أسرة خوارزمشاه التي كانت تحكم إقليم ما وراء النهر.

هاجر والده إلى نيسابور عام 608 هـ، وزار هناك الفيلسوف الصوفي فريد الدين العطار، الذي تبنى ابنه جلال الدين وتنبأ له بمستقبل عظيم، وتوجه بعدها إلى بغداد ثم إلى مكة، واستقر بعدها في مدينة ملطية لمدة أربع سنوات، ثم مدينة لاندره ليقيم فيها سبع سنوات أخرى، وفي النهاية استقرت عائلة الرومي في مدينة قونية التي كانت عاصمة الحاكم السلجوقي علاء الدين كتعباد.

توفى والد جلال الدين عام 628 هـ وبعد مرور فترة قصيرة على وفاة والده، التقى جلال الدين بالعالم برهان الدين محقق الترمذي الذي كان صديق والده، وتلقى علوم الدين على يده فترة من الزمن ثم أنتقل إلى حلب ليدرس هناك، وبعد ذلك أنتقل إلى دمشق ليلتقي بصدر الدين القوني، تلميذ محي الدين بن عربي، وبعد هذه الرحلة عاد جلال الدين مرة أخرى إلى قونية لكن ومعه العديد من الإجازات من علماء التفسير والحديث والفقه وأصول الدين والفلسفة وعلم الكلام والعقائد، وبدأ حين عودته عام 638هـ ممارسة الإرشاد والوعظ.

قصة لقائه بشمس الدين التبريزي

التقى جلال الدين الرومي بشمس التبريزي في رجب عام 642 هـ، ويروي الدكتور مصطفى غالب في كتابه الذي حمل اسم الرومي تفاصيل هذا اللقاء، فبينما كان جلال الدين في إحدى خلواته ينظم الشعر، ألتقى بشيخ كبير تظهر عليه ملامح الاجلال والاحترام، فجلس معه ونظر إليه دون أن يتحدث، فقال له الشيخ: ماذا تفعل هنا يا بني وحيدًا؟ فابتسم جلال الدين بحياء ومهابة وقال: أبحث في عالم الشعر والخيال، واستلهم الوحي والجمال، واتأمل بهذه الموجدات التي أوجدها موجدها، فيختلط علي فلا أشعر كيف السلوك إلى معارج الحقيقة الكامنة خلف هذه الموجودات، فأخذ الشيخ بعضا مما كتبه جلال وألقاه في الماء، وقال له: أنا من يدلك على ما تبحث عنه، وهنالك جرى بينهما التعارف الذي جعل جلال الدين يقول له في النهاية: لن أدعك تذهب دون أن تكمل، وأخذه الرومي إلى داره وبقيًا معًا لا يفترقان مدة عامين، وبعدها تحول جلال الدين الرومي لشخص آخر.

كان مقتل شمس الدين بعد ذلك في فتنة حدثت في قونية، ومعه ابن جلال الدين الرومي الأكبر "علاء الدين" سبب في ألم كبير عاناه الرومي، فكتب قصائد ممتلئة بالحزن العميق، واسماها ديوان شمس تبريز، فيقول:
"من ذا الذي قال إن شمس الروح الخالدة قد ماتت؟
ومن الذي تجرأ على القول بأن شمس الأمل قد تولت؟
إن هذا ليس إلا عدوًا للشمس وقف تحت سقف،
وربط كلتا عينيه ثم صاح: ها هي ذي الشمس تموت".

توفي جلال الدين الرومي في السابع عشر من ديسمبر عام 1273م، وأصبح مدفنه مزارًا حتى الآن.

من أقوال جلال الدين الرومي

• "عيوننا ما تراك ،لكنّ عُذرًا لنا:فالعيونُ ترى مَظهرًا لا حقيقة".
• "مهمتك هي عدم السعي وراء الحب، بل أن تسعى وتجد كل الحواجز التي كنت قد بنيت بينك وبينه".
• "وترى الكريم لمن يعاشر منصفا... وترى اللئيم مجانب الإنصاف. استمع إلى صوت الناي كيف يبث آلام الحنين يقول: مُذ قُطعت من الغاب وأنا أحنُ إلى أصلي".
• "الأدب ليس إلا تحمل من لا أدب عنده".
• "مناخل هي الأيام، تصفي الروح، تكشف النجس، وكذا تبين النور لثلة يرمون بهائمهم إلى الكون".
• "لا تنزعج إذا أنقلبت حياتك رأسًا على عقب، فكيف تعرف أن الجانب الذي اعتدت عليه، أفضل من ذلك الجانب الذي سوف يأتي".
• "لربما أنك باحث في الأغصان عما لا يظهر إلا في الجذور".

فيديو قد يعجبك: