إعلان

كيف تستفيد إسرائيل من الدعم الأمريكي لأكراد سوريا؟

04:23 م الخميس 31 يناير 2019

دونالد ترامب

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – إيمان محمود:

"ليس للكُرد سوى الجبال".. هكذا يقول الأكراد على مرّ تاريخهم، يذكّرون أنفسهم دائمًا بوحدة وعُزلة اعتادوا عليها، حتى جاء إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بسحب القوات الأمريكية من شمال سوريا في الأشهر القادمة، بمثابة تأكيد وتثبيت لهذه المقولة.

ترى صحيفة "جيروزاليم بوست" إن الإعلان الأمريكي صدم المجتمع الدولي ليس فقط لأن داعش ستحصل على فرصة للعودة، لكن أيضًا لأن تركيا والجيش السوري الحرّ المُعارض من شأنه أن يقتل الأكراد، الذي حاربوا التنظيم المُتطرف بضراوة على مدى سنوات.

تقول الصحيفة إن الأكراد قاتلوا تنظيم داعش بشجاعة وأنشأوا نظامهم العلماني الفريد في قلب فوضى سياسات الشرق الأوسط، بقيادة حزب الاتحاد الديمقراطي، وجيشه وحدات حماية الشعب، الذي تعتبره تركيا منظمة إرهابية تهدد أمنها القومي.

لم تكن روسيا وإيران وتركيا تتوقع مثل هذا الانسحاب من الولايات المتحدة، وقد رحّب به الجميع، وينطبق هذا بشكل خاص على تركيا، التي تنتظر قواتها المسلحة، المزوّدة بأسلحة ثقيلة، اللحظة المناسبة للهجوم على الأكراد، بعد أن استولت بالفعل على بلدة عفرين الكردية.

وأفادت وكالة "رويترز" البريطانية، أن وزير الدفاع التركي خلوصي آكار، أعلن أن المسلحين الأكراد في سوريا "سيُدفنون في خنادقهم عندما يحين الوقت".

ورغم هذه التهديدات، ردّ الأكراد بهدوء على إعلان الانسحاب؛ فرئيس العلاقات الدبلوماسية في حزب الاتحاد الديمقراطي، صالح مسلم، قال إنه على الرغم من أن الانسحاب الأمريكي سيكون مصدر قلق فيما يتعلق باستقرار "لم ندعهم، ونحن لا نرسلهم بعيدًا.. نحن نعتمد على قوتنا ودفاعنا .. تزامنت مصالحنا، تصرفنا معًا، لكننا لم نعتمد عليها أبدًا ".

بالطبع، الأكراد مدركون للمواقف الغربية-الأمريكية السابقة تجاههم، ولعل أبرز حادث وقع في عام 1999، عندما تم تسليم عبد الله أوجلان، زعيم حزب العمال الكردستاني، إلى الأتراك بمساعدة أجهزة الاستخبارات الأمريكية السرية في نيروبي، يتبع الأكراد السوريون أيديولوجية أوجلان، وقد بنوا نجاحهم السياسي على نظريته السياسية.

ومع ذلك، تتداخل المصالح الإقليمية الكردية والأمريكية حاليًا. يحتاج الأكراد إلى حماية طويلة الأمد، والولايات المتحدة بحاجة إلى القوات الكردية أو التي باتت تُعرف بـ"روج آفا"، لوقف التوسع الإيراني الشيعي في المنطقة وتأمين موقع إسرائيل في الشرق الأوسط.

"روج آفا" هي الترجمة الحرفية لمصطلح "غرب كردستان"، وتُشير تحديدًا إلى منطقة شمال سوريا التي ستنسحب منها القوات الأمريكية، وهي المنطقة التي يعتبرها الأكراد تابعة لدولتهم البائدة، ومؤخرًا بدأ يُطلق هذا الاسم على القوات الكُردية السورية، التابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني في سوريا، الذي يعتبر امتدادًا لجناح الحزب الديمقراطي الكردستاني في العراق بقيادة مسعود برزاني.

مخاوف التمدد الإيراني

تسعى إيران جاهدة للحفاظ على نفوذها السياسي في المنطقة؛ من أجل تعزيز موقعها الجيوسياسي، فهي تقاتل من أجل إنشاء هلال شيعي من إيران على طول الطريق عبر سوريا إلى ساحل البحر الأبيض المتوسط.

وحذّرت "جيروزاليم بوست" من أنه إذا نجحت إيران في هذا التوسع سيكون أكبر تهديد للمصالح الأمريكية في المنطقة خلال السنوات القادمة، بالإضافة إلى ذلك، فإن نمو المشاعر المؤيدة لإيران في العراق ذو الأغلبية الشيعية، والذي تربطه به روابط اجتماعية واقتصادية وثقافية عميقة مع إيران، يؤثر على المصالح الجيوسياسية للولايات المتحدة التي مازالت لها قوات في الأراضي العراقية.

ولهذا؛ تلعب "روج آفا" دور حاسم في سوريا، إذ قال شيركو عباس، رئيس الجمعية الوطنية الكردستانية في سوريا، "إن الردع الوحيد لإيران هو الأكراد، الطريقة الوحيدة لتعطيل الهلال الشيعي هي الأكراد، بحسب ما نقلته الصحيفة.

كما ذكرت الصحيفة أن هناك ثلاثة عوامل تقلق الولايات المتحدة حول ضمان سلامة الأمن القومي لحليفتها؛ إسرائيل، وهي: التوسّع الإيراني المُحتمل في المنطقة، وغموض السياسة التركية التي تميل إلى أن تصبح دولة حزبية وطنية ذات قاعدة سنُّية تحت قيادة الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان، ودور روسيا التي تحاول فرض سيطرتها العسكرية في المنطقة، والتي تربطها أيضًا علاقات مع كل من إيران وتركيا.

وقالت الصحيفة إنه على الرغم من أن الولايات المتحدة تواصل إعلان أنها ستتعاون مع إسرائيل لمحاربة إيران في سوريا والمنطقة، فإن إسرائيل تدرك تمام الإدراك أن الانسحاب الأمريكي من شمال سوريا أو كما يسميها الأكراد "روج آفا" سيترك فراغ ستشغله بالطبع إيران وتركيا.

وأضافت: "بما أن البلدين يعارضان المصالح السياسية الإسرائيلية في الشرق الأوسط، فإن تركيزهما سيتجه إلى إلحاق الأذى بإسرائيل".

وتساءلت الصحيفة: "هل ستقوم الولايات المتحدة بسحب قواتها من روج آفا (شمال سوريا)؟ الجواب القصير هو لا"، مؤكدة: "السماح بإلغاء الأكراد في المنطقة سيكون مخالفًا تمامًا لمصالح الولايات المتحدة الجيوسياسية والأمنية الجغرافية".

فيديو قد يعجبك: