إعلان

بولندا تخشى استغلال اللاجئين الأوكرانيين من طرف عصابات الاتجار بالبشر

05:55 م الإثنين 28 مارس 2022

غالبية الفارين من الحرب في أوكرانيا هم من النساء و

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

(دويتشه فيله)

حذرت السلطات البولندية من خطر استغلال عصابات الاتجار بالبشر، للنساء والأطفال النازحين من أوكرانيا. وقد برزت تحذيرات مماثلة في دول الجوار أيضا، ومنها ألمانيا.

تخشى الحكومة البولندية، بعد استمرار تزايد أعداد النازحين من أوكرانيا باتجاه حدودها، من خطر عصابات الاتجار بالبشرالتي تتربص بأكثر من ثلاثة ملايين شخص فروا من الحرب في أوكرانيا، خاصة منهم النساء والأطفال.

وقد زار المراقب البولندي لحقوق الإنسان مارسين ويتشيك، يوم الثلاثاء 15 مارس الحدود البولندية الأوكرانية لمناقشة مخاطر عصابات الاتجار بالبشر على اللاجئين مع حرس الحدود البولنديين. وبحسب وكالة رويترز، قال ويتشيك في مؤتمر صحفي إن عناصر الشرطة "مدركون تمامًا لهذه المخاطر ولدينا بالفعل اشتباه في بعض الحالات".

كن حذراً!

وصل صدى هذه المخاوف أيضًا إلى ألمانيا، إذ قال متطوعون يعملون في المحطة في برلين للترحيب بالأوكرانيين عند وصولهم، في تصريحات لبي بي سي يوم الأربعاء (16 مارس)، إن هناك حالات لبعض الأشخاص الذين قدموا أماكن إقامة مشكوك فيهم، وأن هناك حاجة لتشديد المراقبة في هذا الموضوع.

مساعدة للأوكرانيين في بولندا

كما حذرت الشرطة الفيدرالية الألمانية، الأوكرانيين من المخاطر المحتملة التي تواجههم. وقالت الشرطة في تغريدة على تويتر إن "هناك أشخاصًا في المحطة المركزية يتظاهرون بأنهم متطوعون يعرضون الإقامة". وطلبت الشرطة من اللاجئين اللجوء إلى الشرطة إذا عرض عليهم أحدهم نقودًا ومكانًا للإقامة وبدا لهم مريبًا، وأن يثقوا فقط في الأشخاص الرسميين.

في بلدة حدودية بولندية، اسمها بريزيميسل بالقرب من مدينة لفيف الأوكرانية، قال متطوعون لرويترز إنهم "قلقون بشأن ما يبدو أنه عروض سخية للإسكان تُعرض على اللاجئين". كما قال رئيس منظمة غير حكومية تعمل في بريزيميسل، إيهور هوركيف، إنه علم بحالة واحدة حيث اضطرت الشرطة للتدخل، بعد أن حصلت امرأة أوكرانية على تذكرة طيران إلى تركيا.

عندما بدأ الأوكرانيون بالقدوم إلى البلدان المجاورة في البداية، لم تتمكن السلطات من التحقق من كل عروض النقل والمساعدة التي تم تقديمها للاجئين. لكن مع استمرار الوضع لأسابيع، تم اتخاذ المزيد من التدابير لحمايتهم، حسب ما ذكرت رويترز.

تدابير وقائية!

وتقوم السلطات وجمعيات المتطوعين حاليا بتوزيع منشورات بخصوص إجراءات الحماية بعدة لغات. ويُنْصَحُ الأوكرانيونمثلا بـ "التقاط صورة سيلفي" مع الشخص الذي يعرض المساعدة، و"إذا رفض، فيجب الامتناع عن الذهاب معه".

كما يوجد الآن أيضًا تطبيق هاتفي مخصص لتسجيل السائقين والمسافرين معهم. وفقًا لرئيس بلدية بريزيميس "استخدم حوالي 20 ألف شخص التطبيق حتى الآن". عبر التطبيق يمكن للسلطات تتبع ما إذا كان اللاجئون قد وصلوا إلى وجهتهم، حسب ما ذكرته رويترز.

العصابات تستهدف الضعفاء!

تميل عصابات الاتجار بالبشر للإطاحة بضحايا ضعفاء من عدة جوانب. الفقر هو واحد فقط من العوامل التي يمكن أن تجعل الناس أكثر عرضة للخطر. اللاجئون الهاربون من الحرب أو العنف أو وضع غير مستقر هم أيضًا أهداف رئيسية لهذه العصابات.

كان الأشخاص من أوكرانيا والجمهوريات السوفياتية سابقاً أهدافًا لهذه العصابات لسنوات. تقرير صادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة نُشرعام 2006، ذكر أوكرانيا كدولة تستهدفها عصابات الاتجار بالبشر.

وفقًا لتقرير مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة المنظمة، فإن معظم ضحايا هذه العصابات من دول البلقان والاتحاد السوفيتي سابقاً وأوروبا الوسطى، يتم تجنيدهم من قبل أشخاص يعرفونهم. وحسب دراسة أجرتها الباحثة تاتيانا دينيسوفا في عام 2004 ، فـ 11٪ من النساء الأوكرانيات ضحايا الاتجار بالبشر تم استغلالهن "بالتعاون مع أزواجهن".

خداع وإكراه وعنف"

عرفت بعض النساء بأمر استغلالهن من قبل شبكات الدعارة، لكن أخريات وقعن في فخها عبر "الخداع أو الإكراه أو العنف" ، بحسب الباحثة دينيسوفا. عرفت العديد من العصابات النشطة في المنطقة في ذلك الوقت باستخدامها "أساليب تحكم قاسية. وفي كثير من الأحيان، قبل عرضهن على الزبائن، يتم اغتصاب النساء من قبل أفراد العصابة أنفسهم، كجزء من أساليب سوء المعاملة التي يستعينون بها للضغط على النساء".

تقرير مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة أكد أن بعض النساء "يتم تخديرهن لمنعهن من الهروب". ووفقًا للإحصاءات الوطنية من البوسنة والهرسك وجمهورية التشيك واليونان بين 2005-2007 ، كانت الأوكرانيات من بين ضحايا شبكات الدعارة. في جمهورية التشيك، كن يمثلن النسبة الأكبر من الضحايا.

النساء أيضًا ضمن أفراد العصابات!

معظم أفراد عصابات الاتجار بالبشر وشبكات الدعارة المنظمة يكونون من الرجال، لكن ذلك لا يمنع كون النساء أيضا تنخرطن في هذه الأعمال الإجرامية. في بعض الحالات، كانت النساء اللواتي أصبحن جزءا من هذه العصابات، ضحايا سابقات لها، تستخدمن لجلب نساء أخريات إلى الشبكة عبر كسب ثقتهن.

وأشار مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة إلى أن غالبية الضحايا في البلدان التي كانت عضواً سابقًا في الاتحاد السوفياتي، من الإناث. عام 2005، ذكر تقرير للمنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة أن العديد من النساء عدن إلى أوطانهن بعدما تم استغلالهن من طرف هذه العصابات أو انضممن إليها بأنفسهن.

أفادت فرانس 24 الأسبوع الماضي أن رجلاً يبلغ من العمر 49 عامًا اعتقل في بولندا بعد الاشتباه في أنه قام باغتصاب شابة أوكرانية تبلغ من العمر 19 عامًا، كان قد "استدرجها عبر عرض مأوى بعد أن فرت من أوكرانيا بعد الحرب". وقالت السلطات البولندية إن المشتبه به قد يواجه عقوبة تصل إلى 12 عاما سجناً نافذاً.

ونقلت وكالة أنباء أسوشيتيد برس، عن بيان للشرطة، أن الرجل عرض المساعدة على الفتاة عبر موقع على الإنترنت. "لقد هربت من أوكرانيا التي مزقتها الحرب، ولم تكن تتحدث البولندية. وثقت برجل وعدها بمساعدتها وإيوائها. لسوء الحظ، تبين أن كل ذلك كان تلاعبًا وخداعًا".

وذكرت فرانس 24 أن رجلا آخر "وعد شابة تبلغ من العمر 16 عاماً بسكن وعمل، قبل أن تتدخل السلطات".

جونج غيديني ويليامز، مسؤولة بالمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، صرحت لفرانس 24 إثر زيارة قامت بها للمخيمات الحدودية في رومانيا وبولندا ومولدافا، أنها تشعر بالقلق . مشددة أن "هذه هي أنواع المواقف التي يتطلع بعض الاستغلاليين للاستفادة منها".

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك: