إعلان

للعقاب والترهيب.. لماذا يلاحق أردوغان مشاهير التواصل الاجتماعي في تركيا؟

12:25 ص الخميس 25 يوليه 2019

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب – محمد عطايا:

هذا الشهر، حكمت المحكمة على نجمة وسائل الاتصال الاجتماعي التركية "بوكا"، بالسجن لمدة ست سنوات تقريبًا بتهمة "الترويج لتعاطي المخدرات" بسبب التغريدات التي كتبتها عن المسلسل التلفزيوني "ناركوس".

وبعد صدور الحكم؛ نشرت "بوكا" -واسمها الحقيقي "سيلين بينار اسيك"- قصتها على موقع "إنستجرام"، قائلة إنه حتى بابلو إسكوبار (أشهر تاجر مخدرات)، لم يحصل على حكم بكل تلك السنوات !".

وعلق موقع مجلة "فورين بوليسي"، على القصة التي صارت مثار أزمة في تركيا بالقول أنها تُجسد معاناة مشاهير التواصل الاجتماعي في تركيا، بسبب الملاحقات القانونية غير المبررة، والتي لا تستند إلى دلائل منطقية.

المجلة الأمريكية، أوضحت أن الفضائح القضائية في تركيا في عهد الرئيس رجب طيب أردوغان من المُسلمات، إلا أن الملاحقة الأخيرة لمشاهير التواصل الاجتماعي لا تزال قادرة على جذب الانتباه والبحث حول نوايا أردوغان.

العديد من النقاد والمعارضة، انتقدوا الحكم على الناشطة "بوكا"، لافتين إلى أن المغتصبين ومرتكبي الجرائم الخطرة الأخرى يفلتون من عقابهم في تركيا.

فيما كشفت "فورين بوليسي" أن ملاحقة الأشخاص ذوي التأثير على وسائل التواصل الاجتماعي هدفه الأول والأخير الترهيب والعقاب، لكل من دعم المعارض محرم إينس، من حزب الشعب الجمهوري، الذي خاض الانتخابات الرئاسية أمام أردوغان العام الماضي.

الحكم على ناشطة التواصل الاجتماعي "بوكا" التي لديها أكثر من مليوني متابع على "تويتر"، يبعث –بحسب فورين بوليسي- برسالة مخيفة إلى كل المشاهير على مواقع التواصل الاجتماعي، حتى يتخذوا الحيطة حول من يدعمونه في المستقبل.

ويقول ميرف تاهيروجلو، الباحث في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات: "لقد كان المشاهير العلمانيون في تركيا، وخاصة فناني الأداء في المسرح والسينما، من كبار المنتقدين لأردوغان، ويظهرون غالبًا في مقاطع الفيديو الموسيقية والإعلانات التلفزيونية التي تهدف إلى المقاومة السياسية ومعارضة نظام حكمه"، متابعًا بالقول: "لقد أصبحت الحكومة التركية غير متسامحة بشكل متزايد تجاه هذه الشخصيات منذ تصاعد وتيرة الاحتجاجات ضد أردوغان وخسارة بلدية اسطنبول".

وتُشير المجلة الأمريكية، إن "بوكا" ليست الأولى؛ ففي العام 2016، تم إدانة ميرف بويوكساراك، الفائزة السابقة في مسابقة ملكة جمال تركيا بتهمة إهانة الرئيس بسبب قصيدة شاركتها عبر "إنستجرام"، ليحكم عليها بالسجن لمدة 14 شهرًا مع وقف التنفيذ.

وفي العام الماضي، تم سجن مغني الراب الشهير إيزيل، واسمه الحقيقي "عمر سركان إيبكسي أوغلو"، بسبب انتقاده لسياسات أردوغان، واستعراضه في فيديو عبر "يوتيوب" حصل على 67 مليون مشاهدة، وهو يرتدي وشاحًا لكرة القدم يحمل وجوه العديد من الرجال الذين قُتلوا على أيدي الشرطة خلال احتجاجات "جيزي بارك" في العام 2013، والتي كان أغلبها من الفنانين والمشاهير، والتي طالبت بتغيير سياسات أردوغان.

وتوضح المجلة الأمريكية، أن أردوغان أصبح يزيد من وتيرة تلك الاعتقالات والمحاكمات نظرًا لأهمية مواقع التواصل الاجتماعي وتأثيرها على الأشخاص حول العالم، والتي أصبحت بديلًا للصحف التي لا تستطيع تقديم معارضة حقيقية في أنقرة.

وقال تاهيروجلو إن أردوغان يريد السيطرة على المعلومات للحفاظ على سلطته، لافتًا إلى أنه تحكم بالكامل على وسائل الإعلام المطبوعة والإذاعية، وحاول تنظيم وسائل التواصل الاجتماعي من خلال حظر ويكيبيديا، ويوتيوب، وتويتر، والتدخل ضد المدونات الشعبية.

وأشار إلى أن تركيا بدورها "ليست أسوأ سجين للصحفيين في العالم وحسب، ولكن أيضًا من بين الأسوأ في حرية الإنترنت".

فيديو قد يعجبك: