إعلان

"عنصرية وتمييز واستغلال".. الأمم المتحدة تتحدث عن حال المهاجرين في قطر

02:44 م الأربعاء 15 يوليه 2020

الأمم المتحدة

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- هدى الشيمي:

أعربت الأمم المتحدة عن قلقها البالغ إزاء التمييز العنصري ضد العمال المهاجرين في قطر، الدول المُضيفة لكأس العالم، في تقرير بالغ الأهمية من المُقرر تقديمه إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة هذا الأسبوع.

قالت صحيفة الجارديان البريطانية، إن التقرير الذي أعدته المُقررة الخاصة للأمم المتحدة للعنصرية تينداي أتشيوم، يقول إن نظام الطبقي القائم على الأصول موجود في قطر، مُشيرًا إلى أن مواطني أوروبا، أمريكا الشمالية، أستراليا، ثم الجنسيات العربية تتمتع بقدر من الحماية والرعاية في مجال حقوق الإنسان أكثر من مواطني جنوب آسيا وجنوب أفريقيا وجنوب الصحراء.

ذكرت الجارديان أن حوالي مليوني مهاجر يعملون في قطر، الغالبية العُظمة من العمال ذوي الأجور المنخفضة قادمين من جنوب آسيا وشرق وغرب أفريقيا، وما يقرب من 18500 يعملون حاليًا على بناء ملاعب لإقامة مباريات كأس العالم، ولكن عشرات الآلاف الآخرين يعملون في مشاريع مرتبطة بكأس العالم، بما في ذلك البناء والضيافة والأمن.

"تمييز واستغلال"

يكشف التقرير أن العمال ذوي الأجور المنخفضة يعانون من التمييز الشديد والاستغلال، وبعد حوالي 10 أعوام من منح الفيفا حق استضافة كأس العالم إلى قطر، زادت الانتهاكات التي يتعرض لها هؤلاء العمال، بما في ذلك عدم حصولهم على أجورهم، وممارستهم للعمل في ظروف غير آمنة، والتعرض للتنميط العنصري من قبل الشرطة، علاوة على حرمانهم من الوصول إلى بعض الأماكن العامة.

بينما يشير التقرير إلى بعض الإصلاحات المثيرة للإعجاب، لاسيما من قبل اللجنة المنظمة لكأس العالم في قطر، إلا أنه يحذر من تحديات خطيرة. وأشار التقرير إلى إلغاء الحكومة القطرية لزيارة مقررة الأمم المتحدة الخاصة المعنية بالعبودية، كانت مُقررة في يناير الماضي، بعد فترة وجيزة من نشر النتائج الأولية للتقرير.

"الضغط على الفيفا"

رجحت الجارديان أن يضغط التقرير على الفيفا، لاسيما بعد أن قال جياني انفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، في يونيو الماضي إنه يجب علينا جميعًا التصدي للعنصرية وأي شكل من أشكال التمييز.

راسلت شركة "فير سكوير بروجكت"، وهي مجموعة معنية بحقوق الانسان ولديها خبرة طويلة في الدفاع عن حقوق العمال المهاجرين في دول الخليج، الفيفا واثنين من الشركات الراعية هما كوكا كولا وأديداس، لحثهم على التحدث علنًا عن الانتهاكات التي يتعرض لها المهاجرون في قطر، وأرجعت الشركة ذلك إلى أن العديد من العمال الذين تعرضوا للانتهاكات عنصرية وواجهوا التمييز تواجدوا في الدوحة بسبب قرار الفيفا بمنح البطولة إلى قطر.

قال نيك ماكجيهان، مدير في شركة فير سكوير بروجيكت إن هذا التقرير الصادر عن أحد أهم الجهات الرائدة لمناهضة العنصرية، يجعل الوضع في قطر اختبارًا محوريًا لالتزامات الفيفا بالتصدي للعنصرية، ويثير أسئلة جدّية بخصوص الرعاة.

أكدت ماكجيهان أن الفيفا يجب أن تتحمل مسؤولية إيقاف هذه الانتهاكات، ولكن القيام بذلك يحتاج إلى امتلاكهم لبيانات عامة قوية.

"فشل الفيفا"

فيما رأت الجارديان أن الفيفا فشلت في الاعتراف بالتمييز العنصري الذي أشارت إليه مُقررة الأمم المتحدة.

في المقابل، قالت الفيفا إنها تعمل مع شركائها لضمان إجراء بطولة خالية من العنصرية تشمل الجميع، مؤكدة أنها تتبع موقف حازم ضد التمييز من أي نوع.

لفتت الجارديان إلى أن أحد الانتقادات الرئيسية الموجهة إلى الدوحة هو استمرار نظام الكفالة، الذي يلزم العمال على الاستمرار في عملهم ويمنعهم عن تغيير وظائفهم دون الحصول على إذن صاحب العمل، وبالتالي يخشى العمال ذوي الأجور المنخفضة البحث عن وظائف أخرى يتلقون فيها معاملة أفضل وأكثر عدالة، وهو ما يعدّه تقرير الأمم المتحدة أحد الانتهاكات.

فيديو قد يعجبك: