أحد مهندسي صفقة شاليط: حرب غزة فقدت مبرراتها
كتب : مصراوي
حرب غزة
(وكالات)
اتهم الناشط اليساري الإسرائيلي جرشون باسكين، أحد أبرز من ساهموا في صفقة تبادل الأسرى التي أفرجت عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط عام 2011، اليوم الخميس، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو باستخدام الحرب على قطاع غزة كأداة سياسية لحماية ائتلافه الحاكم، داعيًا إلى تدخل أمريكي فوري لوقف العمليات العسكرية.
وفي مقابلة مع صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، شن باسكين هجوما لاذعًا على استمرار الوجود العسكري الإسرائيلي في القطاع، معتبرا أن مواصلة العمليات لم تعد ضرورية، بل باتت تشكل عبئاً وخطراً على الجنود، مضيفاً: "قتل سبعة جنود إسرائيليين آخرين في غزة، من أجل ماذا؟ طالما بقيت القوات الإسرائيلية على الأرض، ستظل حماس تملك أهدافاً لضربها".
وأوضح باسكين أن حركة "حماس" لم تعد قادرة على السيطرة في القطاع، مشيراً إلى أن بنيتها العسكرية قد تفككت، وأن قدرتها على تجديد السلاح تراجعت بشكل كبير. وقال: "سكان غزة لا يريدون حماس، لكن طالما بقي الجنود الإسرائيليون، سيواصل المقاتلون المتبقون محاولة قتلهم".
وانتقد باسكين الكلفة البشرية المتصاعدة للحرب، قائلاً إن إسرائيل تقتل يومياً نحو مئة فلسطيني في غزة، معظمهم من المدنيين الذين يكافحون من أجل البقاء وسط انعدام المياه والطعام. وأضاف: "هذا القتال فقدَ مبرراته، وأصبح عبئاً إنسانياً وأخلاقياً لا يمكن تجاهله".
وعلى الصعيد السياسي، اتهم باسكين الحكومة الإسرائيلية بتعمد إطالة أمد الحرب، معتبراً أنها أصبحت "وسيلة لإنقاذ المسيرة السياسية لبنيامين نتنياهو"، ومؤكداً أنها "حرب من أجل بقاء الائتلاف".
وأشار إلى أن نتنياهو كسب دعماً شعبياً مؤقتاً من تصعيد التوتر مع إيران، لكنه تابع بالقول: "هذا التأييد لن يدوم. إخفاقات الحكومة ستعود للسطح، ولن ينسى الإسرائيليون من كان في موقع القيادة في السابع من أكتوبر".
وفيما يخص العلاقة مع الولايات المتحدة، كشف باسكين عن تدخل مباشر من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في أحد محاور النزاع الإقليمي، قائلاً إن "ترامب أمر نتنياهو بإعادة الطائرات الإسرائيلية قبل تنفيذ ضربة إضافية ضد إيران، وقد امتثل نتنياهو فورا".
واعتبر باسكين أن الضغط الأمريكي قادر أيضا على إنهاء الحرب في غزة، مشيراً إلى أن حركة "حماس" أبدت استعدادها منذ سبتمبر 2024 لتوقيع صفقة تطلق فيها سراح جميع الأسرى الإسرائيليين مقابل وقف الحرب، والتخلي عن الحكم في القطاع، وهو ما أبلغته به كتابياً بالعربية والإنجليزية.