إعلان

بعد عملية في الأقصى.. الاحتلال يغلق المسجد للمرة الأولى منذ 49 عامًا

05:24 م الجمعة 14 يوليه 2017

منع جيش الاحتلال المصلين من الدخول إلى باحات المسج

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- إيمان محمود
شهدت مدينة القدس المحتلة، صباح اليوم، أحداثا عنيفة، بعد أن قتلت قوات الاحتلال ثلاثة فلسطينيين، اليوم الجمعة، في باحات المسجد الأقصى، عقب قيامهم بعملية فدائية وإطلاقهم النار على مجموعة من شرطة الاحتلال بالقرب من باب الأسباط.

وقالت دائرة الإعلام في الأوقاف الإسلامية، إن شرطة الاحتلال الإسرائيلي لاحقت الشبان الثلاثة داخل ساحات المسجد الأقصى "صحن الصخرة" بادعاء إطلاقهم النار باتجاه أفراد من شرطة الاحتلال بالقرب من باب الأسباط، وأصابتهم بالرصاص وهم ملقون على الأرض في ساحات الاقصى، ومنع جنود الاحتلال أطقم الإسعاف من الوصول إليهم، بحسب وكالة "وفا" الفلسطينية.

ونشرت المواقع الإخبارية الفلسطينية، هوية المنفذين الثلاثة وصورًا لهم من صفحاتهم عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، وهم محمد أحمد محمد جبارين (29 عاما)، محمد حامد عبد اللطيف جبارين (19 عاما)، ومحمد أحمد مفضل جبارين (19 عاما).

وكان محمد حامد جبارين، قد كتب قبل وقوع العملية بوقت قصير عبر صفحته الشخصية، "وابتسامة الغد أجمل بإذن الله"، حيث أرفقه بصورة له مع الشهيد محمد أحمد جبارين داخل ساحات المسجد الأقصى، بحسب ما نقله موقع "84".

وتشهد مدينة أم الفحم والمنطقة في هذه الأثناء أجواء من الحزن والقلق والتوتر بين المواطنين في أعقاب انتشار النبأ، فيما يتوافد عدد كبير من أهالي أم الفحم والمجتمع العربي على خيمة العزاء التي أقيمت في المدينة للوقوف إلى جانب عائلات الشبان الثلاثة.

منع صلاة الجمعة

وفي أعقاب الحادث، منع جيش الاحتلال المصلين من الدخول إلى باحات المسجد الأقصى لتأدية صلاة الجمعة لأول مرة منذ 49 عامًا، حيث تعد هذه المرة الأولى التي تمنع فيها إسرائيل المصلين المسلمين من تأدية صلاة الجمعة في المسجد الأقصى منذ الاحتلال الإسرائيلي للقدس عام 1969.

وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" أن الجيش الإسرائيلي أعلن المسجد الأقصى والبلدة القديمة منطقة عسكرية، واعتدوا على حراس المسجد وصادروا هواتفهم، وأخرجوا المصلين من الأقصى وأغلقوا كافة أبوابه.

وقالت الشرطة الإسرائيلية، في بيان لها، إن "كذلك تقرر إخلاء حيز الحرم الشريف من الناس".
وتابعت "كما تقرر عدم إجراء صلاة الجمعة اليوم في الأقصى، ما يعني أنه مغلق حتى إشعار آخر".

اعتقال مفتي القدس وخطيب الأقصى

واعتقلت قوات الاحتلال خطيب المسجد الأقصى الشيخ محمد حسين، في البلدة القديمة بالقدس، بعد أن دعا المصلين إلى التوافد إلى المسجد الأقصى رغم إعلان إلغاء الصلاة، ودعا المفتي إلى "شد الرحال للأقصى والتواجد على الحواجز وفي الساحات لإقامة صلاة الجمعة"، وفق ما ذكرته وكالة "وفا".

وفي تصريح للصحفيين، قال الشيخ حسين "أدعو المصلين إلى القدوم والصلاة في المسجد الأقصى، فهو مسجد إسلامي، ولا يحق لسلطات الاحتلال الإسرائيلي أن تمنع الصلاة فيه".
وأضاف أن "إغلاق المسجد أمام المصلين هو أمر مستهجن ومرفوض ويجب تمكين المصلين من الصلاة فيه".

وقال نجله عمر حسين لـ"سكاي نيوز عربية" إن والده المفتي أدى الصلاة الجمعة في منطقة باب الأسباط بعد منع الإسرائيليين إقامة الصلاة في المسجد الأقصى.
وأشار إلى أنه بعد انتهاء صلاة الجمعة اعتدت القوات الإسرائيلية على والده بالضرب وسحبته من بين المصلين، واصفًا عملية اعتقاله بـ"الاختطاف".

وفي نفس السياق، اعتقلت قوات الاحتلال خطيب المسجد الأقصى "عكرمة صبري" في القدس، بعدما اعتدت على جميع المصلين أمام باب العامود.

إدانة فلسطينية

وصفت الحكومة الفلسطينية، في بيان لها، الإجراءات التي فرضتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي في القدس بـ"الإرهابية".

وقال المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية، طارق رشماوي، "هذه الإجراءات هي ممارسات إرهابية تتعارض مع القيم والأعراف الإنسانية وتدمر المساعي الدولية والجهود الأمريكية" لإحياء عملية السلام.

من جهته، أجرى الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، الجمعة، برئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، حذره فيها من "تداعيات" إغلاق السلطات الإسرائيلية لمسجد الأقصى.

وأعرب عباس عن "رفضه الشديد وإدانته للحادث الذي جرى في المسجد الأقصى، ورفضه لأي أحداث عنف من أي جهة كانت، وخاصة في دور العبادة، حسبما نقلت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا".

وطالب الرئيس الفلسطيني بـ"إلغاء الإجراءات الإسرائيلية بإغلاق المسجد الأقصى أمام المصلين،" محذراً من "تداعيات هذه الإجراءات أو استغلالها من أي جهة كانت لتغيير الوضع الديني والتاريخي للأماكن المقدسة."

كما أجرت الرئاسة الفلسطينية اتصالات مع مسؤولين في الأردن "من أجل العمل على إلغاء الإجراءات الإسرائيلية بإغلاق المسجد الأقصى أمام المصلين."

حماس تبارك العملية

حيت حركة حماس أرواح شهداء العملية البطولية في مدينة القدس المحتلة، وأكدت أن هذه العملية تؤكد أن الشعب الفلسطيني واحد في الداخل المحتل والشتات والضفة وغزة والقدس، بحسب بيان لها.

وأوضح المتحدث باسم حركة حماس، حازم قاسم، أن هذه العملية هي دليل على أن شعبنا بكل أطيافه مستعد لأن يفدي بدمائه الطاهرة المسجد الأقصى المبارك، بحسب موقع "القدس".

واعتبر إقدام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على إغلاق المسجد الأقصى أمام المصلين، تخبطا واضحا، مؤكدًا أن كل قرار إسرائيلي جديد، يتم مواجهته من قبل شبان بردود مبدعة.

ووجه المتحدث باسم حماس، التحية لأهالي القدس المرابطين، مؤكداً أن صمودهم يرفع من قدر الأمة وليس فلسطين فقط.

تحريض إسرائيلي

ونقلت القناة السابعة في التلفزيون الإسرائيلي، عن عضو "الكنيست" من حزب "البيت اليهودي"، دعوته عقب العملية إلى إغلاق المسجد الأقصى بوجه المسلمين بشكل دائم، بحسب "سكاي نيوز".

وقالت ما تسمى "منظمة جبل الهيكل" أن "الرد على عملية القدس سيكون عبر زيادة البناء وزيادة ساعات الاقتحام للأقصى".
ومن جانبه، قال نتنياهو إن "إسرائيل ستتخذ جميع الإجراءات التي تضمن الأمان في جبل الهيكل/الحرم الشريف –المسجد الأقصى- دون أن يطرأ هناك أي تبديل في الوضع الراهن،" حسبما ورد على حساب رئيس الوزراء الرسمي على "تويتر".

وعقب وزير الأمن الداخلي "الإسرائيلي" جلعاد اردان، قائلاً "هذه العملية خطيرة وصعبة جدا وبها تجاوز للخطوط الحمراء، وتفرض علينا إعادة النظر ودراسة كافة أسس الأمن والحراسة في منطقة المسجد الأقصى"، ودعا الجمهور للهدوء حفاظا على الحياة في مدينة القدس، مؤكدا أن الشرطة "الإسرائيلية" لا زالت تحقق في ظروف العملية.

فيما حمّل نائب وزير الجيش الاسرائيلي الحاخام المتطرف ايلي دهان في تصريحات صحفية، السلطة الفلسطينية والحركة الإسلامية في مناطق عام 1948 المسؤولية المباشرة عن العملية، معتبرًا التوجه إلى اليونسكو من قبل السلطة فيما يتعلق بالمسجد الأقصى ومدينة الخليل بمثابة "تحريض ما يدفعنا لبسط سيطرتنا على المسجد الاقصى المكان الأكثر قدسية لليهود ومنع المتطرفين المسلمين من الدخول اليه".

في حين قال وزير ما يسمى "شؤون القدس" زاف الكين بأنه يتوجب وقف استخدام المسجد الاقصى "للتحريض والمخربين" حسب قوله، وسوف تعمل قوات الأمن "الإسرائيلية" على منع هذا الاستخدام، بحسب موقع "فلسطين اليوم".

ودعا عضو الكنيست اليمين المتطرف يهودا كيلك إلى منع المسلمين الذين وصفهم "بالمتطرفين" من الدخول الى المسجد الاقصى، وبارك إغلاق المسجد الاقصى من قبل الشرطة "الإسرائيلية" في أعقاب العملية ومنع المسلمين من أداء صلاة الجمعة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان