"يوميات مصري في الغربة".. شوف إنجلترا مع كريم

كتبت-دعاء الفولي:

قبل حوالي 8 سنوات، تغيرت حياة كريم السيد، حين قرر صاحب الثمانية وعشرين عاما الانتقال من مصر إلى إنجلترا، رفقة زوجته البريطانية. تلك الخطوة كانت مُباغتة، ترك بسببها دراسته بالقاهرة، ليبدأ حياة جديدة في الغُربة؛ خلال تلك السنوات مرّ كريم بالكثير، لذا أراد نقل خبرته للآخرين، من خلال تسجيل فيديوهات يُجيب فيها عن أبرز الأسئلة التي تُوجه له، أو يطرح المشكلات التي قابلته وكيفية تفاديها.

"يوميات مصري في الغربة" هو اسم الصفحة التي دشّنها كريم منذ أكثر من عام، ينشر عليها مقاطع صوّرها لطبيعة حياته في إنجلترا "لما سافرت كان في حاجات كتير محتاج حد ينصحني بيها دة اللي يمكن بحاول أقدمه للناس".

حينما بدأ كريم مشروعه، وضع شروطا للعمل "كنت عايز الفيديوهات تبقى متصورة بشكل كويس مش محتوى فقط". تعلم التصوير من خلال الإنترنت وكذلك المونتاج، طوّر أساليبه، لم يعد الأمر يقتصر على الجلوس أمام الكاميرا والتحدث "بقى أحيانا كأنّي بصور يومي في إنجلترا عامل إزاي".

الجمعة من كل أسبوع هو ميعاد نشر الفيديوهات، يتفاوت المنتج دائما؛ تارة يتحدث كريم عن أزمة تعليم أبنائه اللغة العربية، أخرى عن كيفية إيجاد عمل بعد السفر، بعضها خفيف المحتوى يروي فيه الأب عن أشهر الأكلات في بريطانيا أو كيف يرى الإنجليز لاعب الكرة المصري محمد صلاح، فيما لا يخلو الأمر من مقابلات أجراها مع بعض المصريين 

الذين حققوا نجاحات بمشاريع أنشأوها هُناك.

حوالي 3 مليون شخص يتابعون قناة كريم على يوتيوب، ذلك ألقى عبئا أكبر على الشاب "بقيت أسأل إيه الحاجات اللي عايزين يعرفوها عن السفر وأقولهالهم أو الموضوعات اللي ممكن نفتحها للنقاش"، رغم المُتعة التي يشعر بها صاحب "يوميات مصري في الغربة" لكن إنتاج المحتوى لا يحدث بتلك السهولة.

يدرس كريم إدارة الإعمال حاليا بالإضافة للعمل في المبيعات، يحتاج تصوير الفيديو الواحد لحوالي خمس ساعات، وسبع ساعات تقريبا للمونتاج "بالإضافة للشغل على الفكرة نفسها"، يزداد الأمر صعوبة مع الوقت "كل ما بيبقى فيه متابعين أكتر المسئولية بتكبر"، يضطر الشاب للالتزام بمواعيد النشر "دة اللي بيحبب الناس إنها تتفرج وتعرف"، بينما لم يعد باستطاعته الرد على كل المتابعين وأسئلتهم بشكل شخصي "بقيت أجمع الأسئلة المتشابهة واعمل بيها حلقة".

ثمة فيديوهات لاقت تفاعلا أكبر من غيرها، كالمقطع الذي تحدث فيه كريم عن انتقاله من مصر لإنجلترا "هو يشبه ناس مصريين كتير.. إني فشلت في كذا حاجة لحد ما لقيت حاجة انا حاببها"، حيث وصلت نسبة مشاهدته إلى 100 ألف متابع، وبالرغم من أنها ليست الأعلى "بس هو من أكتر الفيديوهات اللي الناس سألتني عنها وعن تجربتي وإزاي ياخدوا قرار السفر".

يحاول كريم تطوير ما يُقدم "سواء المحتوى أو معدات التصوير"، يساعده شقيقه عبر صفحة فيسبوك في الرد على الأسئلة، لا يجد صاحب القناة غضاضة في التحدث عن حياته الشخصية "بالعكس يمكن تكون الحاجات اللي بحكيها بسيطة بس تفرق مع واحد لسة مسافر ومتلخبط".