إعلان

"الحظر في البيوت المصرية".. كيف تغيرت حياة عائلات في زمن الـ "كورونا"؟ (صور)

07:55 م السبت 18 أبريل 2020

عائلة مصرية في زمن الحظر

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- محمد مهدي:
تصوير- سارة سعيد:

من بعيد جاءت أنباء عن فيروس جديد همجي وسريع الانتشار، خرج من الصين زاحفًا إلى بلاد عدة فحول عواصمها ومختلف مدنها إلى فراغ وهدوء حَذر، فيما كانت الحياة بمصر تسير بوتيرة طبيعية، قبل أن تنضم القاهرة وغيرها من المحافظات إلى التجربة الصعبة في منتصف فبراير الماضي، بات على الناس التزام بيوتها خوفًا من الإصابة التي طالت حتى الآن 2 مليون وأكثر من 278 شخص بالعالم، وهو حال لم تعهده البيوت المصرية منذ زمن، دفع ذلك المصورة الشابة "سارة سعيد" إلى توثيق الأمر بداية من أسرتها قبل التوسع في منازل لعائلات أخرى "حبيت أرصد التأثيرات النفسية والمادية على الناس لما قعدت بسبب (كورونا) والحظر". تقولها سارة لمصراوي.

على مرأى عينيها، تابعت "سارة" ما طرأ في حياة أسرتها، والدها السبعيني الذي يعشق العمل ولم يتركه رغم محاولاتهم العديدة لإقناعه بحاجته للراحة دون جدوى "لكن بعد انتشار (كورونا) وخطورته على كبار السن، رفع سماعة التلفون على الشغل وبلغهم إنه مش هيقدر يروح" بات عليه الاستقرار داخل البيت لساعات أطول، رفقة مشاعر جديدة لم يختبرها من قَبل "قررت أصورهم، وعرضت عليهم رحبوا لأنهما شايفين إن الفترة دي تستحق التوثيق".

12

لساعات تنهمك "سارة" في التقاط العديد من الصور لوالدها، صلاته في البيت بدلًا من المسجد بعد قرار وزارة الأوقاف بإغلاق المساجد في 21 مارس الماضي، حزنه من تزايد أعداد الوفاة في مصر بسبب "كورونا"، وعدم قدرته على لقاء أبنائه وأحفاده بصورة مستمرة، في البيت نفسه تعيش شقيقتها "سهاد" التي تحمل في جعبتها قصة آخر "لأنها سابت شغلها في شركة سياحة عشان خافت على بابا وماما، رغم إن دا هيفرق معاها ماديًا بالتأكيد" أرادت معرفة كيف يمكن لاختها التعامل مع المستجدات والاندماج مع الوضع الحالي.

34

في محاولة لتمرير الوقت تنغمس "سهاد" في المطبخ، تساعد الأم قدر الإمكان، تحاول التخفيف عنها من أعباء التنظيف وترتيب المكان والطهي، تلعب رياضة في غرفتها من خلال متابعة فيديوهات التمارين على "يوتيوب". كانت سارة قريبة جدًا لتوثق تلك التفاصيل على مدار اليوم، فضلًا عن التقاط صورة نادرة لم تكن تحدث إلا في أيام الإجازات "إنهم بيتجمعوا أخيرًا على سفرة واحدة، لأن بطبيعة شغلهم كل واحد كان بيأكل مع نفسه" عشرات الصور داخل بيت العائلة تحولت إلى نواة أولى لمشروعها "الحظر في البيوت المصرية".

65

بين بيوت جديدة تنقلت "سارة" مع كاميرتها، "محمد" أحد أقاربها منحته العزلة في المنزل ساعات أكثر مع زوجته وأطفاله "الأول كان بيرجع من الشغل يدوبك يقعد شوية وينام" لكنه الآن صار متفاعلًا بصورة أكبر "واحد بريك من الحياة، يمكن مضايق بسبب الاحساس بعدم الأمان لكن مبسوط باللمة الحقيقية" يستثمر الشاب الثلاثيني الحال في الجلوس وسط الأبناء والاقتراب منهم قدر استطاعته "بعد كدا قررت أركز على التأثيرات المادية في بعض البيوت" من أجل ذلك ذهبت إلى "أم سلام" لتستكشف بعدستها ما جرى للسيدة الأربعينية في أيام الحظر الصعبة.

87

تلك المرة لم تتعامل "سارة" بالأريحية نفسها "زي ما بصور في بيتنا، لأني عارفاه وعندي تصور مُسبق أنا هعمل إيه" حاولت الشابة العشرينية إزالة الحواجز بينها والسيدة الخمسيني التي استقبلتها في بيتها "فضلت أتكلم معاها أكتر، واتحرك في المكان عشان إيه الزوايا الأفضل اللي هصور فيها" الحكاية تلك المرة مختلفة، إذ تعاني "أم إسلام" من ضيق اليد بعد تلقيها اتصالات عديدة من سيدات تقوم بتنظيف بيوتهم "وقفوا طلبات، الكلب بقى خايف ومبيرضوش يدخلوا حد عندهم" وضعها ذلك في مهب الريح رفقة أبنائها الأربعة.

109

على مواقع التواصل الاجتماعي، نشرت "سارة" مشروعها، ليلقى قبولًا وتعليقات إشادة من العشرات، فيما حرصت على الإشارة إلى أنها تتخذ كافة الإجراءات الوقائية قبل دخول أي منزل لعدم تعريض حياة أي إنسان للخطر "بعقم الكاميرا وإيدي طول الوقت، بتحرك في عربية خاصة منعا للاختلاط، وبحافظ على مسافة بيني واللي بصورهم، وبحاول ملمسش حاجة في بيوتهم" تجد أن تلك الخطوات ضرورية للحفاظ على سلامة من تقوم برصد حياتهم في الحظر "وبأكد عليهم دا قبل ما أروح عشان يطمنوا".

11

ماتزال التجربة مستمرة، تنوي المصورة الشابة استكمال مشروعها في بيوت آخرى "رغم إن نسبة كبيرة بترفض التصوير ودا حقهم تماما" لكنها تعتقد أن ما نمر به لن يتكرر ثانية "عشان كدا مهم نحكي بالصور أو بأي وسيلة تانية اللي بيحصل" ما يُزيد حماسها ردود الفعل حول المشروع، وأخرها حينما تلقت رسالة من شاب يعمل على تقديم ورقة بحثية لليونيسكو عن تأثر المجتمع المصري بحظر التجوال والعزلة في البيت "وطلب إنه يستعين بالقصص اللي صورتها، دي حاجة فرحتني وخلتني عايزة أكمل بقوة أكبر" تذكرها سارة بحماس.

فيديو قد يعجبك: