خلال 6 شهور.. "السياحة" في مشرحة زينهم
كتبت-إشراق أحمد:
سكون طالما يخيم على المكان، رائحة الموت باقية لا تزول، وجلال اللحظات الأخيرة في الحياة، بات اعتياديا في مشرحة زينهم، لا يفرق بين مصري أو أجنبي، سوى التشديدات الأمنية التي تلحق بالجثامين غير المصريين، الذين عرفوا طريقهم إلى المشرحة، بعد أن لقوا مصرعهم لأسباب مختلفة، تقع جميعها تحت فئة الجريمة، لذا كانت "زينهم" المستقر لهم قبل ترحيلهم إلى بلادهم جثث هامدة.
لم تكن واقعة مقتل الإيطالي جوليو جريني –طالب الدراسات العليا بجامعة كامبريدج في مصر-، أول من يدلف عبر بوابة المشرحة، بعد أن وجدت جثته بطريق مصر –إسكندرية الصحراوي، وعليها آثار ضب وتعذيب، فخلال ستة أشهر، لم تكتف مشرحة زينهم باستقبال جثامين ضحايا حوادث الطرقات، والجرائم الجنائية من المصريين، بل شهدت وفود ضحايا لحادثين كبيرين، جميهم من الأجانب، دخلت مصر على إثرها في ارتباك دبلوماسي وسياسي مع دول الضحايا.
في 31 أكتوبر 2015 المنصرف، وصلت جثامين الطائرة الروسية، التي سقطت صباح السبت 30 أكتوبر، لترسو رحلة 217 راكب كانوا على متن الإيرباص داخل مشرحة زينهم، بدلا من أن تصل بهم إلى مدينة بطرسبرج الروسية، منطلقة من مطار شرم الشيخ، ولحق الحادث بعض القرارات المؤثرة حال وقف روسيا وبريطانيا رحلاتها إلى مصر، وقال هشام زعزوع وزير السياحة في تصريحات صحفية أن خسائر السياحة بعد هذا الحادث تعد الأكبر من نوعها، إذ بلغت 2.2 مليار جنية مصري شهريا.
قبل حادث الطائرة الروسية بنحو شهر، تحديدا في 19 إبريل، فتحت المشرحة أبوابها لضحايا حادث الفوج المكسيكي. 12 شخص لقوا مصرعهم إثر إطلاق النار من قِبل القوات الأمنية المصرية على سيارات الدفع الرباعي، التي كانوا يستقلونها بمنطقة الواحات، وخرجت التصريحات معتذرة عن الحادث، باعتباره وقع عن طريق الخطأ.
وفقا للبنك الدولي فإن عدد السياح الوافدين إلى مصر انخفض بعد عام 2012، إذ وصل في هذا العام إلى 11 مليون و196 سائح، بعد أن كان 9 مليون و497 سائح عام 2011، ليصل في 2013 -حيث الإحصائية الأخيرة- إلى 9 مليون و147 سائح، فيما تشير الإحصاءات الرسمية تبعا للهيئة العامة للاستعلامات أن عدد السائحين عام 2015 بلغ 8.9 مليون سائح في الفترة من يناير حتى نوفمبر 2015، مقابل 9.1 مليون عام 2014.
عشرات الأشخاص، قدم ذووهم إلى مصر، لا للسياحة بل لاستلام جثثهم، والعودة سريعا إلى بلادهم، فيما تظل الجهات الرسمية، توالي في تصريحاتها، عاملة على رأب الصدع الذي يتسع بين حين وآخر، دون حل أو معلومة واضحة.
فيديو قد يعجبك: