إعلان

طفل "شارلي شابلن".. كيف تصنع الخلود بعد 100 عام؟

06:22 م الثلاثاء 19 يناير 2021

شارلي شابلن

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث


كتبت- هبة خميس:

في عام 1837 صدرت رواية "أوليفر تويست"، وهي الرواية الثانية للكاتب الإنجليزي "تشارلز ديكنز"، والتي نشرت في حلقات مسلسلة حتى عام 1839، وتحكي عن الفتى اليتيم "أوليفر" الذي ولد في دار أيتام للأطفال، يكبر أوليفر مُحاطًا بالقسوة والجوع، الظروف القاسية حتى يهرب من الميتم للشوارع بين العصابات.

بعد صدور الرواية بأكثر من ثمانون عاماً كانت هناك قصة مشابهة، حين عُرض الفيلم الطويل الصامت -الأول: "الطفل"، بطولة تشارلي تشابلن، وأول فيلم من إخراجه في قاعة كارنيجي بمدينة نيويورك ليصبح علامة فارقة في تاريخ السينما العالمية كأحد أهم الأفلام الطويلة.
بين "أوليفر تويست" و"الطفل" الذي لم نعرف اسمه تكمن المقارنة؛ فالطفل في الفيلم شديد الشبه بشخصية "أوليفر تويست"، من حيث المأساة وقسوة الحياة من حولهما، لكن الطرح الذي قدمه "تشابلن" في فيلمه كان شديد التعقيد للدرجة التي جعلت الناس في قاعة العرض ينفجرون بالضحك بعيون دامعة، لم يكن من الغريب على "تشابلن" تقديم شخصية ذلك الطفل الذي كان هو نفسه في طفولته القاسية بين الأحياء الفقيرة والغرف الصغيرة والمأوى.

يبدأ الفيلم بسيدة في يدها طفلها ضاقت بها السبل للتخلص من الطفل الذي لن تقدر على رعايته فتتركه في سيارة أحد الأغنياء؛ لتضمن له من يقوم على رعايته، لكن يصل الطفل في نهاية المطاف للبطل "تشابلن"؛ الصعلوك بائع الزجاج، فيقرر تربيته.

بعد خمس سنوات ينشأ الطفل بين يدي الصعلوك في أحد الأحياء الفقيرة بالمدينة، وتصبح السيدة والدة الطفل ممثلة شهيرة، تدور في الشوارع لتطعم الأطفال، كي تُكفر عن ذنب تخليها عن طفلها، وتتقاطع مصائر الصعلوك مع السيدة، والطفل في مشاهد مضحكة تجعلنا نذرف الكثير من الدموع دون كلام.

تنبع أهمية الفيلم بالتحديد من كونه النقطة التي انطلق فيها إبداع "تشابلن" الغزير ليغزو السينما بذلك النوع من الأفلام الصامتة، حين تلونها الكوميدية السوداء، وأثناء تصوير الفيلم اختار "تشابلن" أن يرافقه الطفل في معظم المشاهد، بملابس ممزقة لكن ضحكات صافية، وحنان يمتد بينهما أثناء تناول طعامهما أو العمل الذي يعتمد على الطفل فيه.

1


بعد سنوات طويلة يظهر "شابلن" في إحدى المقابلات فيتذكر ذلك الفيلم قائلًا: "كان عليّ أن أُضحك في الفيلم.. أما هو -الطفل- فكان يُضحك الجمهور ويُبكيه في آن واحد!".

في مهرجان الجونة الدورة الماضية تم عرض نسخة مرممة من الفيلم في قاعة امتلأت بالحضور، وبمشاركة أوركسترا كاملة من العازفين بقيادة المايسترو "أحمد الصعيدي"، عمت حالة من الاستمتاع بين المشاهدين ليعلمنا "الطفل" ومعه "شابلن" كيف يكون الخلود حتى بعد مرور مائة عام.

فيديو قد يعجبك: