إعلان

بعد 13 عامًا على إعدامه.. مكان جثة صدام حسين لغز بلا حل

10:02 م الإثنين 15 يوليو 2019

صدام حسين

كتبت – إيمان محمود:

فجر يوم الـ30 ديسمبرمن العام 2006 -الذي صادف أول أيام عيد الأضحى- تم تنفيذ حُكم الإعدام شنقًا في الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، بعد إدانته بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، وانتهت بذلك مرحلة من تاريخ العراق استمرت لنحو ربع قرن.

دُفن صدام في مسقط رأسه بالعوجة –الواقعة على بُعد كيلومترات جنوبي تكريت- بعد تسليم القوات الأمريكية جثمانه لثلاثة أفراد من المحافظة أحدهم شيخ العشيرة الذي ينتمي لها، لكن على مدى الأعوام اللاحقة أثيرت أكثر من مرة أنباء عن نبش قبره واختفاء جثة الرئيس الراحل، في غموض لم يُفسّر حتى اليوم.

منذ خمس سنوات، حررت قوات الحشد الشعبي العراقية مدينة تكريت من قبضة تنظيم داعش الإرهابي، وبعد أيام تم تدول الأنباء عن أنهم قاموا بتفجير ضريح صدام حسين، إلا أن مقربون من عائلة صدام حسين أكدوا لـ"العربية.نت" أنه تم نقل جثمان الرئيس السابق قبل دخول الحشد إلى مكان مجهول تحسبًا من نبش القبر أو إخراج الجثمان من مكانه.

ففي عام 2014، نشرت وكالة الأناضول نبأ عن "فشل عناصر مسلحة، في تفجير قبر صدام حسين في العوجة"، مضيفة إن ميليشيات شيعية فيما دافعت عن المقر ما أدى إلى إصابة ثمانية منهم بمواجهات مع العناصر المسلحة التي تُدعى "سيف الله البتار".

وقتذاك، كانت جماعات سُنية مسلحة تسيطؤ على مناطق في محافظة صلاح الدين؛ منها مدينة تكريت.

كما قالت "بي بي سي" إن تنظيم داعش أعلن تدمير القبر بالكامل، لكن مسؤولين بالمنطقة نفوا هذا وقالوا إنه تعرض للنهب وأن أضرارا بسيطة لحقت به.

مَن فجّر الضريح؟

وفي عام 2015، انتشر فيديو على يوتيوب، يُظهر قبر صدّام وقد سُوي بالأرض باستثناء بعض الأعمدة التي كانت تثبت سقف الضريح، وذلك بعد أن حررت قوات الحشد الشعبي التابعة حاليًا للجيش العراقي، مدينة تكريت من تنظيم داعش الإرهابي.

وسُمع في الفيديو، صوت شخص لم يظهر على الكاميرا، وهو يقول: "شاهد هذا قبر الملعون صدام حسين .. كم سفكت من الدماء هذه دار الظالم خراب.. لعنة الله عليك يا ظالم".

كما ظهرت مجموعة من الجنود بالقرب من ركام الضريح، وقال أحدهم: "هذا مآل من يعادي الحسين"، في حين ظهر عنصر آخر ، وهو يطلق رصاص بندقيته باتجاه الأنقاض، وسط تعليقات المتحدث في الشريط: "هذا ثأرً للشهداء".

من جانبهم، أكد مسؤولون في قوات الحشد الشعبي، أن القبر دمرته طائرات الجيش العراقي عقب دخول تنظيم داعش إلى العوجة في عام 2014 بعدما تمركز مقاتلون داخل القاعة، وذلك رغم أن قوات الحشد أعلنت في وقت سابق أن داعش هو من فخخ القبر وفجره.

وفي تصريحات صحفية أدلى بها الشيخ مناف علي الندى، في عام 2015، وهو زعيم عشيرة البوناصر التي ينحدر منها صدام، قال إن القبر نبش ثم تم تفجيره "من دون أن يوضح المسؤولين عن عملية التفجير لأننا لا نعرف شيئا عن العوجة منذ غادرناها".

وفيما يتعلق بمكان الجثة، قال في تصريحاته للجزيرة: "سمعنا روايات أن أحدا جاء بسيارات رباعية الدفع ونبش القبر للثأر لعمه وأبيه اللذين قتلهما صدام، أحرق الجثة وسحلها، ولا نعرف إذا أعادها أم لا".

واستطرد: "نعم، نعتقد أن الجثة لا تزال هنا" قرب شاهد حديد كتبت عليه عبارة "قبر هدام كان هنا".

تفاصيل جديدة

أكد رئيس مجلس عشائر محافظة صلاح الدين الشيخ خميس الجبارة، في تصريحات صحفية، أمس الأحد، إنه بعد إعدام صدام حسين، قام نائب المحافظ السابق عبدالله جبارة، والشيخ علي الندى بجلب جثمانه من العاصمة بغداد، ودفنه في مسقط رأسه في قرية العوجة الواقعة في محافظة صلاح الدين.

وأضاف، أنه بعد دخول تنظيم داعش الإرهابي عام 2014 إلى محافظة صلاح الدين والسيطرة على مدن المحافظة، قامت عائلة وأبناء عشيرة صدام حسين بنقل جثمانة من قرية العوجة إلى مكان مجهول الهوية، مشيراً إلى أن عملية النقل "تمت في سرية تامة دون معرفة المزيد من التفاصيل عن المكان الجديد".

فيما نقلت وكالة "سبوتنيك" الروسية، أمس، عن مصدر قالت إنه مقرب من عائلة الرئيس العراقي الأسبق، أنه بعد دخول داعش، محافظة صلاح الدين، واستيلائه على مناطقها وقراها منها قرية العوجة، قام بتضييق الخناق على المسؤولين عن المسجد الذي دفن فيه الرئيس الراحل.

وأضاف: "قام داعش الإرهابي، بعد ذلك بمنع الزيارات إلى قبور صدام وأولاده، ثم أغلقه لفترة من الفترات، الأمر الذي دفع بعض الأشخاص من عشيرة الرئيس، وقالوا: "يجب أن ننقل الجثامين إلى مكان آمن لأنه من المحتمل أن يقوم الدواعش بتفجير المسجد والقبور، أو أن يفعل بعض عناصر الحشد الشعبي، ذلك عندما يدخلون إلى المسجد".

واستطرد المصدر: "وعليه تم نقل الجثامين بعد إخراجها من القبور من داخل مسجد صدام الكبير في قرية العوجة، إلى مكان تضاربت المعلومات عنه داخل صلاح الدين، أو خارجها، ولا يعرف مكان دفن الجثامين سوى ثلاثة أشخاص فقط هم من قاموا بنقلها في ليلة مظلمة إلى مكان آمن".

وأكد المصدر أن أحد الأشخاص الثلاثة توفي، وبقي شخصان يتحفظان على السر الذي معهما، ولا يبوحان بمكانه أبدا خوفا على حياتهما، وعلى الوصول إلى مكان الجثامين.

وعن عدد الجثامين التي نقلها هؤلاء الأشخاص الثلاثة، ألمح المصدر إلى أن العدد المعلوم هو 6: جثمان الرئيس، وولديه، عدي، وقصي، وحفيده مصطفى، ونائبه طه ياسين رمضان، ورئيس محكمة الثورة السابق، عواد البندر، كانوا مدفونين في قاعة المناسبات الكبرى، في المسجد، والتي تبلغ مساحاتها الإجمالية بحدود ألف متر مربع.

وأشار إلى أن نقل الجثامين تم دون علم عائلة الرئيس، ودون إبلاغها حتى، وإلى الآن لا تعرف المكان الذي نقلت إليه جثامينهم.

فيديو قد يعجبك: