إعلان

فورين بوليسي: كيف يجبر ترامب إيران على العودة إلى المفاوضات؟

07:36 م الخميس 11 أكتوبر 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب – حسام سليم:
قالت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، إن الرئيس دونالد ترامب يريد الضغط على إيران بأقوى ما يمكن وذلك لإجبارها على اللجوء إلى طاولة المفاوضات، والتوقيع على اتفاق جديد مُعدّل، على غرار سياسته تجاه كوريا الشمالية.

وأشار التقرير إلى أنه ربما يتحول أحد كبار قادة "الدكتاتورية الفاسدة" المسئول عن زرع الفوضى والموت والدمار، فجأة إلى رجل رائع جدا، إذا كان من يقول ذلك هو الرئيس ترامب، حيث وصف الأخير الرئيس الأيراني حسن روحاني بكلتا الصفتين.

هذا الخليط المتناقض من الهجوم والمجاملة في آن واحد له غرضه، فالرئيس ترامب لا يكتفي بالانسحاب من الاتفاق النووي الذي أبرمه سلفه باراك أوباما عام 2015، بل يريد التفاوض على اتفاق جديد.

وأضافت المجلة أنها استراتيجية بسيطة، ولكنها لا تخلو من مخاطر كبيرة، فمن المحتمل أن تصعد إيران بتكثيف أنشطتها النووية وإحداث أزمة. وبالنظر إلى قواعد اللعبة مع كوريا الشمالية، قد تظن طهران أن واشنطن ستشعر حينها بالضغط وتتجه نحو إعادة الأمور إلى الوضع السابق.
ومن المخاوف الأقل خطورة، ولكن ربما الأكثر احتمالاً، أن طهران ستلتزم بكل بساطة بالسعي إلى تحمل الضغوط الأمريكية لبعض الوقت بدلا من المساومة لتخفيف الضغط الاقتصادي الساحق، بالضبط مثلما فعلت بعض الأنظمة مثل فنزويلا والعراق في السابق.

وأشارت إلى أنه إذا سارت الأمور على هذا النحو، فمن المحتمل أن إيران ستعول على 3 محاور تصب في صالحها، أولها أن الولايات المتحدة سوف يتم عزلها دوليًا، وأن نهج ترامب سيتسبب في استقطاب محلي وسيتم الإطاحة به بأي طريقة كانت، وأن واشنطن حينها لن تكون راغبة بالاستمرار في مسار العقوبات وتحدي إيران في جميع أنحاء المنطقة.
المجلة الأمريكية ذكرت أيضًا أن إدارة ترامب إذا كانت تريد زيادة الضغط على إيران، يجب عليها أن تحبط توقعات طهران على جميع المحاور الثلاث، فضلا عن منعها من توسيع نطاق أنشتطها النووية.

ويتطلب القيام بذلك استراتيجية متعددة الأطراف في آن واحد معا، وهي خطة شاملة يدعمها حلفاء الولايات المتحدة، وتتجاوز حدود العقوبات لاستخدام جميع الأدوات السياسية المتاحة، بما في ذلك الوسائل الدبلوماسية والمخابراتية والعسكرية والمستدامة، وكذلك الحصول على دعم داخلي كاف من الحزبين (الجمهوري والديمقراطي) لتأمين استمرار ترامب في منصبه.

الخطوة الأولى في هذه الاستراتيجية، بحسب ترامب، تتمثل في رأب الصدع بين الولايات المتحدة وحلفائها ولا سيما فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة، وهي الدول التي وقّعت على الاتفاق النووي بجانب واشنطن.

ولفتت إلى أن حلفاء الولايات المتحدة على الرغم من اختلافهم معها حول الانسحاب من الاتفاق النووي وإعادة فرض العقوبات، إلا أنهم يتفقون مع واشنطن أكثر مما يتفقون مع إيران. فلا أحد يرغب في رؤية إيران تملك سلاحا نوويا، وجميعها منزعجة من تطوير برامج الصواريخ والأسلحة الأخرى وانتشارها في المنطقة من خلال وكلائها في جميع انحاء الشرق الأوسط.

وفي ضوء هذا التداخل، يجب أن يكون التفاوض على تسوية مؤقتة بين الولايات المتحدة وأوروبا قابلاً للتحقيق. يجب على إدارة ترامب أن تظهر مرونة "متواضعة" في تطبيق العقوبات، ويجب على الاتحاد الأوروبي الانضمام إلى الولايات المتحدة في فرض التكاليف على إيران، التي تستهدف مجالات الاهتمام المشترك مثل برنامج إيران الصاروخي وأنشطتها في سوريا.
وتتوقع أن يعارض البعض أي مرونة مع الإجراءات الأمريكية أحادية الجانب، لكن مثل هذه الاعتراضات مضللة، فالولايات المتحدة وحلفائها سوف يحرمون إيران من ميزة استراتيجية في حال توصلوا لاتفاق، ويقابلوا أي انخفاض هامشي في الضغط الأمريكي.

إن المرونة في تطبيق عقوبات جديدة سيمكن أوروبا من إثناء إيران عن توسيع نطاق أنشتطها النووية وإعطائها مساحة لإقناع إيران بالعودة إلى المفاوضات حول قائمة المخاوف التي تشترك فيها الولايات المتحدة وحلفاؤها.

وشددت على أن مواجهة إيران في المنطقة لا يجب أن عسكرية، فإن أي سياسة تجاه إيران يجب أن تدرك حقيقة أن أولويات واشنطن العليا تقع بشكل متزايد خارج الشرق الأوسط، لكن الاحتفاظ بالوجود الأمريكي الصغير في سوريا أو توسيع جهود الحلفاء لاعتراض شحنات الأسلحة الإيرانية يمكن أن يزيد من تأثير الدبلوماسية.
وأخيرًا، يجب على إدارة ترامب أن تؤمن دعما من الحزبين لاستراتيجيتها تجاه إيران. ينبغي على الجمهوريين أن يفهموا أن ثني إيران عن متابعة النشاطات التي حددها وزير الخارجية مايك بومبيو من المرجح أن يكون مسعى طويل الأجل.

إن التقلب المتزايد في السياسة الخارجية للولايات المتحدة في القضايا الحساسة مثل إيران لا يشجع الحلفاء والخصوم على السواء على التمسك بسياسة مستقبلية أكثر ملاءمة، ولكنه يقلل أيضًا من قدرة واشنطن على القيادة.

في هذه اللحظة، تبدو إدارة ترامب في معزل عن إيران. لكن في الواقع، فإن المخاوف التي أعربت عنها فيما يتعلق بالسياسات الإيرانية يتم تقاسمها على نطاق واسع في الولايات المتحدة وخارجها، كما أن حلفاء الولايات المتحدة يتطلعون إلى تواجد القيادة الأمريكية في القضايا الإقليمية الشائكة مثل سوريا واليمن.
قد لا يحصل ترامب على لقاء على الهواء مع زعيم إيراني. ولكن إذا كان بإمكانه حشد حلفائه بدلا من عزلهم، فإن عرضه المقدم لإيران بالحل الدبلوماسي سيصبح عرضا حقيقيا، كما سيستطيع أن يضمن أن إيران ستدفع ثمن اعتراض المصالح الأمريكية، وربما يعيدها إلى طاولة المفاوضات.

فيديو قد يعجبك: