إعلان

"الذهب الأسود".. كيف ازدهرت تجارة "الشعر المستعار" على حساب نساء الأويجور؟

10:32 م السبت 10 أكتوبر 2020

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - محمد عطايا:

"ذات يوم، تم جري إلى مكتب لا أعلم ماهيته، وكان ذلك بعد يوم من اعتقالي في أحد معسكرات احتجاز الأويجور، ووجدت في المكتب صينية بها آلة ومقص، وقاموا بقص شعري الذي كان يومًا يصل حتى قبل ركبتي بقليل"، هكذا وصفت زمرة دوات، مواطنة من الأويجور ما شهدته بمعسكرات الاعتقال في شينجيانج، وفقًا لما ذكرته شبكة "سي إن إن".

دوات، كانت واحدة من ضمن آلاف الفتيات والسيدات التي يتم قص شعرهن جبرًا لاستخدامه في تجارة الشعر، أو كما وصفتها الشبكة الأمريكية بـ"الذهب الأسود".

في سبتمبر الماضي، أصدرت الجمارك وحماية الحدود الأمريكية أمر حجب الإفراج، عن أي شحنات واردة من الشعر من شركة "لوب كاونتي هير برودكت بارك" الصناعية في جنوب شينجيانج، وهي منطقة ذاتية الحكم في الصين.

وقالت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، أنه في شهر يونيو الماضي تم مصادرة 13 طنًا من الشعر البشري، قيمته 800 ألف دولار، قادمًا من الشركة، التي تواجه حاليًّا اتهامات باستغلال نساء الأويجور لقص شعرهن وبيعه للدول الغنية.

الحجب الأمريكي لمنتجات الشعر المستعار القادمة من شينجيانج، واتهام الشركات العاملة هناك بقص شعر نساء الأقليات جبرا، أدى إلى أن عدد من الشركات متعددة الجنسيات أوقفت التعامل مع تلك الشركات.

وقال ويليام تشو، مدير التسويق الرقمي في شركة "آي آند آي" الأمريكية، لشبكة "سي إن إن"، إن شركته لم تكن تعلم حقيقة ما يحدث للأقليات من الأويجور، وأنهم كانوا غافلين عن ذلك.

وأكدت "سي إن إن"، أن الشركة الأمريكية الشهيرة ألغت جميع الطلبيات من المصنع في شينجيانج، وقطعت علاقاتها مع وكلائهم في كوريا الجنوبية وعدد من الدول، فضلًا عن أن عدد من الشركات الدولية الأخرى سلكت الدرب نفسه.

وقال هان هيون جونج، الرئيس التنفيذي لشركة "كيه سي إيه جلوبال"، لشبكة "سي إن إن"، إن الشركة لم تعد تعمل مع الشركة المصنعة في شينجيانج.

وأكدت "سي إن إن"، أن اتهامات الولايات المتحدة لشينجيانج باللجوء إلى قص شعر سيدات الأويجور جبرًا، هي جزء من نمط أوسع لانتهاكات حقوق الإنسان المزعومة ضد الحكومة الصينية في المنطقة.

وعلى الرغم من كونها أكبر مناطق ومقاطعات الصين، فإن عدد سكان شينجيانج صغير نسبيًا حيث يبلغ 22 مليونًا فقط، وهي موطن لمجموعة متنوعة من الأقليات، وأكبرها مسلموا الأويجور.

وكشفت "سي إن إن"، أن الحكومة الصينية استغلت تهم الانفصال الموجهة للأويجور لتبرير ما يتم ضدهم من "قيود صارمة على الحريات الدينية إلى جانب تبني مراقبة شاملة لكل الأقليات".

وتقول الولايات المتحدة إن هذه السياسة ضد الأويجور بلغت ذروتها في إنشاء شبكة من معسكرات الاعتقال الجماعي الغامضة، والتي تهدف إلى إخضاع واستيعاب الأقليات المسلمة في شينجيانج من خلال التلقين السياسي القسري، وهو ما تنفيه الصين بشدة.

وتقول إحدى مواطنات شينجيانج السابقات، جولزيرا أولخان، إنه تم إلقاء القبض عليها وإيداعها في معسكر مع أبناء عرقها من الأويجور في 2017.

وتقول أولخان "كانت الكاميرات تراقبنا في كل مكان.. إذا بكينا فسوف يقيدون أيدينا، وإذا تحركنا فسوف يقيدوننا أيضًا.. وكانوا يسمحون لنا بالذهاب إلى المرحاض لمدة دقيقتين فقط وإذا تجاوز أحد ذلك الوقت، يضربوه بالعصي الكهربائية".

وأكدت أولخان أن السلطات أخبرتها أنها "جاءت من بلد إرهابي، ثم قامت (السلطات) بقص شعري. وأخذت عينات من دمي".

وقالت الشبكة الأمريكية، إنه سبق للعديد من النساء الأخريات أن تحدثن عن أنهن أزيلن شعرهن بالقوة أثناء الاعتقال.

وأكدت جولباخار جليلوفا، من عرقية الأويجور من كازاخستان، وتعيش حاليًا في إسطنبول، أنه تم إجبارها على "حلق شعرها بالكامل"،

وتقول زمرة داوت، وهي من عرقية الأويجور وتعيش الآن في واشنطن بعد فرارها من شينجيانج، إنها تعرضت لتجربة مماثلة.

وتؤكد "كان لدي شعر طويل، حتى قبل ركبتي بقليل، ولكنهم في اليوم التالي من اعتقالي في أحد معسكرات اعتقال الأويجور، أخذوني إلى مكتب منفصل، حيث كان لديهم صينية بها آلة ومقص، وقاموا بقص شعري".

وأضافت "تم قص شعر الجميع"، ما جعل السجينات "حزينات ومجهدات".

كشفت قليبنور صديق، وهي أوزباكستانية، كانت تعمل في تعليم النساء الأميات في معسكرات اعتقال الأويجور، لشبكة "سي إن إن"، أن ما تقوم به السلطات الصينية ضد الأويجور وبخاصة قص الشعر عملية ممنهجة.

وأوضحت أن كل فتاة يتم الزج بها في معسكرات الاعتقال تم قص شعرها.

وأضافت أنه "بعد حوالي 10 أيام من اعتقال أي فتاة جديدة في المعسكرات يتم حلق شعرهن بالكامل".

وعندما صادرت الجمارك الأمريكية منتجات للشعر تقدر قيمتها بنحو 800 ألف دولار خلال الصيف، سلطت الضوء على أن شعر الإنسان سلعة ثمينة يتم تداولها عبر الحدود الدولية.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان