إعلان

هآرتس تتحدث عن "الخطة البديلة" للسعودية في لبنان

06:58 م الإثنين 13 نوفمبر 2017

رئيس الوزراء سعد الحريري

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب – محمد الصباغ:
قالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية اليوم الاثنين، إن المملكة العربية السعودية لم تلعب أوراقها بالكامل في لبنان باستقالة رئيس الوزراء سعد الحريري، مشيرة إلى أن الأنظار تتجه حاليًا إلى من سيخلف الحريري في منصبه.

وزعمت الصحيفة أن أقارب الحريري وكبار أعضاء تيار المستقبل الذي يقوده رئيس الوزراء المستقيل تلقوا الأوامر من السعودية بالسفر إلى الرياض من أجل الإعلان عن ولائهم لبهاء الحريري، الشقيق الأكبر لسعد الذي قدم استقالته يوم السبت قبل الماضي خلال تواجده في الرياض.

وظهر الحريري أمس الأحد عبر قناة المستقبل اللبنانية ونفى إشارات أنه موجود في السعودية قيد الإقامة الجبرية وأنه أجبر على قراءة نص الاستقالة. وقال سعد الحريري إنه حرًا في الرياض وسيعود إلى بيروت خلال أيام بعد ترتيب الإجراءات الأمنية.

وكان قد قال في خطاب استقالته إنه يشعر بأن حياته في خطر وأن لبنان يعيش أجواء شبيهة بأجواء اغتيال والده رفيق الحريري.

وعلّق الرئيس اللبناني ميشال عون اليوم الإثنين بحوار أمس مؤكدًا عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) أنه سيناقش مع الحريري عند عودته "كل الظروف والقضايا وبواعث القلق التي تستلزم مناقشتها".

وفي صحيفة هآرتس، يقول التحليل الإخباري إن هناك إشارات بأن هناك نية لدى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بتسليم راية سعد الحريري في رئاسة وزراء لبنان إلى شقيقه الأكبر بهاء الحريري، وأن أقارب سعد الحريري وكبار تيار المستقبل اللبناني تلقوا "أوامر" بالقدوم إلى الرياض من أجل إعلان الولاء لصالح الأخ الأكبر.

وأضافت أن الخطة السعودية تعتمد على عودة سعد الحريري إلى بيروت لاستكمال خطوات الاستقالة بشكل رسمي، ومن هناك سيتجه إلى عاصمة أوروبية على الأرجح هي باريس قبل أن يترك السياسية بشكل كامل، وذلك بحسب ما نقلته هآرتس عن صحيفة الأخبار اللبنانية المقربة من حزب الله.

لم تتوقع عائلة الحريري هذا التحرك السعودي ولن تتعجل في الرد على الدعوة السعودية، وفقًا للصحيفة العبرية التي أبرزت أيضًا أن والد سعد وبهاء الحريري (رفيق الحريري) هو من اختار سعد لاستكمال إرثه التاريخي وليس الشقيق الأكبر.

وتستكمل هآرتس بأن سعد الحريري لا يمكنه رفض الخطة السعودية لأن حريته الشخصية مرهونة بنجاح هذه الخطوات. ولا يتوقف الأمر على ذلك فقط، بل يبدو أن الحريري تلقى حوالي 9 مليار دولار في هيئة مشروعات للشركة المملوكة لعائلته "سعودي أوجيه".

وتابع التحليل الإسرائيلي أن السعوديين يقولون أن هذه الأموال دُفعت للشركة بطريقة غير مشروعة بواسطة خالد التويجري، المسؤول الأكبر بين من لم يحملوا لقب أمير في المملكة خلال حكم الملك الراحل عبدالله. وتم إقصاء التويجري بمجرد وصول الملك سلمان إلى الحكم في عام 2015، والآن التويجري رهن الاعتقال مع قائمة طويلة من الأمراء ورجال الأعمال السعوديين.

لم يكن الحريري مديرًا ناجحًا لشركة العائلة ووصل الفشل لذروته في يوليو الماضي، عندما أعلنت "سعودي أوجيه" الإفلاس وفصلت كل الموظفين.

وبرغم هذه الأزمات لا توجد أي مخاوف بشأن حياة سعد الحريري المادية فهو يمتلك بعض المليارات القليلة في بنوك حول العالم. ومن جانب آخر، تُقدّر ثروة شقيقه الأكبر بهاء بحوالي 2.5 مليار دولار ويمتلك شركة عقارات في الأردن بجانب شركة مزدهرة في لبنان.

وتقول هآرتس: "يبدو أن الشقيقان لا يحمل أي منهما حبًا كبيرًا للآخر". فلم ينسَ بهاء الإذلال الذي عاناه حينما اختار والده أخيه الأصغر لقيادة الأمور بعده، ولم يوفر هجومًا قاسيًا على تصرفات أفعال سعد الاقتصادية والسياسية.

وأشارت الصحيفة إلى أن الخطة التي أعدها الأمير السعودي الصغير محمد بن سلمان ربما انتهت، فلا يتبقى سوى إقناع عائلة الحريري وتيار المستقبل بأن عليهم اتخاذ خطوة مختلفة، وبحسب هآرتس لا يبدو أن أي منهم يجرؤ على الاعتراض على السعوديين.

من جانبه، كان وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق، عضو تيار المستقبل، قد رد على التقارير بأنه يتم التجهيز للدفع ببهاء الحريري كرئيس للوزراء بقوله: "لسنا قطيعًا من الأغنام تنتقل ملكيتها من شخص لآخر".

وأَضاف أن الأمور في لبنان لا تسير بالمبايعات. ويعلم المشنوق الذي كان مستشارًا لسعد الحريري أن تحدي السعودية سيدفع لبنان في مقابله ثمن باهظ.

كانت السعودية قد فرضت عقوبات اقتصادية على لبنان قبل عام ونصف، وجمدت مساعدات قيمتها 3 مليار دولار إلى القوات المسلحة اللبنانية وعلقت التجارة بين البلدين. ويمكن أن تكون العقوبات السعودية هذه المرة قاسية، وبحسب الحريري في حواره أمس الأحد فهناك أكثر من 400 ألف لبناني يعملون في دول الخليج.

وينقل هؤلاء حوالي 2.4 مليار دولار إلى بلدهم، ولو أقنعت السعودية جيرانها بفرض عقوبات أيضًا، يمكن أن يمثل ذلك ضربة قاضية للاقتصاد اللبناني.

لكن الدستور اللبناني يجعل تعيين رئيس الوزراء في يد رئيس الجمهورية ميشال عون وهو حليف لحزب الله الذي يمكن أن يقف حائلًا أمام خطة السعودية بتعيين بهاء الحريري بدلا من شقيقه.

كما أن هذا الاختيار يكون بالتشاور مع مختلف التيارات السياسية، ولو قرر تيار المستقبل الرضوخ لمطالب السعودية فلن يقبل بها حزب الله وحلفائه في الحكومة، مما سيدخل لبنان في نهاية مميتة اقتصاديًا وسياسيًا.

 

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان