إعلان

حداد وتساؤلات عقب هجوم جديد لتنظيم داعش شمال بغداد

04:02 م الأحد 22 نوفمبر 2020

الأمن العراقي

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

بغداد- (أ ف ب):

أعلنت محافظة صلاح الدين شمال العاصمة العراقية، الحداد لثلاثة أيام بعد مقتل 10 أشخاص في هجوم جهادي فيما استنكر البعض عجز القوات العراقية عن القضاء على الخلايا السرية لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش).

وقتل ستة من أفراد قوات الأمن وأربعة مدنيين مساء السبت في كمين نصبه جهاديون قرب سلسلة جبال مكحول الواقعة على بعد مئتي كيلومتر شمال بغداد، بحسب مصادر في الشرطة.

وبعد ثلاث سنوات على إعلان الانتصار على تنظيم الدولة الإسلامية، انفجرت قنبلة على جانب الطريق لدى مرور سيارة كانت تقل مدنيين. وعندما حضر عناصر الشرطة وأفراد من الحشد الشعبي - تحالف من لقوات شبه عسكرية مندمج الآن في الدولة - لإنقاذهم، تعرضوا لإطلاق نار من الجهاديين.

وأتهم مسؤول محلي والشرطة تنظيم الدولة الإسلامية بالوقوف وراء الهجوم فيما لم يتبن التنظيم الذي اعلنت السلطات هزيمته نهاية 2017، بعد ثلاث سنوات من المعارك الدامية لاستعادة ثلث الأراضي العراقية التي سيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية.

وعلى الرغم من عدم سيطرة الجهاديين على أراض، تشن خلايا نائمة من عناصر التنظيم هجمات كر وفر ضد بنى تحتية للدولة، خصوصا في مناطق مفتوحة تمتد الى الشمال من بغداد.

وكان أحد عشر عراقيا بينهم مقاتلون من الحشد الشعبي، قتلوا قبل عشرة أيام في هجوم بقنبلة يدوية على نقطة عسكرية في منطقة الرضوانية، ذات الغالبية السنية، الواقعة الى الغرب من بغداد .

وتفيد دراسة نشرت هذا الشهر "للمركز الدولي لمكافحة الأرهاب" في لاهاي، أن نشاط تنظيم الدولة الإسلامية في العراق "تسارع بشكل كبير من فبراير 2020 فصاعدا" ، حيث وصل إلى مستويات "تقترب من القلق" من تلك التي سبقت اجتياحه لثلث العراق في عام 2014.

لكن رغم ذلك، مازالت تزال أعداد القتلى منخفضة.

ولفتت الدراسة الانتباه بانه "يبدو أن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وبشكل عام، ينتقل من مرحلة (إعادة) بناء إلى أخرى تتميز بهجمات جريئة على غرار حرب العصابات،".

غضب تجاه الشرطة

تزامنت الهجمات مع حملة جديدة لقوات الأمن العراقية لاعتقال الجهاديين المختبئين في أرض وعرة في شمال وغرب البلاد. وقبل يوم من وقوع الهجوم، أعلن قائد الشرطة الاتحادية الفريق الركن جعفر البطاط خلال مقابلة مع الوكالة الرسمية للأخبار، السيطرة على جبل مكحول.

وقال حينها "نجحنا في تأمين جبل مكحول بشكل كامل وباشرنا بمسك الأمن ونصب كاميرات متطورة لتأمينه"، مشيراً إلى إن "الحوادث في بعض المناطق النائية التي ينفذها داعش وباتت الآن حالات فردية وتحت السيطرة".

وأثار الهجوم غضب شخصيات محلية بارزة.

وكتب النائب السني مشعان الجبوري، أحد ممثلي محافظة صلاح الدين في البرلمان، في تغريدة بعد الهجوم الذي وقع ليلة السبت "قوات الآمن اكدت لنا توا بأن هذه المنطقة تم تطهيرها".

وقال السياسي السني جمال الضاري، في تغريدة مماثلة، إن "الجريمة البشعة في قرية المسحك تكشف عن الفشل المتكرر بخطط محاربة الارهاب".

واضاف "على حكومة مصطفى الكاظمي أن تكون جادة بوضع استراتيجية وطنية للقضاء على الخلايا الارهابية من خلال التعاون الحقيقي وتفعيل الجهد الاستخباراتي وان لا تكتفي بتشكيل لجان التحقيق الصورية".

ويقابل العراقيين تشكيل اللجان التحقيقية مرارا من قبل الحكومة بسخرية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لعدم التوصل لأية نتائج.

وتأتي هذه الهجمات تزامنا مع قيام التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، بخفض عدد قواته التي ساندت العراق في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية منذ عام 2014.

وأعلنت واشنطن الأسبوع الماضي، بأنها ستسحب قريبا 500 جندي من قواتها في العراق بحلول منتصف يناير، ليبقى بذلك 2500 فقط في هذا البلد، وقال مسؤولون عراقيون بإنه يمثل المرحلة الرابعة والأخيرة من سحب قوات التحالف.

ضغط على الولايات المتحدة

قال القائد الأعلى للقوات الأمريكية في الشرق الأوسط الجنرال كينيث ماكنزي إن التقدم الذي أحرزته قوات الأمن العراقية في السنوات الأخيرة سمح بانسحاب القوات الأميركية.

وستتركز مهمة القوات المتبقية في العراق على تدريب القوات الآمنية وتنفيذ ضربات جوية لدعم عملياتها وتسيير ومراقبة الطائرات المسيرة فوق البلاد.

وصوت البرلمان العراقي في يناير، بعد 48 ساعة من اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني قاسم سليماني ومساعده العراقي ابو مهدي المهندس قرب مطار بغداد، على وجوب مغادرة 5200 جندي أمريكي كانوا ينتشرون في العراق.

من جهتها، تدعو الحكومة العراقية الحالية برئاسة مصطفى الكاظمي الذي يُنظر لحكومته على أنها تميل إلى الولايات المتحدة، إلى إمهال الأميركيين "ثلاثة اعوام" للانسحاب.

وهذا ما دفع الفصائل الموالية لإيران إلى تنظيم سلسلة مسيرات خلال الأشهر الأخيرة، لمطالبة الكاظمية بتنفيذ القرار.

وكتب على واحدة من اللافتات التي رفعت خلال تلك الاحتجاجات "إذا لم تغادر لوحدك ، فإن صواريخنا ستجبرك على الخروج!"، في إشارة إلى عشرات الهجمات الصاروخية التي أستهدفت منذ أكتوبر مقار دبلوماسية وعسرية غربية ما دفع الولايات المتحدة للتهديد بإغلاق سفارتها في بغداد في حال توقف تلك الهجمات.

هذا المحتوى من

AFP

فيديو قد يعجبك: