إعلان

ديزنيلاند القدس ـ برميل بارود قابل للانفجار

05:05 م السبت 03 يونيو 2017

ديزنيلاند القدس

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

القدس المحتلة (دويتشه فيله)

التنقل على متن قطار معلق حتى حائط البراق (حائط المبكى)، يبدو عمليا لسائح يزور القدس. لكن كما هو شأن الشرق الأوسط دائما، تنطوي مشاريع البناء الإسرائيلية هذه على مادة متفجرة من الناحية السياسية.

أختير المكان بعناية، بنيامين نتانياهو جمًع في النفق تحت حائط المبكى الأحد المنصرم وزراءه لعقد جلسة الحكومة الأسبوعية. بهذا أرادت الحكومة الإسرائيلية الاحتفال بالذكرى الخمسين "لإعادة توحيد" القدس واستعادة المدينة القديمة بعد حرب الستة أيام في 1967.

لكن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رفض قبل أسابيع قليلة أن يصطحبه نتانياهو إلى حائط المبكى، لأن المجتمع الدولي لا يعترف بضم القدس الشرقية.

ففي الوقت الذي تعيش فيه إسرائيل هذه الأيام أجواء الفرحة لإحياء ذكرى انتصارات حرب الأيام الستة في 1967 ، يحيي الفلسطينيون ذكرى 50 عاما من الاحتلال العسكري.

الجانب الفلسطيني وصف هذه الجلسة الحكومية بانها استفزاز: "اللقاء في القدس الشرقية المحتلة هو محاولة من الحكومة الإسرائيلية لتطبيع الاحتلال والقمع والاستعمار"، كما صرح صائب عريقات من منظمة التحرير الفلسطينية.

القدس نقطة خلاف

وضع القدس يُعتبر من نقاط الخلاف الكبيرة في النزاع بين الإسرائيليين والفلسطينيين. في حرب 1967 استولت إسرائيل على القدس الشرقية والمدينة القديمة التي كانت تحت سيطرة الأردن، واحتلت المنطقة التي تحتضن أماكن مقدسة عند اليهود والمسلمين والمسيحيين.

1

بعدها ضمت إسرائيل الجزء العربي الشرقي للمدينة وأعلنت القدس في 1980 عاصمتها الموحدة والأبدية، وهي خطوة لم يعترف بها أبدا المجتمع الدولي.

والفلسطينيون يصرون على حقهم في القدس الشرقية كعاصمة لدولتهم المستقبلية. ووضع المدينة من شأنه أن يتحدد من خلال مفاوضات سلام.

وخلال الجلسة الحكومية تحت الأرض وافقت الحكومة على مرحلة البناء الأولى لمشروع مثير جدا للجدل: قطار معلق يقوم مستقبلا بنقل السياح إلى حائط المبكى في المدينة القديمة للقدس لتسهيل ولوج ذلك المكان المقدس بالنسبة إلى اليهود.

ومن الناحية السياسية يبقى المشروع الذي رأى نور الحياة لأول مرة قبل عشر سنوات شائكا. فالقطار المعلق سيمر من القدس الغربية إلى القدس الشرقية المحتلة.

وتفيد المشاريع أن هذا القطار المعلق يتوقع إلى أبعد تقدير أن يشرع في العمل في 2021 وينقل في كل ساعة حتى 3000 شخص بسعر تذكرة الحافلة.

ويُتوقع أن يكلف البناء نحو 50 مليون يورو. وقال وزير السياحة يريف لفين إنه لا يوجد "توقيت أفضل مثل الآن ـ 50 عاما بعد إعادة توحيد القدس" لإطلاق هذا "المشروع الثوري". "والقطار المعلق سيغير وجه القدس الخارجي".

مشروع بناء مثير للجدل

لكن المشروع مثير جدا للجدل، ليس فقط لأنه يمر عبر أراض محتلة. فكل تغيير في محيط الحرم القدسي الشريف الذي يوجد فيه المسجد الأقصى وقبة الصخرة قد يؤدي إلى تصعيد الوضع المتوتر أصلا حول الأماكن المقدسة.

2

وحتى السكان المحليين معنيون بأعمال البناء. ويقول عالم الحفريات يوناثان ميزراحي:"قلقنا على القدس التي ستتحول مع مرور الزمن إلى منتجع يشبه ديزنيلاند، ويمكن فهمه كعمل سياسي يؤدي إلى نقل أشخاص أكثر في هذه الحالة الإسرائيليين والسياح إلى أماكن مثل قرية سلوان (العريقة المحاذية للناحية الجنوبية الشرقية للحائط الخارجي للمسجد الأقصى) ".

ويقع حي سلوان مباشرة أمام أبواب المدينة القديمة حيث يمكن أن تقع المحطة الأخيرة للقطار المعلق. وتقوم منظمة مستوطنين هناك بحفريات مع مركز للزوار داخل ما يسمى مدينة داوود.

وحتى منظمة حقوق الإنسان الإسرائيلية إير أميم حذرت من أن ما يسمى "السياحة الإنجيلية" قد تشجع انتشار أماكن الاستيطان وسط الأحياء الفلسطينية.

وتفيد تقارير وسائل إعلام إسرائيلية أن منظمات المستوطنين الناشطة هناك مشاركة على ما يبدو في مشروع القطار المعلق.

وأن تُقام الجلسة الخاصة للحكومة في النفق تحت الحائط المبكى، فهذا أمرٌ قيّمه بعض المعلقين الإسرائيليين على أنه استعراض قوة لرئيس الوزراء.

وكتب الصحفي أنشيل بفيفير في صحيفة هآريتس أنه من الصعب تصور أن يقترح أحد قبل 20 عاما إقامة "حفل 50 عاما لإعادة توحيد القدس" في النفق تحت حائط المبكى، لأن الحفريات في الأنفاق أدت في الماضي إلى توترات سياسية.

ففي 1996 خلال ولاية حكمه الأولى كرئيس وزراء أعطى بنيامين نتانياهو الضوء الأخضر لفتح النفق في اتجاه شارع الآلام.

وعلى إثرها تفجرت مواجهات بين الفلسطينيين والإسرائيليين أدت إلى سقوط قتلى وجرحى. وفي هذا النفق بالذات أقيمت جلسة الحكومة.

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك: