قبل ساعات من انتهاء الزيارة.. السيسي يودع شعب اليابان بمقال
كتبت - دعاء الفولي:
ثلاثة أيام هي مدة الزيارة التي بدأها الرئيس عبد الفتاح السيسي بدولة اليابان، باحثا فيها سبل التعاون الاقتصادي بين البلدين، وبالأمس جاء مقال كتبه السيسي لصحيفة "nikkei" اليابانية كتأكيد على الاهتمام البالغ بالحدث، إذ أنها المرة الأولى التي يكتب فيها الرئيس ضمن جولاته الرئاسية بدول عديدة، منها روسيا والصين وأوروبا.
استهل السيسي مقاله بالتعبير عن سعادته بالزيارة الأولى عقب 17 عاما، ساردا بعض التفاصيل عن ثورة يناير، المشروعات التنموية، حجم التبادل التجاري بين اليابان ومصر، وأخيرا رحّب بالشعب الياباني بمصر قائلا: "أجدد احترامى وتقديرى لشعب اليابان الصديق، وأنقل إليه رسالة تعاون وإعجاب من الشعب المصري الذي يتطلع لمزيد من التعاون بين البلدين، ويرحب بعودة السائحين اليابانيين لقضاء عطلاتهم في مصر التى تتعهد بتوفير كل سبل الأمن والسلامة لهم، وتكفل لهم قضاء وقت مفيد وممتع بين معالم واحدة من أقدم وأعظم الحضارات فى التاريخ الإنسانى".
قال طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، إن مقال الرئيس بالصحيفة اليابانية يُعتبر في مفهوم السياسة "مقال موجه"، أراد به السيسي بث الاطمئنان بنفوس اليابانيين والوصول لأكبر شريحة منهم، وأضاف فهمي أن زيارة اليابان كانت مميزة في عدة أوجه، فمثلا استعان السيسي خلال حديثه أمام البرلمان بأبيات شعر لأحمد شوقي وحافظ إبراهيم، موضحا أن كل زيارة لها متطلباتها المختلفة.
كتابة المقالات عُرف يتبعه مسئولو الدول الغربية، منهم الرئيس الأمريكي باراك أوباما، والرئيس الفرنسي السابق، فرانسوا أولاند، وغيرهم، كما أن مقالاتهم تكون شبه دورية، ويقول فهمي إن أول من بدأ ذلك التقليد هم الأمريكيين، وسار الآخرون على خطاهم.
لم تكن تلك المرة هي الأولى التي يخط فيها الرئيس المصري الحالي مقالا، إذ كتب في سبتمبر الماضي لجريدة "ديلي نيوز إيجيبت"، وتحدث عن الوضع الاقتصادي لمصر عقب عام ونصف من حكمه، وكذلك الخطوات المُتبعة للنهوض بالأوضاع السياسية والاجتماعية، مضيفا أن "الإنجاز السياسي المقبل هو الانتخابات البرلمانية التي ستجرى في أكتوبر ونوفمبر، حيث أتطلع إلى المساهمات التي سيقدمها البرلمان لإعادة بناء مصر".
على عهد الرئيسين جمال عبد الناصر ومحمد أنور السادات كان الوضع مختلفا، يقول الكاتب الصحفي، صلاح عيسى، إن المقالات كانت تُكتب بالعربية وتُترجم أحيانا حسب أهميتها إلى اللغات الأجنبية، غير أن ما حدث مع الرئيس السيسي كان العكس، ما يفسره الكاتب بتغير الظروف وانفتاح الوسائل "فمثلا مكنش فيه إنترنت ساعة عبد الناصر والسادات في حين إن السيسي عمل موقع إلكتروني كطريقة يتواصل بها مع الناس".
من جانبه يضيف استاذ العلوم السياسية، أن كتابة المقال جاء لتوضيح بعض النقاط التي لن تتضح من خلال اللقاءات التليفزيونية القصيرة التي يجريها الرئيس.
اللغة اليابانية المنشور بها المقال، هي أكثر ما استحسنه، عادل أمين، رئيس القسم الياباني بكلية الآداب، جامعة القاهرة، فالمقال ابتعد عن اسطورة اللجوء للإنجليزية كلغة عالمية أولى، كما أنه يغير مفاهيم مغلوطة عن مصر يتم تداولها عادة باللغة الإنجليزية، وأوضح أمين أن الكلمة المكتوبة، رغم تقدم التكنولوجيا اليابانية ووسائل الاتصال قد تكون أعمق وأكثر تأريخا للحظة من غيرها، فالمقال قد يصبح مادة موثقة يستخدمها الصحفيون اليابانيون إذا ما أرادوا معرفة تفاصيل عن مصر.
ورغم تطرق المقال لموضوعات تهم الشعب الياباني كالسياحة والتبادل التجاري، غير أن ثمة نقاط لم يتحدث عنها، فعلى حد قول أمين، لم يركز على مدى الاستفادة التي تستطيع اليابان الحصول عليها من مصر، كما أتى المقال على ذكر مشروع المليون ونصف فدان، وبعض التفاصيل التي لا تهم القارئ الياباني.
يرى أمين أن الخطوة في المطلق جيدة، إلا أن التواصل مع الشعب الياباني كان يحتاج إلى ظهور إعلامي للرئيس بشكل أوسع، لا سيما وأن وسائل الإعلام اليابانية لم تغطِ الزيارة الرئاسية المصرية بالقدر المطلوب نظرا لأهميتها.
فيديو قد يعجبك: