إعلان

مع خسارتها لجنودها.. إلى متى ستصمد أوكرانيا في وجه روسيا؟

12:37 م الأحد 05 يونيو 2022

زيادة القتلى في صفوف الجنود الأوكرانيين

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- هدى الشيمي:

بمجرد الانتهاء من دفن كولونيل أوكراني مخضرم قُتل خلال قصف روسي، قام عمال المقبرة بتجهيز الحفرة التالية لدفن جندي آخر، تقول وكالة أسوشيتيد برس الإخبارية إنه بالنظر إلى السرعة التي يقتل بها المقاتلون في القوات الأوكرانية على خطوط الجبهة، فإن القبر الفارغ لن يبقى كذلك لفترة طويلة.
ترك العقيد أولكسند ماخاتشيك أرملته إيلينا وبناتهما أولينا و وميروسلافا أولكساندرا، في أول ١٠٠ يوم من الحرب، كان قبره هو الأربعون الذي حفره العمال في المقبرة العسكرية في جيتومير، ١٤٠ كيلومتر غرب العاصمة الأوكرانية.

قُتل في ٣٠ مايو في لوهانسك، شرق أوكرانيا حيث يدور القتال، وفي مكان قريب منه جثمانه، تظهر قبور أخرى لجنود يفصل بين يوم وفاتهم أيام، وتقول أسوشيتيد برس "وهي مجرد مقربة واحدة، في واحدة فقط من المدن، القرى، والبلدات الأوكرانية".

٣

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي هذا الأسبوع إن بلاده الآن تفقد ما بين ٦٠ إلى ١٠٠ جندي في اليوم الواحد. وعلى سبيل المقارنة، مات أقل من ٥٠ جنديًا أمريكيًا يوميًا في عام ١٩٦٨ خلال حرب فيتنام، فاعتبره القوات الأمريكية أكثر الأعوام دموية.
وكان من بين الجنود الذين شاركوا في جنازة ماخاتشيك، زميله الجنرال فيكتور موزينكو، رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية حتى عام ٢٠١٩، وحذر من أن الخسائر قد تتفاقم.

وقال العسكري الأوكراني إن ما تشهده بلاده الآن من اللحظات الحاسمة في الحرب، ولكنها ليست الذروة، مُضيفًا:"هذا هو الصراع الأكثر أهمية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، هذا ما يفسر سبب فداحة الخسائر".
ومن أجل تقليل الخسائر، يقول موزينكو إن أوكرانيا ستكون في حاجة إلى أسلحة قوية تضاهي الأسلحة الروسية، أو تتفوق عليها.

"نهج استنزاف"

١
وشبه الجنرال المتقاعد بن هودجز، القائد العام السابق لقوات الجيش الأمريكي في أوروبا، الاستراتيجية الروسية بـ"نهج استنزاف كان يتبع في القرون الوسطى"، وتوقع استمرار هذا النوع من الخسائر البشرية حتى تتلقى أوكرانيا المساعدات العسكرية الأمريكية والبريطانية التي تساعدها على التصدي للأسلحة الروسية.
وحسب هودجز، فإن المعركة الدائرة في أوكرانيا الآن أكثر فتكًا من تلك التي شهدها الجنود على مدار ٢٠ عامًا في العراق وأفغانستان، حيث لم يصل عدد القتلى إلى هذا الحد.
كان لدى أوكرانيا حوالي ٢٥٠ ألف رجل وامرأة بصفوف الجيش قبل الحرب، وكانت في طريقها لإضافة ١٠٠ ألف آخرين، ولكن تذكر الحكومة عدد القتلى الذي راحوا ضحية الحرب المستمرة منذ أكثر من ١٤ أسبوعًا.

"لا إحصائيات المؤكدة"

٢
وحتى الآن، لا يوجد احصائيات مؤكدة بشأن عدد القتلى من المدنيين الأوكرانيين، أو عدد المقاتلين، أو الذين لقوا حتفهم في أي من الجانبين، ويصعب التأكد من صحة الأرقام، حسب أسوشيتد برس، من خلال تصريحات المسؤولين الحكوميين عن الضحايا، الذين يبالغون في بعض الأحيان أو يقلصون الأرقام لأسباب تتعلق بالعلاقات العامة.
وحسب تقديرات محللين غربيين، فإن خسائر روسيا العسكرية أكبر بكثير، وقد تصل إلى الآلاف. ومع ذلك، مع تزايد الخسائر الأوكرانية، فإن كييف تحتاج بشدة إلى العثور على بدائل.
يبلغ عدد سكان أوكرانيا ٤٣ مليون نسمة، غير أنه من الصعب على كييف تجنيدهم وتدريبهم وإرسالهم إلى الخطوط الأمامية، حسب مارك كانسيان، الكولونيل المتقاعد في المشاة البحرية الأمريكية.

وحسب كانسيان فإنه إذا كان الصراع يتحول الآن إلى حرب استنزاف طويلة، فإنه من الضروري العثور على بدائل، وهي اللحظة الأصعب على أي جيش يشارك في القتال.
وتوقع الجنرال الأوكراني موزينكو، حسب أسوشيتيد برس، أن اعتراف زيلينسكي بوقوع خسائر بشرية كبيرة سيزيد من الروح المعنوية الأوكرانية، وسيساعد على تدفق المزيد من الأسلحة الغربية لبلاده.

وقال:"كلما عرف الأوكرانيون المزيد عما يحدث على الجبهة، ازدادت رغبتهم في المقاومة"، مُشيرًا إلى أن الخسائر التي تكبدتها كييف كبيرة، ولكن بمساعدة حلفائها ستتمكن من احتوائها، ولكن الأمر على حد قوله يتطلب "أسلحة قوية".

فيديو قد يعجبك: