إعلان

تشارلي إيبدو.. عملية إرهابية مُحتملة قريبة من المجلة المثيرة للجدل

04:36 م الجمعة 25 سبتمبر 2020

حادث طعن في العاصمة باريس

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- هدى الشيمي:

من جديد تعرضت مجلة تشارلي إيبدو الفرنسية الساخرة لهجوم، اعتبرته السلطات عملاً ارهابيًا مُحتملاً، مع وقوع حادث طعن بالقرب من مقرها السابق في العاصمة الفرنسية باريس، اليوم الجمعة، أسفر عن إصابة عدة أشخاص من بينهم اثنان في حالة خطيرة.

تلقت تشارلي إيبدو تهديدات، منها تهديدات وجهها لها تنظيم القاعدة الإرهابي، بعد إعلانها عن إعادة نشر رسوم هزلية يُنظر إليها باعتبارها مُسيئة للنبي محمد، كانت قد نشرتها مطلع عام 2015 وتسببت في تعرضها لهجوم مروّع راح ضحيته العشرات منهم رئيس تحرير المجلة، وضابطا شرطة، ويعتبر الأسوأ منذ وقوع مجزرة باريس عام 1961 أثناء ثورة التحرير الجزائرية.

لم تسلم كافة الديانات والتيارات السياسية من سخرية تشارلي إيبدو، المجلة الأسبوعية الهزلية التي تأسست في السبعينيات، وأثارت بعض رسومها الكاريكاتيرية والهزلية الغضب في بعض المناطق وأثارت استفزاز جماعات سياسية ودينية، وهو ما كلفها كثيرًا، ففي عام 2011 تم تدمير مقر المجلة بعد تعرضها لحريق بفعل فاعل، وبعد أربعة أعوام هاجم ارهابيون مقر المجلة ما أسفر عن مقتل 12 شخصًا، من بينهم بعض أشهر رسام الكاريكاتير في فرنسا والعالم.

1

ماذا حدث اليوم؟

أعلنت الشرطة الفرنسية، ظهر اليوم الجمعة، وقوع هجوم بسكين بالقرب من المقر السابق للمجلة الفرنسية الساخرة وسط العاصمة باريس، ما أسفر عن إصابة أربعة أشخاص بجروح، من بينهم اثنان في حالة خطرة، وحثت سكان المنطقة على البقاء داخل منازلهم في الوقت الحالي.

وبعد فترة وجيزة، قالت الشرطة إنها اعتقلت مشتبه بارتكابه حادث الطعن، وقال راديو فرنسا الدولي إن رئيس الوزراء الفرنسي جان كاستيكس قطع زيارته لشمال العاصمة "باريس" من أجل التوجه إلى مركز الأزمات بوزارة الداخلية لمتابعة تطورات الحادث، مضيفًا أنه تم إغلاق المدارس والعديد من محطات المترو الموجودة في المنطقة التي وقع بها هذا الحادث.

2

حتى الآن لم يتضح سبب الهجوم، وأفاد مصدر قضائي أن الشرطة أوقفت لاحقًا مُشتبه به ثانِ قرب مبنى أوبرا الباستيل، حسبما نقلت وكالة فرانس برس.

وقال مصدر في شرطة العاصمة الفرنسية لوكالة رويترز، إن مشتبهين اثنين ما زالا طليقين.

وعثرت الشرطة على سكين في مكان الحادث، وصفها أحد رجالها بأنها تشبه المنجل بينما وصفها آخر بأنها ساطور، لكنها أكدت بعد ذلك أن المهاجم كان مسلحا بفأس.

في الوقت نفسه، فرضت قوات الأمن طوقًا حول مكان الهجوم بعد العثور على طرد مشبوه.

قالت السلطات الفرنسية إن ممثلي الادعاء العام في البلاد يتعاملون مع الهجوم على أنه حادث إرهابي محتمل.

لماذا أعادت تشارلي إيبدو نشر الصور الهزلية؟

قررت الإدارة التحريرية لتشارلي إيبدو إعادة نشر الرسوم الكاريكاتورية للنبي محمد مطلع سبتمبر الماضي، وهو ما برره مدير الصحيفة الأسبوعية لوران ريس سوريسو بأنهم "لن يستلموا أبدًا".

ترى الصحيفة إن إعادة نشر الرسوم، التي يُنظر إليها في أجزاء كبيرة من العالم الإسلامي باعتباراها مُسيئة ومستفزة، أن "أمرًا ضروريًا بالنسبة لها"، لاسيما وأنه يتزامن مع بدء محاكمة مُنفذي الهجوم الإرهابي الذي شهدته في يناير 2015 وراح ضحيته 12 شخصًا وأصيب العشرات، ويُعتبر أسوأ هجومًا ارهابيًا تشهده فرنسا منذ أكثر من 40 عامًا.

3

وقال هيئة تحرير المجلة، في مقال نشرته بالعدد الذي تضمن الصور الكاريكاتورية للنبي، إنه: "كثيرا ما طُلب منا منذ يناير 2015 نشر رسوم كاريكاتورية أخرى، لكننا كنا نرفض القيام بذلك، ليس لأن ذلك محظور، فالقانون يسمح لنا بذلك، ولكن لأنه يلزمنا سبب وجيه للقيام بذلك. سبب يحمل معنى ويضيف شيئا ما إلى النقاش".

بدأت محاكمة 14 مُتهمًا متورطًا في تنفيذ هجمات ارهابي على مجلة تشارلي إيبدو، ومتجر يهودي في العاصمة باريس مطلع سبتمبر الجاري، ووجهت السلطات إليهم عدة جرائم من بينها توفير الأسلحة للمهاجمين وعضوية منظمة إرهابية وتمويل الإرهاب، ومن بين الأربعة عشر متهما سيحاكم ثلاثة غيابيا.

ومن بين من سيمثلون أمام المحكمة على رضا بولات الذي يتهمه المحققون بأنه ساعد المهاجمين الثلاثة على جمع أسلحتهم وذخائرهم، ويواجه السجن مدى الحياة في حالة إدانته.

ماذا حدث في هجوم يناير 2015؟

في السابع من يناير 2015، دخل رجلان مُلثمان يرتديان ملابس سوداء مقر الصحيفة، حاملين بنادق من نوع إيه كيه-47، وتوجها إلى غرفة الاجتماعات وأطلقا الرصاص على كل من يوجد بداخلها. وخلال خروجهما التقيا برجل الأمن الذي أطلقا عليه الرصاص.

وحسب شهود عيان، فإن المسلحين الذي اتضم فيما بعد أنهما الشقيقين سعيد وشريف كواشي، رددا عدة عبارات من بينها "انتقمنا للنبي محمد"، و"قتلنا تشارلي إيبدو"، وبعد هروبهما من موقع الحادث واشتباكهما مع الشرطة استطاعا الهرب والاختفاء حتى هذه اللحظة.

4

وفي اليوم التالي، قتل أحمدي كوليبالي، قريب للشقيقين كواشي ضابطة شرطة، وقتل أربعة رجال يهود في متجر بشرق باريس.

وقال كوليبالي، في تسجيل مصوّر، إن الهجمات كانت منسقة ونفذت لحساب تنظيم داعش الإرهابي، بينما أعلن تنظيم "القاعدة" مسؤوليته عن هجوم المجلة الساخرة.

فيديو قد يعجبك: